الحسن
بداية، النشيد الوطني، وألقى عريف الحفل وسيم وهبة كلمة الافتتاح والترحيب بالحضور. بعد ذلك ألقى أحد المدراء في جمعية “كلنا أهل” مازن الحسن نجل الشهيد اللواء وسام الحسن كلمة الجمعية جاء فيها: “شهر رمضان المبارك، بقدر أهميته بالنسبة لنا نحن المسلمين فى جميع الطوائف. مهم ايضاً لجمعية “كلنا أهل” كمؤسسة. يمثل هذا الشهر الفضيل التقوى والايمان، والإخلاص، والكرم والصداقة بين الصائمين والمحتاجين. تحمل “كلنا أهل” أيضا قيم هذا الشهر الفضيل كمؤسسة لدينا هذا الشعور بالصداقة الحميمة، ومن خلال عملنا وجهودنا لتحسين الكورة كمنطقة، نظهر أيضاً للناس أنه لا يزال هناك إخلاص وكرم في هذا العالم، وأن هناك نورا في نهاية النفق”.
أضاف: “أسس سعادة النائب أديب عبد المسيح الجمعية انطلاقا من قيمه الأخلاقية القطم. نفسها التي ذكرتها سابقا والتي تشترك مع القيم التي يريد الله ان يراهما في عباده ليس فقط خلال شهر رمضان المبارك انما كل ايام السنة. على المستوى الشخصي فإن والدي الشهيد اللواء وسام الحسن علمني أيضا هذه القيم وبنى عليها على مر السنين، اسمحوا لي أيضاً ان اتوجه أتوجه بالشكر لوالدتي التي كانت أول من أهداني القرآن الكريم وعرفني، التي وضعت الأساس الذي بنيت عليه حياتي الآن ، لك يا أمي كل التقدير والمحبة. أصبحت الجمعية بيتاً لي، وأتمنى أن تكون يوما ما منزل لكل أهل الكورة صغاراً وكباراً، مسيحيين ومسلمين ورمضان کريم”.
سابا
و ألقى الرئيس السابق لبلدية كفرحزير فوزي سليمان سابا شعرا تمنى فيه للحاضرين رمضانا مباركا وفطرا سعيدا، وتضمن شكر وفخر للنائب عبد المسيح على الجهود التي يقوم بها من خلال عمله في البرلمان، وما يقوم به من الوقوف إلى جانب اهالي الكورة من خلال جمعية كلنا اهل”.
عبد المسيح
وألقى النائب عبد المسيح كلمة بالمناسبة، قال: “يا لروعة شهر آذار، ففيه يوم المرأة وعيد المعلم وعيد الطفل وموعد بدء فصل الربيع. كما زين آذار هذا العام أول أيام شهر رمضان المبارك واشهر الصوم الكبير لجميع المذاهب المسيحية. لكن حتى آذار المسكين والبريء لم ينجُ من أن “نكتننه”، فسرقنا منه كلبنانيين يومين 8 و 14 آذار بل وجعلناهما عنواناً لخلافاتنا. ولكن أيضاً، سقط سهواً أو جهلاً، أعمق وأجمل ما يجمع مسيحنا يسوع، بنبي الإسلام محمد وهو بشارة سيدتنا مريم العذراء التي هي الوحيدة من النساء المذكورة باسمها في القرآن الكريم و التي يجتمع عيد بشارتها المسلم والمسيحي”.
اضاف: “اذ قالت الملائكة، يامريم، إن الله يبشرك بكلمة فيه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين هذا في القرآن الكريم، أما في الإنجيل يقول لها الملاك: افرخي يا ممتلئة النعمة، الرب معك يا مريم لا تخافي فقد نلت نعمة عبدالله، وها انت تخبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع، وهذا سيكون عظيماً وابن العلي يدعى”.
وتابع: “الله لم يفرقنا يوماً، فالله لا دين له ولا حزب ولبنان لم يفرقنا. يوماً، فلبنان لا مذهب له فرقتنا مغامرات السياسة اللبنانية ومصالحها الفئوية أو الخارجية. نعم لم يفرقنا الله يوماً ولا الوطن، بل بعضنا افترق عنهم. إننا نجتمع في يوم مهيب يوم الجمعة العظيمة، يذكرنا كيف أن إنساناً مخلصاً، عذب وضرب ما سيق عريانا، ضُلب، ذاق مراً ، طعن بحربة ومات ليحيا غيره”.
وأردف: “خلفاؤهم الذين قتلوا المسيح منذ 2000 سنة، ها هم أسلافهم يقتلون ويصلبون ويعذبون الشعب الفلسطيني بنفس الطريقة، فشر “قياماً” مازال موجوداً في نفوس قتلة الأطفال والشيوخ والنساء، تری بارا باس حرا طليقاً ، أقا بيلاطس الأجنبي فغسل يديه وأسلم البري الذي لاعيب فيه. في هذه الليلة المباركة نوجّه تحية للشعب الفلسطيني المظلوم ونترحم على ارواح جميع الشهداء الذين ارتقوا اينما كانوا. كما نصلي أن ينزل الفلسطيني عن صليبه وتقوم دولة فلسطينية لما فيه مصلحة للشعبين الفلسطيني واللبناني في آن معاً. وأن تطبق جميع القرارات الدولية أهم لنا 1701″.
وقال: “أما في لبنان وهنا تحديداً ، أي حدود طرابلس الفيحاء ، عاصمة العيش الواحد والثقافة والطاقة البشرية الاقتصادية، مع الكورة الخضراء كورة المزارع والعلم والحريات، أتشرف أن أطلق عنوان “رمضان بيجمعنا ” على هذا الافطار المبارك، مع العلم أننا أطلقنا عنوان افطار التسامح في السنة المنصرمة. من دون تسامح ورجوع للذات والدستور وروحيته ورجوع لمنطق الدولة، لا يمكن ان نبني أصلاً دولة ونجتمع تحت سقف قانونها. هناك الكثير مما يجمعنا ، مسلمين ومسيحيين 8 و 14، جنوبيين وشماليين. هناك القيم وخذوا مثل الدنية التي تربينا عليها ومنها التشارك الله في المعنى الحقيقي للصيام مثلاً هذا الافطار الجامع الكل”.
أضاف: “تجمعنا الهوية اللبنانية العربية، وهوية الكرم وقيم العائلة، مبادئ الحرية سيادة الوطن واستقلاله، يجمعنا اتفاق الطائف الذي يجب أن نحترمه ونطبقه، تجمعنا الأرزة التي تتوسط العلم اللبناني، تجمعنا القرارات الدولية التي واجب علينا أن نحترمها ، يجمعنا الجيش اللبناني الحبيب والقوى الأمنية المخولين فقط بحمل السلام و الدفاع عن عرضنا وكرامتنا وارضنا ومياهنا، تجمعنا دماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن لبنان لكي نحيا نحن، يجمعنا تراب اجدادنا وآبائنا الذين جاهدوا لصون حرية لبنان لكي نحيا نحن، تجمعنا أصوات المآذن و اجراس الكنائس في الساحل والجبال والوديان، تجمعنا مساحة لبنان ال 10452.”
وتابع: “تجمعنا عاصمتنا الأبية بيروت، يجمعنا الشمال الحبيب وهنا تحية لطرابلس والضنية والمنية وعكار والبترون وبشري وزغرتا والكورة، يجمعنا من صنع التاريخ امثال شارل مالك، زكي ناصيف، الأخوين رحباني وفيروز، امين الريحاني، أمين تقي الدين، أحمد بوسعد وجبران خليل جبران. تجمعنا مصائبنا وأفراحنا وأحزاننا، يجمعنا الصوم واليوم رمضان يجمعنا. حان الوقت لكي نتذكر جميعاً كيف تأسس لبنان الكبير ولماذا خضناه. حان الوقت لكي ينتخب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم يحكم ولا يُحكَم يُنتج ولا ينتج، يحمي الدستور فقط وليس ضهر احد. حان الوقت لنجعل من خلافاتنا اختلافات لكي نؤمن مستقبلاً لأولادنا وأحفادنا ولكي يعود المنتشر الذي يتوق إلى لبنان ولتتوقف قوافل المنتظرين على ابواب الهجرة، حان الوقت لكي نتفق على شكل الديموقراطية التي تجمعنا ولا تفرقنا.”
وختم: “كفى تعطيلاً للديموقراطية، افتحوا ابواب المجلس لننتج رئيسا صنع في لبنان، ونضع إدارة ونضمن سيادة ونقر حياداً، وسأردد جملتي المفضلة لجبران خليل جبران في رسالته للمسلمين كأنه يقولها اليوم: (أنا كلبناني ولي فخر بذلك ولست بعثماني ولي فخر بذلك لي وطن أعتز بمحاسنه ولي أمة أتباهى بحمايتها وليس دولة انتمي اليها واحتمي بها، أنا مسيحي ولي فخر بذلك لكني أهوى النبي العربي واكبر اسمه واحب مجد السلام واخشى زواله)”.
إمام
وتحدث مفتي طرابلس والشمال قائلا: “في ايام الصوم التي نحتاجها والتي هي من حكمة ربنا، ان جعلها موسماً سنوياً للناس لكي يعودوا الى صفائهم واطمئنانهم النفسي، ولكي ينسوا من ذلك الضجيج الحياتي ليلتفتوا الى ذاتهم وذات الانسان اذا التفت اليها الانسان بتجرد وصدق لا تخونه وتنبئه بالصواب دائماً”.
واعتبر ان “الصوم مساحة، لذلك التأمل في ازماتنا التي نعيشها الداخلية والخارجية، كما ان الانسان على مستواه الفردي يتجرد ويتفرغ في ايام. صومه، ايام الصوم المبارك عند المسيحيين وشهر رمضان عند المسلمين يستشعر قربه من الله تعالى وتعاليه عن الكثير من الامور كان يحيط نفسه باوهام تجاهها فيراها اكثر على حقيقتها، كذلك نحن في داخلنا اللبناني، في ازمتنا الداخلية، نكرر ما يعلنه صاحب السماحة ، مفتي الجمهورية اللبنانية في مختلف المناسبات والمواقف والتصاريح من ثوابت دار الفتوى و هي في ذلك كغيرها من المرجعيات الروحية والمؤسسات الدينية على امتداد الوطن. تلك الثوابت التي تتمثل بالعيش المشترك، و تنادي بصونه، وايضا نصر على التنوع المجتمعي ونعلي الصوت باننا في لبنان نريد ان نرتقي الى مستوى الاداء المؤسساتي في ادارة شؤونه. المواطن اللبناني طلباته ليس كثيرة. كل ما يطلبه العيش تحت ظل دولة تعطيه حقوقه وما يناسبه من مؤهلات، يجد. نفسه في هذه الدولة مطمئناً، آمناً بغض النظر بل بإلغاء كامل لمذهبيته او دينه او منطقته، مطلب من ابسط المطالب، يريد ان يعرف في هذه الدولة حقوقه وواجباته ليكون في عيش مرتاح يقوم بما عليه وينتظر من دولته ان تعطيه ما له كلبناني وليس كمسلم او مسيحي او ابن منطقة. معينة. هذا ما نريد ان نصل اليه في لبنان وان نعيش فيه مطمئنين”.
أضاف: “خطابنا وطني والشعبوية في الخطاب لو المنحى الطائفي يفزع اكثر ما يطمئن، فيساهم في تعقيد الامور اكثر مما ييسر الحلول ويزرع بذور التقارب والالفة التي يعطينا اياها رمضان وايام الصوم. ما أحلى ان نصل الى اننا في دولة المؤسسات، تشتغل في ادارة سليمة، وشفافة و آلية صحيحة وتنمية مستدامة. متوازنة، تختار الكفاءات في كل المواقع، اما الازمة الخارجية ونسأل الله ان يديم علينا نعمة الامن والسلام، والاستقرار ولا يمكن ان نغفل عنها، على حدودنا عدو الانسان عنده لا قيمة له مجرد ارقام، عنصرية في نظرته الى العالم والناس وفقد للحس الانساني والبشري، امر لا يصدق ما نراه. كل يوم ولحظة، نرى نقلا مباشراً عن اطفال واشلاء تستخرج من بين الانقاض، وحصار، لا ماء، لا لقمة طعام يستطيع الفم ان يمضغها، ايضا لا يصدق اننا نعيش في القرن الواحد وعشرين وان هذا يحدث . من الطبيعي ان اخاف، امامنا عدو لا يقيم وزناً للانسان، وفي لبنان ايضا لسنا بغاليين عليه ولا يتركنا، لكن نقول العاقل لا يجلب المعركة الى ساحته ولا يدخل والحرب الى بلده. المسؤول الناجح الذي يريد صون بلده ان اضطر الى الحرب تكون خارج حدوده . لا يمكن ان نستجلب الى ساحتنا معركة اخرى. حقوقنا نصل اليها بمئة وسيلة وطريقة”.
وختم المفتي إمام: “ما يجمعنا في هذا الافطار الاخوي المليء بالمحبة والعاطفة، هو حقيقة اللبنانيين وما تربينا عليه جميعاً ، كلنا واحد، زملاء و جيران، وشركاء في ميادين الاعمال وعلى مقاعد الدراسة في جميع المجالات، هذا الامر ليس علينا فقط ان نتمسك فيه بل ان ننادي به ثابتة راسخة في بلدنا. الاوهام التي تأتي من التباعد ومن التحاليل والتأويلات والقيل والقال التي ليس لها اساس او مضخمة ومبالغ فيها، القرب يبين حقيقة علاقاتنا مع بعضنا البعض. لا شك انني اسمتعت في هذا الافطار وبلقاء معالي الوزير جبران واصحاب السعادة والمعالي جميعاً لاننا عدنا الى راحة النفس الحقيقية التي نفقدها في خضم ما نعيش فيه من ازمات وانسداد افق هنا وهناك. املنا بربنا كبير وهو سبحانه يعين من يعين نفسه ومن يعين الناس”.