وشدد باسيل على أننا “نواجه أخطارا وجودية، ليس فقط بسبب الحرب في الجنوب وتساءل: “النزوح والأزمة الاقتصادية العميقة الا يشكلان خطراً وجودياً”، معتبرا أن “أثر الحرب على بقاء اللبنانيين في البلاد مشابه للأزمة الاقتصادية”، ومشددًا على أن “أكبر أزمة وجودية اليوم هي قضية الشراكة والعيش معاً وحتى يبقى الناس في البلاد يجب أن يتم تأمين الاستقرار لهم وتحييد معيشتهم، من هنا علينا التفكير دائماً بتأمين حياة كريمة للناس”.
وأكد باسيل أن التفاهم كان قائما على ثوابت وعندما تغيرت اهتزّ”، مشيرًا الى أن “مشاكل عدة واجهت هذا التفاهم أولها عدم الالتزام ببناء الدولة ثم تغطية ضرب الشراكة وأخيرا المشكلة الاساسية التي طرأت هي تخطي حدود الدفاع عن لبنان”، والانخراط في صراع لا نملك القرار فيه. مؤكدا أننا “لسنا أصحاب رهان بل أصحاب خيار، وسواء ربح خسر “حزب الله” أم خسر فنحن مستمرون بالعيش معاً ولكن هذا لا يعني أن نكون ملحقين بل متساوين”.
وشدد باسيل على أن اللعبة التقليدية القائمة لا يمكن أن تنجح لإجتراح حل شامل سواء اكنا في المعارضة أو السلطة مع إدراكنا أنه لا يمكن ان تتشكل السلطة من دون المكون المسيحي، لافتا الى ان التيار “دعا الى التفكير بتطوير النظام السياسي انطلاقًا من تثبيت اتفاق الطائف.
وشدد على اننا “نحتاج الى اصلاح النظام انطلاقًا من الطائف وصولا الى الدولة المدنية، واوضح: “نريد بالمقابل نموذجًا اقتصاديًا جديدًا قائمًا على الانتاج و قد طرحنا انشاء الصندوق الائتماني لحماية أصول الدولة واستثمارها وليس بيعها و للمساهمة بحل الأزمة المالية المركزية واللامركزية لتحقيق الإنماء في المناطق”، معتبرًا أن “المشكلة الكبرى أن هناك رفضاً سياسيا واضحا للإصلاح”.
واضاف: “لبنان بلد يعيش على التفاهمات ولا أحد يستطيع العيش من دون الآخر في هذا البلد، وإذا إنتفى العيش المشترك يزول لبنان وميزة هذا البلد هي في تنوعه”، مؤكدا أن “ما يحصل في السعودية بقيادة ولي العهد محمد سلمان هو خير دليل على تطور كبير .
وردا على سؤال حول الفيديرالية، أكد باسيل أن لبنان دولة موحدة من الاساس”ومشكلة تطبيق الفيديرالية في لبنان هي أننا نحتاج الى أن تكون مقبولة من الجميع هذا في البداية، كذلك هناك المشكلة الجغرافية ونحن نعتبر أن الغنى هو أن المسيحيين منتشرين في كلّ مكان ويتعايشون مع الجميع فهل نخسر هذه الميزة ليكونوا في بقعة جغرافية واحدة”؟ معتبرا أن “النزوح المسيحي ليس نزوحاً سياسياً فالحرب أدت الى تهجير الكثيرين منهم وعودتهم مرتبطة بحرية فكرهم السياسي “.