"التيّار"يعيد تموضعه: لا طلاق مع الحزب بل بحث عن دور في التسويّة

7 مارس 2024
"التيّار"يعيد-تموضعه:-لا-طلاق-مع-الحزب-بل-بحث-عن-دور-في-التسويّة
"التيّار"يعيد تموضعه: لا طلاق مع الحزب بل بحث عن دور في التسويّة

 
لم تعدّ علاقة “التيّار الوطنيّ الحرّ” بـ”حزب الله” كما في السابق، رغم الزيارة المرتقبة اليوم لوفد من الحزب الى الرئيس ميشال عون . ولعلّ انتقاد عون والنائب جبران باسيل لـ”الحزب”، على ادخال لبنان في حرب غزة، أبرز دليل على أنّ هناك عدم تنسيق وتواصل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وأنّ التفاهم والتناغم بينهما لم يعدّ كما في الماضي.

 
مرّت علاقة “التيّار” بـ”حزب الله” بالكثير من الخضّات، ويقول مراقبون إنّ ميرنا الشالوحي تعتبر أنّ حارة حريك لم تقف إلى جانبها خلال ولاية الرئيس عون الرئاسيّة، وتخلّت عنها في أوقات الحاجة، ولم تُساندها في الملّفات الأساسيّة، فانتهى عهد عون من دون إنجاز أبرز الوعود الإصلاحيّة، وقد توسّع بعدها الخلاف بين “الوطنيّ الحرّ” و”الحزب”، بسبب مُشاركة نواب “الثنائيّ الشيعيّ” في ما بعد في جلسات مجلس الوزراء.
 
وفي هذا السياق، يقول المراقبون إنّ “التيّار” اختلف أيضاً مع “الحزب” في موضوع رئاسة الجمهوريّة، وهناك تباين كبير بينهما ولا يزال بشأن هذا الإستحقاق، فـ”الثنائيّ الشيعيّ” متمسّك بترشيح رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، بينما “الوطنيّ الحرّ” أصبح مقتنعاً أنّ هناك حاجة ملحّة للحوار والتوافق، وذهب للإتّفاق مع المعارضة على إسم الوزير السابق جهاد أزعور، للضغط على نواب “الوفاء للمقاومة”.
 
إذاً وفق المراقبين، هناك خلافات جوهريّة بين “التيّار” و”حزب الله”، وقد أتت الحرب في غزة، وفتح “المقاومة الإسلاميّة” جبهة الجنوب، لدعم حركة “حماس” من لبنان، ليُفرّمل التواصل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك. ويُضيف المراقبون أنّ “الوطنيّ الحرّ” كان يُعوّل على التوافق مع “الحزب” في موضوعيّ اللامركزيّة الإداريّة والصندوق الإئتمانيّ، كيّ يُصلح علاقته معه، لكن الإتّصالات توقّفت بينهما، وبات نواب “لبنان القويّ” يُوجّهون أسهم الإتّهام إلى كتلتيّ “الوفاء للمقاومة” و”التنميّة والتحرير” باحتجاز الإستحقاق الرئاسيّ، وعدم رغبتهما في البحث بأسماء مرشّحين وسطيين.
 
ويرى المراقبون أنّ خلافات “التيّار” مع “الحزب”، لن تدفع النائب جبران باسيل إلى تبديل تموضعه السياسيّ، ولن ينتقل إلى خندق المعارضة، فالخلافات مع “القوّات اللبنانيّة” على سبيل المثال أكبر من تلك مع حارة حريك، والتوافق مع معراب على ترشّيح أزعور، كان بمثابة جرس إنذارٍ إلى “حزب الله”، ورسالة له مفادها أنّه يجب التحاور والتنسيق مع “الوطنيّ الحرّ”، وعدم إقصائه من أيّ موضوع سياسيّ بارز.
 
وقد يبدو للبعض أنّ “التيّار” هو في الوقت الراهن في الموقع الوسطيّ، ويدعو إلى انتخاب رئيس سريعاً، إنطلاقاً من التفاهم بين الجميع على إسم المرشّح وعلى المرحلة المقبلة، وعلى مشروع الرئيس، لكن هذا ليس صحيحاً بحسب المراقبين، فـ”الوطنيّ الحرّ” يُريد أنّ يكون له دورٌ في الحياة السياسيّة في المرحلة المُقبلة، وهو ليس بوارد التخلّي أو الإنفصال عن “حزب الله”، لأنّ الأخير يضمن له مكاسب سياسيّة كثيرة.
 
وعن دعوة باسيل وعون إلى عدم جرّ لبنان إلى حروبٍ ليس معنيّ بها، يعتبر المراقبون أنّ هذا الأمر لا يعني أيضاً أنّ “حزب الله” سيفقد بيئة “التيّار” المسيحيّة الحاضنة لمقاومته، فهناك إختلاف بالنسبة لـ”الوطنيّ الحرّ” بين حقّ لبنان بالدفاع عن نفسه، وبين إدخال البلاد في حرب غزة، أو في نزاع آخر.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ “التيّار” يبحث عن دوره في التسويّة السياسيّة المُنتظرة، وهو يُريد تعديل أو تجديد تحالفاته، من دون أنّ يكون حليفاً مع المعارضة، ولا مُعاديّاً لها، وفي الوقت عينه، يطمح إلى تعزيز علاقته بـ”حزب الله”، من باب إعادة التفاهم معه على الخطوط العريضة. ويُشدّد المراقبون على أنّ لا طلاق بين الحليفين الشيعيّ والمسيحيّ، ولو أرادا ذلك، لكان الأمر حصل قبل فترة طويلة.