القصف طالَ الضاحية.. تقريرٌ جديد مثير عن إغتيال العاروري

16 مارس 2024
القصف طالَ الضاحية.. تقريرٌ جديد مثير عن إغتيال العاروري

نشر موقع “واللا” الإسرائيلي تقريراً جديداً سرد تفاصيل جديدة عن قضية إغتيال القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة كان بداخلها يوم 2 كانون الثاني الماضي بالضاحية الجنوبية لبيروت.


وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه في ذلك اليوم، هبط العاروري في بيروت بسرعة كبيرة وتحت حراسة أمنية، وشق موكبه الطريق من مطار بيروت إلى مكاتب حركة “حماس” في الضاحية الجنوبية، وأضاف: “حينها، توقف موكب العاروري بالقرب من مبنى مؤلف من 6 طبقات في منطقة سكنية. بعد ذلك، صعد القيادي الفلسطيني إلى طابق مكتب حماس وفجأة سُمعت أصوات انفجارات مدوية أرعبت الشارع بأكمله. عندما تبددت سحابة الغبار ورائحة المتفجرات، تبين أن الدمار الرئيسي كان في شقة واحدة. إثر ذلك، سارعت وسائل الإعلام في لبنان إلى الإبلاغ عن أن العملية التي حصلت أدت إلى مقتل العاروري وشخصيات أخرى كانت معه”.

وتابع: “قبل بضعة أسابيع، ألمح رئيس الشاباك رونان بار إلى وجود دافع كبير لإيذاء أعضاء حماس أينما كانوا في ضوء أحداث 7 تشرين الأول الماضي. وخلال اجتماع مجلس الوزراء مع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي خلال كانون الأول 2023، قال رئيس الشاباك إنه سيتم القضاء على كبار مسؤولي حماس في لبنان، قطر، تركيا وفي كل مكان، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق بضع سنوات لكن ذلك سيتحقق”.

ويتحدث التقرير عن “تعاون وثيق” بين أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية لملاحقة قادة “حماس”، متحدثاً عن أن مطاردة العاروري كانت مستمرة منذ سنوات ويقودها قسم مكافحة الإرهاب في الشاباك.

يلفت “واللا” إلى أن العاروري كان مستهدفاً من قبل الشاباك منذ العام 2010 عندما تم إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية، ويضيف: “مع توليه مسؤولية نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، كانت مهمة العاروري هي إنشاء بنى تحتية إرهابية في جميع أنحاء العالم ضد أهداف إسرائيلية، مع التركيز على الضفة الغربية والمناطق النائية لدولة إسرائيل إلى جانب أهدافٍ أخرى في الخارج”.

ويضيف التقرير: “لقد جلب العاروري معه إلى المنصب قدراً كبيراً من المعرفة كما كرس إتصالات مع عملاء رئيسيين مع جلبه مبالغ كبيرة من المال بدأت تتدفق إلى حماس”.

يزعم التقرير أن “انتقال العاروري إلى لبنان قبل سنوات أدى إلى تسريع وتيرة نشاط إنشاء بنى تحتية إرهابية”، مشيراً إلى أن “المسؤول الفلسطيني كان على علاقة مع الإيرانيين والفلسطينيين في بيروت، كما أنّه كان على صلة وطيدة مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله”.

وبحسب التقرير، فإنّ جهاز “الشاباك” الإسرائيلي حذر من أنّ الإتصال بين الإيرانيين و “حزب الله” في لبنان بمقر العاروري لن يؤدي إلا إلى زيادة نطاق الإرهاب ضد الأهداف الإسرائيلية، وأضاف: “إن مسؤولي الشاباك قالوا ذات مرة إن مقر حماس الذي يقوده العاروري يعزز العلاقات مع العصابات الإجرامية في أوروبا، وليس بالضرورة الفلسطينيين، من أجل تنفيذ هجمات إرهابية مقابل أموال كثيرة”.

التقرير الإسرائيلي كشف أيضاً أن هجوم يوم 7 تشرين الأول لم يُفاجئ المخابرات الإسرائيلية فحسب، بل فاجأ أيضاً كبار ضباط “حزب الله” و “حماس” في لبنان بقيادة العاروري، وأضاف: “إثر اندلاع الحرب، انتقل كبار قادة حماس وحزب الله في لبنان إلى المناطق المحصنة خوفاً من التهديدات الإسرائيلية. حينها، نفذ حزب الله سلسلة هجمات عند الحدود الإسرائيلية، فيما كان مقر العاروري في لبنان يؤدي دوره في الجهود ضد إسرائيل”.

وتابع: “كجزء من التحقيقات التي أجراها الشاباك، ظهرت صورة واضحة مفادها أن العاروري ومسؤولين كبار آخرين خصصوا المقر ليس فقط للهجمات الروتينية ولكن لتوقيت الحرب مع إسرائيل مع التركيز على فترة شهر رمضان. كان هناك هدف لتوحيد الساحات ضد إسرائيل بما في ذلك اليمن التي ينشط الحوثيون فيها”. 

إلى ذلك، ينقلُ “واللا” عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إنّ العاروري ترك خلفه فراغاً كبيراً بعد رحيله، وقد جرى تعيين زاهر جبارين بديلاً له.

بحسب الموقع الإسرائيلي، فإن جبارين يجد صعوبة في أن يحلّ محل العاروري خصوصاً لناحية فهم أنمط العمل في إسرائيل ومعرفة الكثير من الأمور الأخرى لاسيما طريق التجنيد ونقل الأموال.