Advertisement
الردع كان ممكنا في اتجاهين على الاقل قبل الحرب على غزة وقبل استفحال مدة تعطيل الاستحقاقات الدستورية من خلال طرفين مؤثرين على الاقل : الاول هو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يملك ورقة مهمة جدا لم يستخدمها وهي بمثابة سلاح معني ومادي ضاغط، ولم يظهر ميلا لاستخدامها فعلا بالتهديد بتصريف الاعمال في حدوده الاضيق من الضيقة الى درجة الاعتكاف او ما يشبهه من اجل الضغط على القوى السياسية للذهاب الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. والاخر هو التيار العوني الذي استدرك زعيمه الرئيس السابق ميشال عون بعد خمسة اشهر على بدء الحزب حرب مساندته حركة ” حماس” في غزة ان الشيك على بياض للحزب ” استراتيجيا ” لا يعني ان هناك معاهدة دفاع بين لبنان وغزة . ولكن التيار الذي لا يزال يستحوذ على المشاركة المسيحية في حكومة تصريف الاعمال اي في السلطة وان كان مارس اعتراضات على اداء رئيس الحكومة فانه لم يدفع وزراءه للاعتكاف وعدم ممارسة مهامهم احتجاجا بل ان كلا من وزراء الطاقة والخارجية والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وسواهم ممن يتذرعون بعدم شرعية الحكومة من اجل المشاركة في مجلس الوزراء ، فهم عمليا لا يهدأون في الاستفادة من مواقعهم للمشاركة في كل الفاعليات الخارجية على قاعدة انهم وزراء في الحكومة ويمثلون لبنان ويتحدثون باسمه او بموقف الحكومة باستثناء وزير الدفاع المحسوب على التيار كذلك . كان يمكن لانسحاب هؤلاء الوزراء فعليا من مهامهم الضغط على فريق التعطيل من اجل مراجعة حساباته على نحو مبكر في شان الموضوع الرئاسي فيما يعتبر كثر ان التيار راهن بنفسه على التعطيل لاستمراره عمليا في السلطة وربما كسبا للوقت لعله يتيح امام رئيسه جبران باسيل تصحيح وضعه ما ساهم في تمكين موقع الفريق المعطل . هذه الاوراق لم يستخدمها اي من الطرفين ويرى بعض السياسيين انه كانوا يتعين عليهما استخدامها للضغط من اجل تسهيل التوافق على انتخاب رئيس وتأليف حكومة فاعلة سواء كان الامر يتعلق بقرار داخلي فعلا او حتى بقرار خارجي من المحتمل ان خلط الاوراق سياسيا من هذا النوع كان ليدخل عناصر جديدة الى حسابات هذا القرار ايضا في ظل الهاجس المبدئي ببقاء هيكل الدولة اللبنانية قائما فحسب بما في ذلك لايران التي وبحسب مصادر ديبلوماسية ليس من مصلحتها انفراط البلد وان هناك تمايزا في هذا الشأن بينها وبين ” حزب الله”. ولذلك قد لا يبدو غريبا او مستهجنا للبعض استخدام الحزب الاوراق التي يستطيع استخدامها لمصلحته ولاهدافه ايا كان من تخدم فيما ان الاخرين لا ينوون او يتحفظون عن استخدام الاوراق المتاحة لهم ربما ربطا برؤى سياسية او باهداف او مصالح محددة كذلك .
في اي حال ، فان الفرصة التي كانت متاحة عبر هذين العاملين تأخرت جدا كما ضعفت جدا في هذه المرحلة وفي ظل حاجة البلد الى ادنى المقومات للاستمرار عبر حكومة الحد الادنى مع الحرب القائمة في الجنوب .