يكاد لا يتوقف نباح الكلاب الشاردة والمسعورة في العديد من المناطق اللبنانية. ظاهرة تتفاقم بعواقبها يوما بعد يوم، فالمسألة ليست بالجديدة انما الازمة الاقتصادية ضاعفت من مشاكلها، والشكاوى منها تترد صداها في مناطق عدّة ويصفها بعض السكان بأنّها باتت تهدد أمن المنطقة ومصدر رعب لكثير من المواطنين.
Advertisement
يبدو أن سقوط ضحايا للاسف هو الذي يحرك الملفات المهملة في لبنان، من دون أن يعني ذلك بالضرورة أنّ الأمر سيستكمل بتنفيذ القوانين وإيجاد الحلول. فمن ينسى شريط الفيديو الذي سجلته إحدى كاميرات المراقبة، يظهر فيه كلباً شارداً وهو يهاجم الطفل ياسين هيثم حمزة، حين كان يلهو بالقرب من منزله في مخيّم الرشيدية – صور، قبل أن يسارع ذو الطفل لانتشاله ونقله الى المستشفى، لنعلم لاحقا بأنّ الطفل فارق الحياة متأثراً بجروح أصيب بها جرّاء عضّة الكلب.
وفي خطوة لافتة، أعلن رئيس بلدية صيدا حازم خضر بديع أن “البلدية تمكنت بالتعاون مع متطوعين ومتطوعات من إيجاد حل نهائي لموضوع الكلاب الشاردة في المدينة، وتأمين أماكن مناسبة لإيوائها تداركا لأي أذى محتمل للمواطنين، وأيضا حماية للحيوان من أية حوادث صدم أو غيرها، ولا سيما في أماكن ومرافق ومساحات عامة”.
وأوضح أن “البلدية وضعت هذا الملف على سكة الحل منذ نحو 6 أشهر وكانت سباقة في هذا المجال وتم التنفيذ على مرحلتين: المرحلة الأولى تم البدء فيها أواخر شهر أيلول 2023 من خلال السماح لمجموعة متطوعات ومتطوعين من المهتمين بمعالجة موضوع الكلاب الشاردة في محيط مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية (شمال المدينة)، بإنشاء حظيرة للكلاب داخل حرم مجمع صيدون للآليات التابع لبلدية صيدا (على مساحة نحو 100 متر مربع من العقار 375 وسطاني)، حيث إشترطت البلدية حصر هذه الكلاب في الحظيرة والعناية بها وإجراء عمليات إخصاء للحد من تكاثر هذه الكلاب، وتمويل النفقات بمبادرة من أفراد المجموعة وجمعيات داعمة. وبالفعل تم وضع التصاميم للحظيرة ومتابعتها إداريا من قبل المهندسة الناشطة براء الحريري، وبمراقبة لأعمال التنفيذ من رئيس الدائرة الهندسية في البلدية المهندس الدكتور زياد الحكواتي”.
كما تم نقل الكلاب الشاردة إلى الحظيرة بعد جمعها من محيط ممشى المشاة في مدينة الحريري الرياضية والذي يعتبر مقصدا لهواة الرياضة ومتنفسا للعائلات والأطفال (وحاليا يوجد في الحظيرة 17 كلب و13 جرو).
احتياجات أساسية
يستلزم هذا المشروع تأمين الغذاء والعلاج للكلاب وإجراء عمليات جراحية للحد من التكاثر وتأمين اللقاحات لهم من أجل الوصول للأهداف المرجوة. ولضمان إستمراره فهو بحاجة الى المتطلبات التالية:
برنامج للمتابعة الطبية: العديد من الكلاب في المأوى بحاجة لرعاية وتأمين أدوية اساسية ولقاحات بشكل دوري لمعالجة مشاكل صحية مستجدة بالتعاون مع أطباء بيطريين.
برنامج الخصي: تنفيذ برنامج الخصي وهو أمر ضروري للسيطرة على تكاثر الكلاب الضالة من خلال إجراء عمليات جراحية، مما يحد مستقبلا من تكاثر اعداد الكلاب .
الغذاء الصحي: التغذية السليمة هي أمر أساسي لصحة وراحة الكلاب في المأوى من خلال توفير طعام مغذٍ عالي الجودة يضمن صحة الكلاب ويسهم في الحد من عدم تفشي الأمراض التي تعود بسببها الى سوء تغذية الكلب .
إصلاحات وصيانة المأوى: بنية المأوى بحاجة إلى تعديلات وصيانة من أجل تحقيق بيئة آمنة ومريحة للكلاب. من بينها إعادة تقسيم داخلي لفصل الكلاب في اوقات معينة والقيام بإصلاحات في بنية المأوى خاصة للحماية من عوامل الطقس، وذلك من أجل تحسين ظروف العيش وتعزيزها بما في ذلك إضافة بيوت خشبية وغرف مخصصة للتعافي بعد عمليات الخصي.