قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إنّ “ما تتعرض له الحكومة من حملات ومواقف رغم دقة الظرف وحراجة الوضع لن يدفعنا الى اليأس او الاحباط ولا الى التسليم بما يمكن ان يؤذي وطننا ويهدد وحدتنا ويعطل دور مؤسساتنا وفي مقدمها دور الحكومة الوطني والدستوري”.
وأضاف ميقاتي في كلمة ألقاها في حفل إفطار مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان-دار الأيتام الإسلامية: “لن نضيّع مزيدا من الوقت بل سنظل نؤكد في الممارسة اننا ماضون في تحمل مسؤولياتنا كاملة لما فيه خير لبنان وشعبه كله بعيدا عن الاعتبارات الفئوية التي يستخدمها البعض لتحقيق أهداف وغايات لن تشبه يوما سلوكنا الوطني الجامع والحاضن لكل ابناء الوطن”.
وقال: “أولويتنا الحالية العمل على إيجاد الحلول المناسبة المقبولة للقضايا الإجتماعية المطروحة وهموم الناس آخذين في الاعتبار الحفاظ على الحد الأدنى من التوازن في إيرادات الدولة ومصاريفها”.
وشدّد ميقاتي على أنّ “إنتخاب الرئيس هو المهمة الاساسية للسادة النواب لا التصويب المجاني على حكومة يعلم الجميع بأنها تواجه التحديات الواحدة تلو الاخرى بروح المسؤولية”.
“أيها الاحباء
ألف تحية في هذا الشهر الفضيل ،للقيّمين على دار الأيتام الإسلامية ولأبناء وبنات هذه الدار الكريمة.
هذا البيت الكبير بمنازل كثيرة، وعطاءات خيّرة، وهممٍ مشهودٍ لها بالعطاء، والخدمة العامة، والرعاية المميزة التي أهّلت هذه الدار لتستمر عقوداً من الزمان، ولتنمو، وتتفرّع، وتتوسع، لتطال رعايتها أجيالاً من الأطفال الذين نشأوا ،كما نشأ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتيماً بعيداً عن حضن العائلة، فكانت لهم الدار أباً وأمّاً وجّداً وعمّاً وحضناً لهم، ودفئاً، ورعايةً، وتنشئةً على القيم الإسلامية الحميدة.
وما كان هذا الامر ليتم لولا همّة أهل الفضل والإحسان، الذين يعطون أفضل وأكرم ما لديهم، ليحقّ القولُ بكل موضوعية بأن لا حرمان أو يتم في هذه الدار.
أيها الحفل الكريم
من المفارقات الجميلة هذا العام أن تلتقي كل الطوائف اللبنانية في زمن صوم واحد، نرتقي فيه جميعاً إلى قيم الخير والمحبة والتسامح ،
في هذا الشهر ، شهر الصبر والمواساة، الذي نعود فيه إلى ذواتِنا، صياماً وتأمُّلاً وتَعَمُّقاً في جوهر الصيام لنخرج به أكثر عزما وقوة، لكي نُوَحِّدَ مواقفنا الوطنية.
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، فهل سنخرج من هذا الصوم جميعاً بكل طوائفنا متقين الله سبحانه وتعالى لنحمي هذا البلد معاً كما بنيناه معاً.
هذا هو لبنان، وكلنا مسؤولون عن هذه الصورة الحضارية وإعادة النهوض بالصيغة اللبنانية وعدم السماح بإضعافها. وإن شاء الله سننجح باستمرار في هذا الموضوع رغم كل التحديات التي نعيشها، وفي مقدّمها مواجهة العدو الاسرائيلي الذي يعبث في ارضنا الجنوبية قتلا وتدميرا وتهجيرا، تماما كما يفعل في غزة المنكوبة وكل الاراضي المحتلة، حيث نستيقظ كل يوم على مجازر مؤلمة تحت اعين العالم الذي يصم آذانه واعينه على ما يجري، غير آبه بحب شعب أبي يتمسك بأرضه ويدفع الثمن غاليا عن حقه في أرضه وهويته.
أيها الحفل الكريم
إن ما تتعرض له الحكومة من حملات ومواقف رغم دقة الظرف وحراجة الوضع ، لن يدفعنا الى اليأس او الاحباط، ولا الى التسليم بما يمكن ان يؤذي وطننا ويهدد وحدتنا ويعطل دور مؤسساتنا وفي مقدمها دور الحكومة الوطني والدستوري. يدنا ممدودة لجميع القوى السياسية لنتعاون سوية إذا كنا حقا نريد الخير لمواطنينا والازدهار لوطننا .
لن نضيّع مزيدا من الوقت بل سنظل نؤكد في الممارسة اننا ماضون في تحمل مسؤولياتنا كاملة لما فيه خير لبنان وشعبه كله، بعيدا عن الاعتبارات الفئوية التي يستخدمها البعض لتحقيق أهداف وغايات لم تشبه يوما سلوكنا الوطني الجامع والحاضن لكل ابناء الوطن.
أولويتنا الحالية العمل على إيجاد الحلول المناسبة المقبولة للقضايا الإجتماعية المطروحة وهموم الناس آخذين في الاعتبار الحفاظ على الحد الأدنى من التوازن في إيرادات الدولة ومصاريفها.
لن ننجر يوما الى المهاترات ، وسنظل نعمل فوق الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، أما من يعيب على الحكومة أنها ماضية في عملها، فعليه أن يبادر الى القيام بواجباته في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتلاقيها في ورشة واحدة للنهوض بالوطن.
إنتخاب فخامة الرئيس هو المهمة الاساسية للسادة النواب، لا التصويب المجاني على حكومة يعلم الجميع بأنها تواجه التحديات الواحدة تلو الاخرى بروح المسؤولية.
ختاما
وكما قال الله تعالى في القرآن الكريم:
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعانِ
أكرر ما أنا مؤمن به قولا وفعلا، مرددا الدعاء اللهم
آت نفوسنا تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها
ربنا ألهمنا الصبر والسكينة
وسخرنا لما تحبه وترضاه
اللهم
يا رحمن يا رحيم
احفظ لبنان واجعله بلدا آمنا مطمئنا ،
واحفظ أهله جميعا برعايتك وعنايتك وارزقهم الطمأنينة والسلام.
من قلب مؤمن ماض في تحمّل مهامي الوطنية والدستورية بعزم وثبات،شعورا مني بأن المسؤولية أمانة وشعور إنساني
وليست سلطة وإقصاء .
وأنا متوكل على الله عز وجل،
مستلهمٌ الرشاد والسداد من المواطن اللبناني الذي يرفض الاستسلام
والحمد لله لما كان، ولما سيكون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.