Advertisement
هذا التصعيد الإسرائيلي هو تعبير عن غياب القدرة على الذهاب إلى حرب مفتوحة، إذ إن إسرائيل التي استنفدت كل الأدوات في الضغط على المقاومة دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا، لدفعها عن ربط جبهة الجنوب بالوضع في قطاع غزة باءت بالفشل. وفي ظل مفاقمة مشكلة مستوطني الشمال التي باتت تشكل عاملا ضاغطا جدا على الحكومة الإسرائيلية، مع ازدياد في حركة النزوح من الشمال الفلسطيني المحتل، وجدت إسرائيل نفسها أمام مشكلة لا حل لها إلا في حال إيقاف الحرب على غزة وهذا ما تريده المقاومة أصلا من فتح الجبهة الجنوبية، أو اللجوء إلى الحرب المفتوحة التي تدرك إسرائيل أنها لن تقتصر على ساحة الجنوب انما ستتحول إلى حرب إقليمية واسعة وهذا ما لا يملك الجيش الإسرائيلي الاستعداد له بسبب الانهاك الذي أصابه نتيجة الحرب على غزة وهذا ما لا تريده أيضا الولايات المتحدة بصورة حاسمة.
لذلك كانت تتوقع أوساط حزب الله أن إسرائيل سوف تتجه نحو التصعيد العسكري من دون الحرب المفتوحة وهو تصعيد يهدف إلى ايلام الحزب وايذاء بيوته لكن من غير أن يتحول إلى حرب تدميرية على غرار ما كان قد حصل في تموز العام 2006، لكن حزب الله بدوره أعلن على لسان عدد من قيادييه وأظهر من خلال أدائه الميداني في الأيام الماضية أنه سيتعاطى مع التصعيد الإسرائيلي بتصعيد مقابل وأنه سيسعى إلى مفاقمة المآزق الإسرائيلي في الشمال.
ويطرح هذا الوضع مجددا المخاوف من أن تتدحرج التطورات العسكرية خارج حسابات الفريقين اللذين لا يريدان التوسع في الحرب وهذا ما يقلق أميركا وأوروبا، علما أنه من المرجح أن حالة التصعيد ستستمر بين مد وجزر مع استبعاد فرص الحرب المفتوحة.