فقد ورد في إحصاء أجرته أخيراً “الدولية للمعلومات”، وهي من مؤسسات الاحصاءات والدراسات المتخصصة وأفرجت عنه الجمعة الماضي، ان عدد الذين سقطوا في مناطق الجنوب منذ اندلاع المواجهات على طول الحدود في 8 تشرين الاول الماضي والى يوم الثلثاء الماضي بلغ 290 شهيداً بينهم 228 نعاهم “حزب الله” كعناصر وقادة مقاتلين، فيما الضحايا الباقون والبالغ عددهم 62 شخصاً يتوزعون على انتماءات مختلفة. وذكر احصاء المؤسسة نفسها ان هؤلاء الضحايا، بمن فيهم عناصر الحزب، يتوزعون على 119 مدينة وبلدة وقرية جنوبية.
وأورد الاحصاء اياه ان العدد الاكبر من الشهداء كان من بلدتي عيتا الشعب وكفركلا وبلغ 9 شهداء، و7 شهداء ينتمون الى بلدتي مركبا وعيترون، و6 شهداء في كل من خربة سلم والطيبة.
ووفق معلومات خاصة بالمؤسسة الإحصائية نفسها فان الشهداء من غير عناصر الحزب يتوزعون على النحو الآتي:
-26 فلسطينياً ينتمون حصراً الى حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” وقد سقط القسم الاكبر منهم في مهمات كُلفوا بها وكانوا في طريقهم لتأديتها، أي قبل وصولهم الى الهدف المرسوم أو ابان تسللهم الى داخل المناطق المحتلة في منطقة الجليل الاعلى. وقد نجحت قوة مقاتلة من حركة “الجهاد” في التسلل الى الداخل وبلوغ موقع اسرائيلي يقع قبالة قرية الضهيرة في القطاع الغربي (موقع عرب العرامشة وجلّ العلام) واشتبكت مع عناصر الموقع وقتلت اثنين من حاميته باعتراف اسرائيل، وقُتل عنصران من المجموعة المهاجمة فيما عاد اثنان آخران الى موقعهما سالمَين.
ووفق معطيات اولية وتقريبية فان عدد عناصر حركة “الجهاد الاسلامي” الذين سقطوا يفوق بقليل عدد عناصر حركة “حماس”.
وما يُذكر ايضا أن من بين ضحايا حركة “حماس” لبنانيين من مدينة طرابلس وعنصر تركي، وقد سقط هؤلاء وهم في مهمة استطلاعية في سهل المنصوري – الشعيتية جنوب صور وكانوا برفقة احد القياديين العسكريين الاساسيين لحركة “حماس” وهو من مخيم الرشيدية للاجئين القريب من صور. وسرت معلومات في حينه لم تجد مَن ينفيها أو يؤكدها فحواها ان القتلى الثلاثة ينتمون الى اتجاه سلفي وانهم أتوا للاستطلاع اولاً تمهيداً لتنسيق عسكري ميداني لاحقا.
خلت.
– أما الضحايا الباقون فيبلغ عددهم نحو 36 من بينهم جندي لبناني سقط ابان وجوده في موقع متقدم للجيش على الحدود مباشرة وقد سقط بنيران اسرائيلية، فيما الباقون مدنيون بينهم ثلاثة اعلاميين هم مراسلة ومصورون ونحو 7 نساء و8 أولاد واطفال.
– واللافت ان عناصر الحزب الذين قضوا هناك نحو 16 منهم سقطوا جراء غارات نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي على مواقع ونقاط للحزب في مناطق متفرقة من الساحة السورية. واللافت ايضا ان الغارات الاسرائيلية على مواقع الحزب ومواقع الحرس الثوري الايراني في انحاء متفرقة من الساحة السورية قد ازدادت وتضاعفت بعد اندلاع المواجهات على الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل.
والجدير ذكره ان الحزب اعتاد ألّا يذكر في بيانات نعيه لعناصره وكوادره مكان سقوطهم، وجلّ ما يذكره انهم سقطوا “على طريق القدس” انفاذا لتوجيهات صدرت عن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
ومن المعلومات الخاصة ان هناك ثلاثة عناصر من الحزب سقطوا قبل ايام بفعل غارة اسرائيلية عجزت الوحدات المتخصصة في الحزب عن العثور على اجسادهم او اشلاء وبقايا منهم فأُدرجوا في عِداد المفقودين. واخيرا افادت المعلومات ان عمليات البحث المستمرة اسفرت عن العثور عن اشلاء من جسد احدهم وهو من آل غبريس من بلدة طيردبا وأعيدت هذه الاشلاء لتدفن في قريته بعدما صُلي عليها.