لا مشاركة في تقاطع مسيحي ظرفي لحذف فرنجية

24 مارس 2024
لا مشاركة في تقاطع مسيحي ظرفي لحذف فرنجية

كتب رضوان عقيل في” النهار”:

 

على أهمية اجتماع ممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي وتنوّع خلافاتهم ووجهات النظر في ما بينهم حيال جملة من الملفات وفي مقدمها استحقاق رئاسة الجمهورية، فإن السؤال: كيف يلتقي هؤلاء على خلاصات واحدة تساعد في التوصل الى قواسم مشتركة مع المكونات الطائفية والسياسية الأخرى في البلد وتبقى المادة الأولى في هذا الامتحان: إتمام انتخابات الرئاسة الأولى؟

وكان اللافت غياب “تيار المردة” عن هذا اللقاء مع التوقف عند إجماع المشاركين في اللقاء كلهم على عدم السير في انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية رئيساً، علماً بأن المشاركين لا يلتقون على اسم واحد بطريقة حاسمة ونهائية ولو تقاطع أفرقاء منهم على الوزير السابق جهاد أزعور ومن غير المؤكد أن يبقوا على هذا الخيار..

 

ويعتبر “تيار المردة” أن الاجتماع في مكان ما هو تقاطع مسيحي ظرفي وجديد ضدّه لعرقلة ترشيح فرنجية ومن دون أن تكون بكركي مشاركة في هذا المسعى لهذه القوى لتحقيق هدفها هذا مع تشديد فرنجية في مجالسه ولقاءاته على عدم اعتراضه على الحوارات الثنائية بين الأفرقاء حتى مع “القوات اللبنانية” ومن دون استثناء أي جهة. وليس عنده أي مشكلة مع بكركي وهي في رأيه تبقى الصرح المسيحي والوطني المفتوح أمام الجميع. وسبق حصول مثل هذه التقاطعات المعارضة في وجه فرنجية، ولا سيما من طرف “القوات” والعونيين في أكثر من مرة وخصوصاً في عامي 1988 و2016. وليس من باب الصدفة حصول مثل هذا التقاطع الجديد اليوم الذي تختلط فيه بحسب مؤيّدين لـ”المردة” حسابات مارونية وشخصية وتقليدية ضد فرنجية.

وتختلف الصورة في المقابل عند الداعمين لهذا التحرك المسيحي بأن هدفه لم يكن بحسب الذين رسموا ووضعوا قواعده وهم مجموعة من الوجوه السياسية المجربة التي تتعاون مع الراعي من دون ضجيج وظهور إعلامي، إقصاء أي جهة وأن بكركي تصر على إشراك الجميع في كل مهمة وطنية إنقاذية تساعد البلد على الخروج من التعطيل..

وثمة من يعتقد من حلقة الراعي من غير الكهنة أنه كان من مصلحة فرنجية أن يتمثل في هذه الجلسة، ولا سيما أنه لا يمكن لأي فريق أن يضع فيتو على أي اسم. ومن غير المنطق التسليم بمقولة أن ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” طلب منه عدم المشاركة، لأن القيادات الشيعية لا تسمح لنفسها بالطلب منه المشاركة أو عدمها ولا تتقبّل طبيعة الرجل هذا الأمر، وأي كلام من هذا النوع يستهدف “المردة” يدخل في باب المزايدات لا أكثر.

 

وفي خضم ما تقوم به بكركي من مبادارت ثمة من يعتقد أن فرنجية أخطأ في عدم حضوره الى طاولة المشاركين الى جانب الجهات المسيحية الاخرى التي لا يمكن لأي منها أن تقول إنه ليس من حقه أو غيره من الأسماء المطروحة عدم الترشح للرئاسة. وينطبق الكلام نفسه على المرشح النائب نعمت افرام الذي ينشط على خط تسويق ترشيحه..

 

وفي انتظار ما ستخلص إليه وثيقة اجتماعات بكركي وإن لم تكن محل قبول “المردة” في بعض عناوينها فإن من يعرف فرنجية بحسب المحيطين ببكركي يعتبر أنه لا يمارس سياسة القطيعة مع البيت المسيحي، وسيبقى على تواصل مع سيدها وهو محل ترحيب في الصرح وإن لم يلتق مع طروحات تتناولها الوثيقة..