وتابع: “هم يحاولون كي الوعي، كلنا ولدنا وسمعنا هذا المصطلح الذي اخترق آذاننا وأرادوه أن يثبت في قلوبنا، بأن إسرائيل لا تُهزم، وجيشها لا يقهر، وأن إسرائيل تستطيع أن تنتصر على جيوش العرب مجتمعين، هذا هو العنوان الذي رفعوه وخصصوا من أجله مليارات الدولارات، وجعلوا من أجله برامج دراسية وطرحوه في الإذاعات وبرامج التلفزة، ووضعوا من أجله الأفلام السينمائية لكي الوعي وغسل الأدمغة، بأن لا مجال لجيوش العرب مجتمعة أن تقاتل الجيش الإسرائيلي أو أن تهزم إسرائيل، ولكن الله سبحانه وتعالى أبى إلا أن يتم نوره من خلال المؤمنين، وامتشقت السيف حركة حماس، وفصائل المقاومة والإخوة في الجهاد الإسلامي، وكل من قدم نقطة دم على طريق فلسطين من حركة فتح إلى كل المقاومين في لبنان وفي أي مكان من العالم العربي والإسلامي وحتى من العالم أجمع، لأن هناك شرفاء أحرار، جاؤوا من أرضهم وقاتلوا في فلسطين، اليوم هو يوم عزهم، هو يوم شرفهم ، هو يوم مجدهم وافتخارهم، لأن فلسطين ما زالت تقاوم”.
وأردف: “فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة محاصرة منذ ما يزيد عن 17 عاما، ولكن غزة المحاصرة استطاعت أن تذل جبروت إسرائيل، واستطاعت أن تذل جبروت أميركا لأن هزيمة إسرائيل هي هزيمة لأميركا. عندما تمتلك إرادة الجبال، عندما تربي الأم الفلسطينية ونحن احتفلنا بالأمس بعيد الأم، وكل يوم هو عيد للأم الفلسطينية الشهيدة، المقاومة، المناضلة، عندما تربي تلك الأم أبناءها على خط الجهاد والمقاومة، ونرى أطفال فلسطين يتحدثون وكأنهم قادة مجربين ومحنكين. أنا لا أقول ذلك مجاملة لأحد، أنا أقولها عن إيمان في قلبي وفي روحي، ان أطفال فلسطين وأبناء فلسطين المجاهدين هم قادة هذه الأمة”.
ورأى أن “ما فعلته حركة حماس وما فعلته فصائل المقاومة أنها ألقت الحجة ليس فقط على اللبنانيين والسوريين والعرب، وإنما هي ألقت الحجة على كل العالم، بأن من يمتلك إرادة العزة والكرامة وإرادة القتال، هو مجتمع عظيم. أيها الإخوة أيتها الأخوات، كل هذه الروايات التي كانوا يتحدثون عنها، كل ملاحم البطولة، ملاحم الإغريق واليونان، وملاحم كل من مر من ملوك سادوا ثم بادوا، كلها تتهاوى أمام ملحمة الشعب الفلسطيني، أمام ملحمة حماس، أمام ملحمة غزة، أمام ملحمة الجهاد الإسلامي، أمام ملحمة كل مقاوم وكل فلسطيني شريف”.
وتابع: “نحن نهيم ونزهو ونفتخر بشهدائنا، هم أحياء عند ربهم يرزقون، أطفالا ونساء وكهولا وشيوخا وحتى أجنة، كلهم أحياء عند ربهم. والحياة الحقيقية هي التي يمتلكها أبناء غزة، لأن الحياة في ذل وقهر هي الموت بأم عينه، ولأن الموت بعز ورفعة شأن وكرامة هو الحياة بعينها. من هنا صدقوني أن كل ما ترونه من أعراب ومنافقين ليسوا أكثر حياة من أهل غزة. ان كل لحظة يعيشها أطفال غزة وأبناء غزة بكرامة وعزة، كل لحظة تساوي كل حيواتهم بكل ما فيها من ملذات وأطايب، لأن هذا الخط اختطه أعظم خلق الله أجمعين رسول الله محمد بن عبدالله، بأن نكون دائماً في خط الجهاد”.
وقال: “نحن اليوم، وإن كنا نحزن ونتألم لما يجري على أهل غزة، ولكننا نحتسبهم شهداء عند ربهم، ونعلم علم اليقين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون لنا عاقبة وخاتمة كالختام المشرِّف الذي ختم به الكثيرون من أبناء غزة حياتهم، رجالاً وأطفالا ونساء”.
وختم الموسوي: “نحن نتجه نحو ما يريده العالم من هدنة، بعد أيام معدودة، إن شاء الله سوف يتصاغرون، لأنهم سيركعون على أعتاب كل طفل فلسطيني، سيركعون تحت أقدام كل سيدة فلسطينية، لأنهم سيرضخون في النهاية، ليس لأننا نمتلك سلاحاً أكثر قوة، بل لأننا نمتلك سلاح الإيمان، وهو إيمان موصول برب السماء القادر على كل شيء، ولذلك نحن نرى النصر صبر ساعة، والنصر سنبشر به بعضنا بعضاً، والنصر آت آت لا محالة. إن أمة تنجب أبطالاً كأبطال حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية هي أمة منتصرة لا محالة، هي أمة قد ألقت الحجة على الجميع، ولم يعد لدى أحد في هذه الدنيا حجة أنه لا يستطيع أن يقاتل، غزة المحاصرة التي تُهدَّد وتُدمَّر بكل من فيها وما فيها هي شاهدة وشهيدة ومنتصرة وحجة إلهية على كل الناس بأننا نستطيع بإيماننا وتلاحمنا وتعاضدنا وتضامننا أن نكون جسداً واحداً من اليمن إلى غزة، وفي كل أقطار العرب والمسلمين”.