كتبت باسمة عطوي في “نداء الوطن”: تسأل سناء- ك وهي مغتربة تعيش في دبي عبر حسابها على منصة x إذا كانت هناك مخاطرة في مجيئها الى لبنان لقضاء عطلة الفصح مع ذويها، بسبب الأحداث الجارية في الجنوب والتهديدات الإسرائيلية اليومية بشنّ حرب على لبنان. فجاءت الردود غير حاسمة لجهة تشجيعها على المجيء في ظلّ طبول الحرب التي تقرع بين «حزب الله» وإسرائيل. حال سناء كحال عشرات بل مئات المغتربين اللبنانيين والسيّاح العرب، الذين يريدون زيارة لبنان لتمضية فرص الأعياد على جري عادتهم، لكنهم يخافون حصول أي تطوّر أمني كبير يؤدي الى إقفال المطار. علماً أن التجربة أثبتت أن معظم اللبنانيين يحرصون على زيارة بلدهم، وتفقّد عائلاتهم مهما كانت الأوضاع. هذا السيناريو عشناه خلال عيدي الميلاد ورأس السنة الماضيين، ومن المتوقّع أن يتكرّر خلال عيدي الفصح والفطر المقبلين. وأحد أبرز المؤشرات على تكرار هذا السيناريو هو ما أعلنته نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر منذ الأسبوع الثاني لشهر آذار، بأن «حجوزات اللبنانيين تظهر أنها واعدة خلال فترة الأعياد المُقبلة أي في عيدي الفصح والفطر»، وذلك على الرغم من التصعيد جنوباً واتّساع رقعة الغارات التي وصلت إلى البقاع.
ويختم: «هناك خوف من إقفال المطار، ونحن نعلم أن لا منفذ لنا سواه، وهذا ما يخيف الناس ويردعهم عن المجيء الى لبنان. لكن يمكن أن تتغيّر الظروف في حال حصول هدنة ووقف لإطلاق النار».
يؤكد بيروتي أن «القطاع السياحي تكبّد منذ بداية أحداث غزة الى اليوم نحو ملياري دولار، علماً أنّه ضخّ في الاقتصاد اللبناني العام الماضي 6 مليارات دولار. نحن في جمود كلي منذ ما يقارب الستة أشهر، ونسبة التشغيل في قطاع تأجير السيارات ما دون الـ20 بالمئة، وفي قطاع الفنادق ما دون الـ10 بالمئة وخارج بيروت 5 وصفر».
ويختم: «أنا لا أستطيع النقاش حول جدوى الحرب أم لا، ولكن أقول إن انعكاساتها على الاقتصاد الوطني باتت مكلفة جداً».
واضاف: «ولا يمكن أن ننسى عمالنا وشركاءنا في الانتاج وأساس نجاح المؤسسات السياحية الذين صمدوا معنا أو أولئك الذين عادوا من الخارج واستعادوا وظائفهم بعدما خلقت السياحة 15 ألف فرصة عمل في الموسم الماضي. أحسنت نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان، إدارة الأزمة من كل الجوانب خصوصاً في صيف الـ2022 عندما كانت رأس الحربة في دولرة قطاعها وكانت السباقة في القطاع الخاص وأدخلت الدولار إلى المؤسسات – بدلًا من دخولها إلى جيوب الصرافين- وعززت موظفيها».
وأكد ان نجاح الموسم السياحي الصيفي امتد إلى شهر أيلول حيث كنا نتوقع انخفاضاً يتخطى الـ50% إلا أنه لم يتعدّ الـ30% ما يدل على ان الزخم (momentum) السياحي استمرّ رغم دخولنا في موسم الركود. و بعد صيف ممتاز كنا نتطلّع لمحاولة النمو، حتى تاريخ 7 تشرين الأول 2023 التي انعكست احداثه على لبنان فجاء وقعه علينا «كالساطور»، فشهدت المطاعم انخفاضاً دراماتيكياً بسبب «نقزة» الحرب والعامل النفسي، دخلنا للأسف في وضع «الحرب واقتصاد الحرب»، ونحن اليوم في صلبه، والواقع مؤلم جدّاً على الدورة السياحية كلّها.