نشرت منصة “بلينكس” الإماراتية تقريراً تحت عنوان دراما “رمضان” اللبنانية – السورية.. و”زمن الحرب والأزمات”، وجاء فيه:
المفارقة أن هذه الأعمال الدرامية جاءت وسط ظروف أمنية صعبة تعيشها البلاد، لاسيما بعد اندلاع التوتر في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول الماضي.
كذلك، لا يمكن أبداً إغفال الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان وانعكاسها على واقع الممثلين وأعمالهم.. فهل تأثر الإنتاج الدرامي بالأزمة الراهنة أمنيا واقتصاديا؟ ماذا يقول الممثلون عن واقع الدراما اللبنانية حاليا؟ وما هي رؤيتهم لواقع الإنتاج الفني في لبنان؟
أعمال مُشتركة
جميع المسلسلات المحسوبة على الدراما اللبنانية لرمضان العام 2024 هي أعمال فنية مشتركة بين ممثلين لبنانيين وسوريين. مسلسل “عَ أمل” هو من بطولة الممثلين اللبنانيين ماغي بو غصن وبديع أبو شقرا والممثل السوري مهيار خضور.
مسلسل “2024” يضم الممثلة نادين نسيب نجيم والفنانة كارمن لبس، ومعهما الفنان السوري محمد الأحمد.
يأتي أيضاً مسلسل “نظرة حب” الذي يجمع الفنان السوري باسل خياط مع الفنانة اللبنانية رندة كعدي والممثلة السورية آمال سعد الدين.
مسلسل “النسيان” يضم الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور ويشاركها البطولة الفنان السوري قيس الشيخ نجيب إلى جانب الممثل اللبناني يورغو شلهوب والممثلة ندى أبو فرحات.
“نقطة انتهى” مسلسل من بطولة الفنان السوري عابد فهد، والممثل اللبناني عادل كرم، كما أنه يضم فنانين آخرين بارزين مثل الممثلة اللبنانية زينة مكي والسوري أنس طيارة.
“انصهار وتعاون رائع”
رغم أن نجم الدراما اللبنانية الخالصة لم يسطع منذ زمن، إلا أن الأعمال المشتركة جعلت الممثلين اللبنانيين والسوريين في موقف وحالٍ واحد.
الفنانة السورية آمال سعد الدين التي اشتهرت بدور “بديعة” في المسلسل السوري البارز “ضيعة ضايعة” قالت لـ”بلينكس” إنّ مشاركتها في “نظرة حب” تعد مميزة جداً نظراً للتعاون الرائع مع الفنانين الآخرين، لاسيما رندة كعدي، جاد أبو علي، رانيا عيسى، حيث اجتمع هؤلاء ضمن ما يسمى بـ”بيت العيلة” في المسلسل.
تلفت سعد الدين إلى أن الفنانين اللبنانيين يتميزون بالأداء الرائع والإبداع الكبير، معتبرة أن تجربتها مع نجوم لبنانيين أكسبتها رونقا رائعا يدفعها باستمرار للتعاون والعمل ضمن أعمال مشتركة.
ما قالته سعد الدين توافق عليه الفنانة رندة كعدي التي قالت إن الأعمال المشتركة تتميز بضخامتها أولا، وثانياً تعد مكانا لتبادل الخبرات وعنوانا للانصهار، وتضيف: “ما شهدناه في مسلسل نظرة حب كان عنوانا للإبداع الكامل.. التناغم كبير جدا، فالتقنيات التمثيلية والتطور البارز في الأداء شكل علامة فارقة بالنسبة للجميع.. التجربة رائعة جداً”.
الدراما في ظل الأزمة المعيشية والحرب
الممثل بديع أبو شقرا الذي يشارك في مسلسل “عَ أمل”، يقول في حديثه عبر “بلينكس” إنه في عزّ الأزمات والحروب التي عاشها لبنان، لم تتوقف الدراما اللبنانية أبداً عن إنتاج الأعمال الفنية، ويقول: “نحن نتوق دائما للحياة ولا تكسرنا أزمات. لقد مررنا بظروف أصعب من ذلك وكانت الدراما اللبنانية فيها في عزّ مجدها”.
ويلفت أبو شقرا إلى أنهُ “لا دراما لبنانية بحتة” لهذا العام، مشيراً إلى أن إنتاج المسلسلات ذات الهوية اللبنانية الخالصة تراجع منذ زمن حتى اندثر بشكل شبه كامل باستثناء وجود بعض الأعمال الصغيرة التي يُقدّر وجودها رغم كل الصعوبات.
كعدي تقول لـ”بلينكس” إن الظروف الأمنية الحالية في جنوب لبنان لم تؤثر بتاتا على أعمال التصوير، وقالت إن كل العمليات استمرت على حالها رغم التهويل بحصول حرب، وتابعت: “الظروف صعبة جداً ولكن، لم ولن نستسلم.. سنبقى مع جمهورنا نقدم له كل جديد ونحن لا نتقاعد مهما كلّف الأمر”.
كذلك، تؤكد كعدي أيضاً أن الإنتاج الفني في لبنان تأثر بشكل كبير بسبب غياب الدعم وباتت المسلسلات تأخذ طابع الأعمال المشتركة، وتابعت: “لقد أضحى الممثل يطل فقط خلال مواسم معينة. سابقاً، لم تكن الأعمال عادية بل كانت غزيرة، أما اليوم فبتنا ننتظر شهر رمضان وبعض المناسبات الأخرى لنقدم بعض الأعمال”.
إلا أن كعدي توضح أن الدراما باتت في خطر بعدما أصابها الإهمال من قبل المعنيين، لكنها قالت: “رغم ذلك، لن نترك مهنتنا.. ما من أحد يتقاضى أجراً منصفاً لكن الجمهور بالنسبة لنا مقدس، وسنظل نقدم له الكثير.. هناك إمكانيات بشرية ومادية وفنية مهمة جدا، لكن الأساس يمكن في التوظيف الصحيح والاستثمار المنتج”.
من جهتها، تؤكد سعد الدين أن العطاء الفني في ظل الأزمات والحروب هو دليل على البقاء، معتبرة أن الدراما السورية أو اللبنانية ما زالت قائمة ومستمرة رغم القصف والدمار، وقالت: “صحيح أن أعداد الأعمال الدرامية تراجعت، لكنها ما زالت موجودة.. فهي تعبر عن المجتمع ولا مجال أبدا للتراجع”.
تلفت سعد الدين إلى أن لبنان بات يفتقد إلى “الدوبلاج”، وقالت: “الأمر هذا محزن جداً.. في لبنان هناك عطاء كبير بالإضافة إلى الحماس، كما أن هناك مبدعين كبار.. الأزمة الاقتصادية أثرت على الإنتاج الفني في لبنان لكن الأمل يبقى في استعادة الزخم لأن لبنان بلد الفن والحضارة وعنوان الإبداع”. (بلينكس – blinx)