وعليه فإن المنطقة التي اشتعلت معظم جبهاتها المقاوِمة والتي تمهّد كلّ التطوّرات لاشتعال جبهات أخرى خلال المدى القصير في حال عدم التوصّل الى حلّ يؤدّي الى ابرام تسوية مناسبة، ستتجه الى معادلة صفرية تجعل من كل الاطراف غير قادرين على تقديم التنازلات، ممّا يعني أن إمكانية أن يكون الحلّ من مدخل صدمة كبرى سيصبح وارداً بشكل كبير.
بمعنى آخر، أن التسوية ستصبح مرتبطة بحدث عسكري كبير أو سياسي أو ربما أمني يدفع بكل الاطراف نحو تسوية كاملة، وهذا الحدث يخشى مراقبون أن يكون إمّا مرتبطاً بمخطط اغتيالات لقيادات ذات ثقل في المقاومة الفلسطينية أو أن تعلن حماس القيام بعمليات نوعية مستمرة في الشمال أو الجنوب تؤدّي الى خسائر كبيرة في أرواح قوات الاحتلال.
كل ذلك، بحسب المصادر، يبدو ممكناً في ظلّ عدم تمكّن الولايات المتحدة الاميركية من الضغط، انطلاقاً من أدواتها، على تل أبيب لوقف الحرب، لذلك ترى المصادر أن واشنطن اليوم، المحتاجة لإنهاء المعركة لأسباب انتخابية خصوصاً بعد تدهور استطلاعات الرأي العام الاميركي تجاه بايدن في بعض الولايات، تعجز عن الضغط في سبيل تحقيق ذلك مع تحدّي نتنياهو للادارة الأميركية والذهاب إلى تصعيد وتيرة الحرب، الامر الذي ظهر من خلال قصف مجمّع الشفاء الطبي مجدداً أمس، ما أعاد شكل العدوان الى بدايات “طوفان الأقصى”، بالإضافة الى إصراره على دخول “رفح”،ومن هنا بات الحديث عن استمرار الحرب لأشهر إضافية أمراً واقعياً وليس ضرباً من الخيال.
من جهة أخرى يرى خبراء عسكريون أن استمرار التصعيد العسكري بنفس الوتيرة في العدوان على قطاع غزّة من شأنه أن يضع اسرائيل في موقف أسوأ مّما هي عليه اليوم، لأن تحقيق هدف القضاء على “حماس”، بحسب المصادر، بات أمراً صعباً تدركه حكومة العدوّ التي لا تزال تكابر حتى اليوم رغم المأزق الاستراتيجي الذي سقطت فيه اسرائيل مع إطالة أمد الحرب على القطاع، لذلك فإن نتنياهو يحاول جاهداً اليوم تغيير مسار المعركة. ولفتت المصادر أن الأيام المقبلة قد تحمل معها مفاجآت عسكرية من شأنها أن تؤدي إمّا الى تصاعد خسائر الكيان المحتل في غزّة أو الى تراجع القوى الدولية الداعمة لاسرائيل خطوات مُعلنة الى الوراء.