Advertisement
التجاوب السريع من الكتل المسيحية الرئيسية: القوات والتيار الوطني والكتائب، أعطى المبادرة دفعاً كبيراً، ويفوق التوقعات الأولية، مما دفع بعض كتل الممانعة إلى مراجعة حساباتها، وتريّث البعض الآخر في إعلان موقفه النهائي، والإنصراف إلى إجراء الإستطلاعات، وعمليات البوانتاج لتوزّع أصوات النواب في حال حصول الجلسات المستمرة دون تطيير النصاب، وفق التعهدات التي تتطلبها المبادرة من كل الكتل النيابية.
وجاءت زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الأخيرة لتصب ماءً بارداً على الحركة الرئاسية، بعد تبنيه وجهة نظر الممانعة، بعدم البحث في أي ملف داخلي، قبل وقف النار في غزة، بما في ذلك الإستحقاق الرئاسي.
أولية هوكشتاين عاكست توجهات الورقة الفرنسية التي فصلت بين الإنتخابات الرئاسية والحرب في غزة، وركّز الوسيط الأميركي على التهدئة على الحدود مع الجانب الإسرائيلي، وتنفيذ بعض فقرات القرار ١٧٠١، وتأجيل البحث بالترسيم البرّي والإنسحابات الإسرائيلية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إلى ما بعد إنتهاء الحرب في غزة.
ولكن ماذا لو فشلت مفاوضات الهدنة في غزة، بسبب عناد نتانياهو وفريقه المتطرف في متابعة الحرب، والتخطيط لإجتياح رفح؟
وماذا يبقى من فعالية الوساطة الأميركية في حال ذهبت العلاقات بين بايدن ونتانياهو إلى مزيد من التأزم، بعد إستفحال الخلافات التي ظهرت إلى العلن في الأيام الأخيرة؟
وما هو البديل في حال أُجهضت مبادرة كتلة الإعتدال، وفشلت التشاورات النيابية في تحقيق الإختراق المطلوب في الجدار الرئاسي؟
تساؤلات قد تظهر أجوبتها بعد لقاء نواب الإعتدال مع الرئيس نبيه برّي غداً!