الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة خليل الحيّة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ليست عادية من حيث الشكل والمضمون.
مصادر سياسيّة – عسكريّة تقول إنّ تلك الزيارة أظهرت إستمرار قدرة قادة “حماس” على التحرّك بحرية باتجاه لبنان، علماً أن الملاحقة التي يشهدها هؤلاء من قبل إسرائيل تعتبر خطيرة سواء على صعيد نصرالله أو على مسؤولي “حماس” أنفسهم.
وبحسب المصادر، فإن للحية إرتباطاتٌ أساسية بقائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار وذلك انطلاقاً من مسؤوليته في القطاع، ما يعني أنّ الشخصية التي زارت نصرالله ستكون ناطقة باسم السنوار من جهة، ومتحدثة باسم الجناح السياسي لـ”حماس”.
المفارقة أيضاً أنّ زيارة الحية لنصرالله تكشف عن أن تنسيق الحزب مع “حماس” ما زال على صعيد مستويات عليا، كما أنه بات ينتقل إلى شخصياتٍ تشارك في المفاوضات المستمرة للوصول إلى هُدنة في قطاع غزة.
المصادر تلفتُ إلى أن خطوة اجتماع نصرالله مع الحية، ورغم خطورتها من الناحية الأمنية، تُظهر بشكلٍ أو بآخر إصرار الحزب على متابعة تفاصيل المفاوضات بشكلٍ مباشر كون الأخير مهتمّ بالمسار الديبلوماسي بشكلٍ كبير، والذي يأتي بالتوازي مع إستمرار جبهة المساندة التي يقدمها الحزب لغزة إنطلاقاً من جنوب لبنان.
الأمر الأكثر أهمية هنا هو أنَّ حضور الحية إلى لبنان إنما يمثل حالياً عدم إرساء وجود شخصية “محورية” جديدة لـ”حماس” في لبنان خلفاً للقيادي صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع العام الجاري.
ووفقاً للمصادر عينها، فإنّ حراك “حماس” الأساسي بات يقتصر على “الموفدين”، ما يعني أن ترسيخ وجود شخصيات أساسية وثابتة في لبنان على غرار ما كان يحصل مع العاروري، هو أمرٌ مستبعد تماماً في الوقت الراهن نظراً لحساسية المرحلة أمنياً وسياسياً وعسكرياً.