ويستمد الشعار شكله وألوانه من الفن المعماري والحياة معا والتنوع الثقافي في وحدة جمالية متماسكة تتداخل فيها الخطوط المجردة والإيحاءات والبنيان الحضاري للمدينة.
يُذكَر ان المُرتضى يتابع شخصياً التحضيرات المواكبة للاحتفالية هذه عبر تخصيصه 3 أيام أسبوعياً حيث يتواجد في طرابلس مع فريق الوزارة ويلتقي دورياً بالفاعليات السياسية والثقافية.
هذا الحدث الثقافي يشكّل فرصة ثمينة لإبراز ما تختزنه طرابلس من إرث ثقافي وحضاري، عبر أنشطة وفعّاليات تقام على مدار السنة، تدعى إليها شخصيات عربية وغير عربية. فأين أصبحت الاستعدادات؟ ومتى تنطلق عجلة هذه الأنشطة والفعّاليات؟
اختيار طرابلس
يقول رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس رامز الفري انه “بلمحة سريعة عن تاريخ عواصم الثقافة والتي انطلقت بمبادرة من وزيرة الثقافة اليونانية ميلينا مركوري، وفي إطار الاتحاد الأوروبي، كانت أثينا أول عاصمة عالمية للثقافة العام 1985 وبعد وقت طالبت المجموعة العربية في منظمة اليونسكو بتوسيع الإطار الجغرافي للإحتفاء بعواصم الثقافة الى المنطقة العربية، فكانت القاهرة أول عاصمة للثقافة العربية عام 1996 ، قبل إبرام العقد العربي للتنمية الثقافية وتضمينه برنامج عواصم الثقافة العربية في العام 2005. وفي أيار 2015، قرّرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، التابعة لجامعة الدول العربية اختيار مدينة طرابلس اللبنانية “عاصمة الثقافة العربية لعام 2021 ولكن بسبب الظروف الأمنية والصحية أي انفجار مرفأ بيروت ووباء كورونا وافقت “ألكسو” على طلب لبنان تأجيل هذا الحدث إلى عام 2023، ثمّ إلى العام الحالي 2024″.
واعتبر الفري في حديث عبر “لبنان 24” انه “من المفترض أن تستفيد طرابلس من هذه الاحتفالية على الصعد كافة فمن أهم أهداف الاحتفالية تظهير الكنوز التاريخية للمدينة والتعريف بقيمتها الحضارية، وتنمية حراك المدينة الثقافي، وتحفيز الإنتاج الأدبي والفكري ودعمه، وتشجيع تجارب البحث العلمي، ووضع قوائم بعناصر التراث الثقافي غير المادي وتحضير الملفات لتسجيل بعضها على اللائحة التمثيلية للشعوب في منظمة اليونسكو، وفهرسة المؤلفات الصادرة في المدينة وإجراء الدراسات حولها وتحقيق المخطوطات المتوافرة، وجمع الأمثال والحكم الشعبية وإجراء الدراسات بشأنها وتحريك العجلة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية”.
أما ماذا ستقدم طرابلس للثقافة العربية، فيُشير الفري إلى ان أهم ما ستقدمه المدينة هو ابراز المشتركات الثقافية العربية، من خلال الأنشطة العديدة والأسابيع الثقافية ومشاريع التوأمة”.
الاستعدادات على قدم وساق
وعن الاستعدادات لتتويجها في أيار 2024 عاصمة للثقافة العربية، يؤكد الفري ان “العمل جار بكل جهد ومسؤولية فقد نقل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى مكتبه إلى طرابلس ليتابع التحضيرات للفعالية وأجرى لقاءات واجتماعات مع فعاليات المدينة الثقافية والاجتماعية والسياسية وتم إطلاق عدة لجان في مختلف الاختصاصات”.
وتابع: “على صعيد الرابطة الثقافية فإننا نعمل على مدار السنة ولكن اليوم وضمن هذا العنوان الكبير لطرابلس لا بد من العمل أكثر فأكثر وقد كُلفت من قبل وزير الثقافة برئاسة لجنة التواصل مع الجمعيات وتم عقد اجتماع موسع في الرابطة لعدد كبير من الجمعيات الشمالية واعتبرت في هذا اللقاء ان هذه الاحتفالية اتت في ظل ظروف في غاية الصعوبة والسوء يعاني منها لبنان بكامله والمنطقة العربية وطرابلس بشكل خاص ولكن كنا امام خيارين احلاهما مرّ اما ان نعتكف ونقول باننا لن نستطيع فعل شيء في هذه الظروف واما ان نبادر للعمل مع المخلصين والفدائيين من ابناء طرابلس والشمال وبالتعاون مع المؤسسات الرسمية ايمانا منا بان لا خيار لدينا الا الدولة ونحن اخترنا الخيار الثاني رغم معرفتنا بصعوبته ومشقة العمل في ظل هذه الظروف وبإمكانات شبه معدومة، أما بالنسبة لنوعية الانشطة والبرامج المُقررة والأنشطة التي اقيمت حتى الان وعلى اهميتها، اعتبر انها لن ترقى الى مستوى الحدث ولكن العمل جار لتنفيذ نشاطات مميزة ونوعية”.
ويضيف: “بالنسبة للمشاريع الثقافية التي تحضّر، فكل لجنة وكل هيئة في المدينة تعمل على وضع برنامج ورزنامة أنشطة وعندما تكتمل الصورة سيتم الإعلان عنها بالتفاصيل”.
من أهم المدن التي تحتوي على آثار مملوكية
ويوضح الفري ان “طرابلس تتميز بالكثير من الأبنية الأثرية والتراثية وقلعتها وخاناتها وحماماتها ومدارسها وهي من أهم المدن التي تشمل العدد الكبير من الآثار المملوكية بعد القاهرة إذ أن طرابلس تعتبر بمثابة متحف في الهواء الطلق ناهيك عن كرم ضيافتها ومطاعمها ومقاهيها ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية”.
وشدد الفري على ان “الهدف هو الاستفادة من هذه الفعالية في رفع الغبن عن المدينة وإقامة مشاريع مستدامة تستفيد منها طرابلس بعد الانتهاء من الاحتفالية إذ أن الهدف الأساس من هذه الاحتفالات تنمية المدن التي تحصل على هذا اللقب وتنمية الحركة الاقتصادية والسياحية والثقافية وجذب السياح إليها من مختلف المناطق اللبنانية والدول العربية والأجنبية.
وعن إدراج معرض الشهيد رشيد كرامي على لائحة التراث الثقافي، لفت إلى انه “يُعتبر من أكبر المعارض في لبنان والشرق الأوسط حيث تبلغ مساحته مليون متر مربع ويتمتع ببناء مميز، متوجها بنداء الى المسؤولين للاهتمام بصيانته وببناه التحتية والعمل على تشغيله لأنه يُساهم في تنمية المدينة بكاملها”.
إذا طرابلس التي تستمد قيمتها من ارثها الوطني والانساني والثقافي ستكون على موعد مع سلسلة فاعليات تبرز تنوعها وقيمها وتكشف عن تاريخها وحاضرها.