وكتب عماد مرمل في”الجمهورية”: يواصل اعضاء تكتل » الاعتدال الوطني «في العلن حيناً وفي الكواليس أغلب الأحيان، مناقشة تفاصيل مبادرتهم مع القوى المعنية، وسط تعقيدات متنوعة تمتد من الشكل الى الجوهر. ويبدو انّ » التكتل « يحرص على التحلّي بالواقعية السياسية وإبقاء قدميه على الأرض، بعيداً من اي مبالغة في تقدير حجم قدرته على لبننة الاستحقاق، بل هو أصبح بعد» معمودية النار « التي خاضها في الآونة الأخيرة أشدّ اقتناعاً بأنّ لعبة المصالح الإقليمية والدولية ترخي بظلالها على الملف الرئاسي، وإن يكن اختبار هذا الواقع من قرب لم يدفعه بعد الى الاستسلام. من هنا، يأمل » التكتل « في أن تتمكن » محدلة « مكونات» الخماسية « من تأمين الأرضية الملائمة او البيئة الاستراتيجية لانتخاب الرئيس، على أن يتولّى خياطو
الاعتدال «حياكة خيوط تفاصيل الآلية الإجرائية، والإشراف على المونتاج والإخراج، لناحية تحديد شكل الحوار أو التشاور المفترض ومن يترأسه ويديره والمسار الذي ستسلكه الجلسة الانتخابية.
لكن » الخماسية « التي تضمّ خمس دول أساسية على المستويين الاقليمي والغربي، لا تزال عاجزة عن فرض إيقاعها على اللاعبين الداخليين، ليس لافتقارها الى القدرة وإنما الى الإرادة، بفعل استمرار التباينات الصامتة بين اعضائها خلافاً للمظهر الخارجي في زياراتها، الأمر الذي يسمح للأفرقاء اللبنانيين بهامش واسع من المناورة.
مع ذلك، وعلى الرغم من التعقيدات الداخلية والخارجية التي تحاصر الاستحقاق الرئاسي، ترجح اوساط واسعة الاطلاع ان تشكّل أي هدنة محتملة في غزة والجنوب فرصة ثمينة لإمكانية » انتزاع «رئيس الجمهورية من نفق الأزمة آملة في أن يتمّ تطبيق قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار حتى يستطيع لبنان التقاط هذه اللحظة واستثمارها في معالجة أزمة الشغور. وتضيف الاوساط علينا أن » نظفر « برئيس للجمهورية خلال الهدنة، إذا تمّت، وإلاّ قد يتمّ ترحيل هذا الملف الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.