لم تعد الحكومة في اسرائيل قادرة على تحمل الضغوط الاميركية حتى ان رئيسها بنيامين نتنياهو بات يظهر انزعاجه من الرئيس الاميركي بتصريحات علنية وهذا يوحي بأن القرار الاميركي حسم بضرورة وضع حد للحرب الجنونية التي تقوم بها اسرائيل والتي لم يعد الرأي العام العالمي يتحملها وهذا يؤثر بشكل مباشر ومحسوم على نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وحظوظ بايدن نفسه، وعليه فإن احتمالات وقف النار باتت مرتفعة.
اجواء التفاوض الايجابية نسبياً باتت تصل بشكل واضح إلى الجبهات المساندة لغزة حيث تؤكد جميع الفصائل والدول المشاركة في التصعيد أنها تقترب من مرحلة جديدة من الحرب، لكن بالتوازي مع هذا الامر تخف وتيرة المعركة في جنوب لبنان ومن العراق واليمن، وهذا يوحي بأن هناك من يعطي فرصة للتفاوض الحاصل ولا يريد ان يضع العصي في دواليب المبادرات والمساعي الغربية والعربية، لان أفضل ما يتمناه نتنياهو هو أن تتعرقل التسوية في هذه اللحظة بالذات.
بين التسوية والحرب تسير المنطقة حالياً، اذ ان فشل المفاوضات الحاصلة قد تدفع الى تصعيد كبير لن تكون واشنطن قادرة على ضبطه، خصوصاً أن المحور المتحالف مع حماس ليس قادراً، وإن أراد ذلك، على تمرير عملية اجتياح رفح من دون تصعيد وزيادة حجم الأثمان المدفوعة من قبل تل ابيب، وعليه فإن سقوط التسوية سيؤدي الى قيام الجيش الاسرائيلي بعملية برية تجاه رفح وهذا ما سيزيد الضغط من اليمن الذي بدأ يرفع مستوى التحدي ضدّ الولايات المتحدة الاميركية.
حاولت اسرائيل في اليومين الماضيين تحقيق انجاز عسكري او امني حقيقي او رمزي، ولعل دخولها الى مجمع الشفاء الطبي خير دليل على ذلك في محاولة، إما لتحرير احد الاسرى او لإغتيال احد قادة حماس العسكريين، لكن هل حصول نتنياهو على انجاز، وان كان شكلياً سيساعده على أخذ قرار وقف الحرب، ام ان مجرد الموافقة على وقف اطلاق النار سيكون مدخل لتقديم نصر نهائي لحركة حماس؟