وقال في العظة: “عالمنا، في تعليم الكنيسة، هو “ساقط” ومبتعد بملء إرادته عن الحياة في الله خالقه. لهذا، يجب أن يكون همنا الأساسي في هذه الحياة أن نطلب «أولا ملكوت الله وبره»، أي أن نحدد أولوياتنا بوضوح، وأن نحصر «استثمارنا الروحي في الغاية الأساسية التي هي استعادة كرامتنا الأولى التي خصنا الله بها. ليت إنسان هذا البلد، والمسؤولين والزعماء والقادة بشكل خاص، يعون أهمية الإنعتاق من الماديات والإنصراف إلى تنقية النفس واليد من كل تعلق بالأشياء الزائلة لأنها فانية، وليس أبديا إلا وجه الله. لو تصرفوا على هذا النحو لكانوا وفروا على أنفسهم وعلى لبنان واللبنانيين مشقة الحروب والإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية، ولكانوا وفروا على بيروت وأهلها ما عانوه من نتائج تفجير المرفأ من مآس وآلام لن تمحى من ذاكرة بيروت والبيروتيين ليس لأنها مست قلب العاصمة وقلوبهم وحسب، بل لأنها بقيت دون محاسبة. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اليوم المشؤوم، ما زال المدبر والفاعل مجهولين، وما زال التحقيق معلقا والقلوب دامية”.
أضاف: “أملنا في بداية هذا الصوم المبارك أن تمس الرحمة قلوب من في يدهم القرار ويفرجوا عن التحقيق لكي تظهر الحقيقة وتسود العدالة. كما نأمل أن تمس الرحمة أيضا قلوب من يسلطون آلات الموت والدمار على رؤوس الأبرياء، وأن يتوقف القتال في منطقتنا وفي كل منطقة تجتاحها الحروب، وأن يعم السلام والمحبة والرحمة في كل العالم لكي ينعم الإنسان، حيثما وجد، بشيء من الطمأنينة تخوله الإنصراف إلى تنقية النفس والفكر والقلب والجسد، واعتماد التواضع الذي ميز العشار، والتوبة كالإبن الشاطر، والرجوع إلى الله والعمل بوصاياه، وإفراغ القلب من كل حقد وضغينة لكي يكون كنزه في السماء ويكون هو من المختارين”.
وختم: “دعوتنا اليوم أن نغفر لكل من أساء إلينا، مثلما علمنا الرب يسوع في الصلاة الربية، حتى نستحق أن نحظى بالغفران الذي يمنحه الله للغافرين، وبذلك نستحق أن ندعى أبناء لله”.