دخول أميركي على الخط الرئاسي.. وسفراء الخماسية أمام خيارين

18 مارس 2024
دخول أميركي على الخط الرئاسي.. وسفراء الخماسية أمام خيارين

تبقى الأنظار السياسية مشدودة إلى الاجتماعات التي يعقدها سفراء اللجنة «الخماسية» المعتمدون لدى لبنان، بدءاً من اليوم، بلقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لعلهم يعبّدون الطريق، بالتعاون مع الكتل النيابية، أمام إحداث خرق في الحائط المسدود الذي لا يزال يعطّل انتخاب رئيس للجمهورية، بانعدام التواصل بين القوى السياسية المعنية بانتخابه، خصوصاً أنهم قرروا للمرة الأولى توسيع مروحة اتصالاتهم لئلا تبقى محصورة، إضافة إلى بري، برئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

ومع أن القوى السياسية تفضّل التريُّث وعدم إصدار الأحكام المسبقة ريثما ينتهي سفراء «الخماسية»، السعودي وليد البخاري، والمصري علاء موسى، والفرنسي هرفيه ماغرو، والأميركية ليزا جونسون، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، من لقاءاتهم، فإنها تأمل في المقابل أن تتوصل إلى إقناع الكتل النيابية بضرورة التواصل لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المراوحة، وضرورة فصل انتخاب الرئيس عن جبهتي الجنوب وغزة.
وكتب محمد شقير في”الشرق الاوسط”:يأتي تحرك سفراء «الخماسية» في ضوء ما يتردد عن أن عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، التي كانت مقررة في كانون الثاني الماضي، ليست محسومة حتى الساعة، برغم أنه تواصل مع الرئيس بري الأسبوع الفائت للوقوف على ما إذا كان هناك من جديد يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، وكان الرد بأن الجديد يتعلق بالمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية، نقلاً عن كبار الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في بيروت، أن تحرك سفراء «الخماسية» لا يمت بصلة إلى الدور الذي يتولاه لودريان، وأن عودته إلى بيروت هذه المرة لا علاقة لها بتحركهم، وإنما يأتي مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأكدت المصادر النيابية أن المسار العام الذي تتحرّك على أساسه «الخماسية» غير المسار الثنائي للودريان، وقالت إن عودته لا تعني بالضرورة أنه على تنسيق معها، خصوصاً أنها أخذت على عاتقها، ومن خلال سفرائها في لبنان، توفير الدعم والمساندة لأي تحرك لبناني يراد منه تسهيل انتخاب الرئيس، وهذا ما يفسر دعمهم لمبادرة كتلة «الاعتدال».
ولفتت المصادر إلى أن قطر قررت الانخراط كلياً في «الخماسية»، ما يعني أن لا صحة لما يتردد بأن لديها لائحة من المرشحين للرئاسة تسعى إلى إيصال أحدهم، وقالت إنها سحبت من التداول كل ما ينسب لموفدها إلى لبنان، جاسم بن فهد آل ثاني، وإن ما يهمها هو تسهيل انتخاب الرئيس وضرورة التقاط الفرصة في حال تم التوصل إلى هدنة في غزة لإخراج انتخابه من المراوحة.
وأوضحت المصادر نفسها أن سفراء «الخماسية» لن يدخلوا في لعبة الأسماء على غرار ما أقدمت عليه باريس بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، وأوقعت نفسها في خلاف مع المعارضة اضطرها لتعيد النظر في موقفها بتكليف لودريان بمواكبة الملف الرئاسي. وقالت إن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على الخيارات الأخرى، لكن السفراء يفضّلون الاستماع إلى وجهات نظر الكتل النيابية حول رؤيتهم للإسراع بانتخاب الرئيس.
فـ«حزب الله»، كما تقول مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، يتقيد بالتوقيت الإيراني في مقاربته لانتخاب الرئيس، ولا يبدي استعداداً لفصله عن جبهتي غزة والجنوب، لا بل يؤكد على التلازم، لعل تمديد الشغور في الرئاسة يعطي الفرصة الكافية لإيران لتحسين شروط تفاوضها غير المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإنه ليس في وارد تخليه عن دعمه لفرنجية حتى إشعار آخر، وهذا ما يضع محور الممانعة أمام مسؤوليته في إطالة أمد الفراغ الرئاسي.
وعليه، فإن تحرك السفراء سيؤدي حتماً، بحسب المعارضة، لاختبار النيات، بدءاً بـ«حزب الله» ومدى استعداده للسير في تسوية، بخلاف اتهامه بأنه يضع الورقة الرئاسية بتصرف إيران ولن يفرج عنها في المدى المنظور، مع أن عدداً من النواب يتحدث بإيجابية عن مرونة الرئيس بري وانفتاحه للتوافق على اسم الرئيس لتسهيل انتخابه لاحقاً.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك اللجنة الخماسية الذي يبدأ اليوم يعد استكمالا لتحرك سابق لها ولكن علق، وأشارت إلى أن عمل اللجنة هو استطلاعي عن الاستحقاق الرئاسي بعد مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، معتبرة أن مهمة هذه اللجنة هي التكامل مع مسعى التكتل من دون فرض توجه أو قرار.
ولفتت هذه المصادر إلى أن اللجنة تعرف أن الأسباب التي تعرقل إتمام الانتخابات لم تعالج وبالتالي قد يجد المعنيون أن هذا الملف يدور في حلقة مفرغة، إلا أن هناك رغبة لدى اللجنة بالأستفسار من دون السعي إلى التداول بطرح محدد طالما أن هناك مبادرة لاقت تأييد الأفرقاء، وليس مستبعدا الإشارة إلى سلبية فرملة هذه المبادرة.
وقللت مصادر سياسية من تأثير حراك سفراء اللجنة الخماسية، لإخراج ملف الاستحقاق الرئاسي من دوامة التذرع، بحجة الانشغال بحرب غزّة ومتفرعاتها الاقليمية ولاسيما على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ووصفت استئناف السفراء تحركهم المتوقع اليوم بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، بأنه يأتي في إطار إبقاء زخم مهمة اللجنة متواصلا، ومحاولة استكشاف آفاق تحقيق خرق في ملف الانتخابات الرئاسية، بالرغم من الصعوبات والعوائق التي تحيط بالملف من كل جوانبه، واهتمام دول اللجنة الخماسية، بتركيز جهودها لوقف حرب غزّة واستيعاب تداعياتها ومؤثراتها الخطيرة على المنطقة ككل. 
واعتبرت المصادر ان تحقيق اختراق في ملف الانتخابات الرئاسية، أصبح عمليا في عهدة الولايات المتحدة الاميركية ، بعدما عجز الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان، في اخراج الملف من دائرة الانقسام الداخلي والتجاذب الاقليمي والدولي حوله، بينما ماتزال بقية دول اللجنةالخماسية،تركز في اتصالاتها، لاقناع الاطراف السياسيين، للتوصل إلى تفاهم فيما بينهم، لانتخاب شخصية مقبولة من الجميع للرئاسة الاولى، بعيدا عن الانقسام والتحدي والاستفزاز.
وتوقعت المصادر ان يخرج ملف الانتخابات الرئاسية الى حيز البحث الجدي بعد انجاز قرار وقف اطلاق النار في غزة،الذي تحضر لطرحه الولايات المتحدة الاميركية على التصويت في مجلس الأمن الدولي في غضون يومين، بعد تذليل صعوبات شكلية عليه، والأخذ بتعديلات تطرحها دول مثل روسيا، لتفادي استعمال الفيتو ضد اقراره، إذا بقي بالصيغة المعدة حاليا من دون تحديد البدء الفوري بتطبيقه، في حين لوحظ ان واشنطن ادخلت على المشروع عبارات وقف اطلاق نار طويل ومستدام لاول مرة، بعدما كانت تصر على هدنة محددة كما حصل بطرحها للمشروع السابق ألذي افشل بالفيتو عليه.