ففي جولة في شوارع بيروت ، لا تستطلعك إلا البهجة، والفرحة.. زينة، وأضواء، تنير قلب لبنان النابض، الذي لم يعرف يومًا الإستسلام أمام أي واقع.. تسلبك بيروت بجمالها وأناقتها من واقعنا المرير، لتبعث كل حجرة من أحيائها، وكل فانوس مُضاء على جوانب طرقاتها، وكل قمر ونجمة تلألأت على منازل أهلها برسائل الحياة، والصمود، والتضحية وفاء لتاريخ مدينة العلم والثقافة، التي أعطتنا الكثير..
وأمس، كانت بيروت على موعد لجمع الأهل، والأحبة، والأصدقاء، بحفل استثاني افتتحت خلاله القرية الرمضانية، حيث شارك في حفل الافتتاح، الذي نظمته شركة “سوليدير” وجمعية أجيالنا وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، محافظ بيروت مروان عبود، رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، ويعتبر هذا الحفل الأول من نوعه منذ بدء الأزمة الإقتصادية.
وتفاعل الأهالي والحاضرون مع برنامج ترفيهي من المتوقع أن يستكمل خلال شهر رمضان في شارع مينا الحصن، حيث ستكون القرية متواجدة، كما ستمتد الإحتفالات لتصل إلى شارع الأورغواي، وشارع ارجنتينا ستريت، وساحة سمير قصير، التي أيضا ستتم إضاءتها وتزيينها بالفوانيس والأقمار والنجوم، التي ستبعث أجواء رمضانية خلال الشهر الفضيل.
وجابت شوارع وسط بيروت مسيرات احتفالية، تقدّمتها مجموعة من الفرق الموسيقية، التي عزفت موسيقى رمضانية، أضافة إلى عروض تمثيلية قدمها العشرات من المشاركين الذين أدخلوا الفرحة والبهجة إلى قلوب الأطفال الذين عاشوا أجواء رمضانية بامتياز. ولم تخلُ المسيرات الثقافية والفنية من الموسيقى التراثية اللبنانية، إذ رقص العشرات من اللبنانيين على أنغام الدبكة اللبنانية، بحلقات جمعت الكبير والصغير.
وتم بناء مسرح، ستقدم عليه خلال شهر رمضان مجموعة من العروض المسرحية، والثقافية، والفنية، التي ستبعث روح الحب، والمشاركة والتواصل بين اللبنانيين. كذلك، تم تخصيص مواقع محددة لإقامة جلسات سحور ستستقطب اللبنانيين إلى قلب بيروت على مدى 30 يومًا.
وخلال حفل الإفتتاح أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن “بيروت التي انتصرت على كل الصعاب تعطي اليوم صورة جميلة عن لبنان والمنطقة، ونحن اليوم نقول رغم الصعوبات والأزمات إن لبنان بألف خير، على أمل أن تهدأ الجبهة الجنوبية”.
ولفت مولوي إلى أن رسالة حفل افتتاح القرية الرمضانية اليوم هي أن “لبنان سيبقى، وبيروت ستبقى كما نعرفها، وشعب لبنان سيبقى بإيمانه، وبحبه”.
بيروت، مهد الحضارات والأديان والحاضنة لأكبر تنوع ديني في الشرق الأوسط، أبت رغم كل ما يحدث إلا ان تكون صدى لرسالة الإيمان، والصلاة والخشوع، لتحافظ على إرث أهلها وأجدادها، ولتعود بيروت كما هي، الأم الحنون الجامعة لكافة اللبنانيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وبالتالي، بيروت تنتظر اليوم كافة اللبنانيين، على مدى الشهر الفضيل، حيث سيكونون على موعد مع برامج متنوعة ثقافية وفنية ودينية استثنائية، أضافة إلى التمتع بالزينة المتميزة التي أعادت الحياة إلى وسط بيروت.. فلا تفوتوا هذه الفرصة…