آخر مفاجأة إسرائيلية عن حزب الله.. هل أُلغيت الحرب؟

6 أبريل 2024
آخر مفاجأة إسرائيلية عن حزب الله.. هل أُلغيت الحرب؟

نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن المعركة القائمة حالياً في غزة بين حركة “حماس” وإسرائيل، متطرقة إلى مبدأ وحدة الساحات القائم بين حلفاء إيران في المنطقة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ أحداث معركة “حارس الأسوار” في غزة خلال شهر أيار 2021 والتي أطلقت عليها حركة “حماس” تسمية “سيف القدس”، كانت بمثابة اختبار أجرته “حماس” لإستراتيجية “وحدة الساحات”، وذلك قبل معركتها الحالية التي انطلقت يوم 7 تشرين الأول الماضي.

وأشار التقرير إلى أن نتيجة الإختبار كانت “مُرضية لحماس”، وقد أثبتت الإستراتيجية نفسها خصوصاً بعدما انفجر فتيل التوتر إبان الأحداث التي شهدها الحرم القدسي، وانتقاله إلى ساحات أخرى داخل فلسطين، فالصواريخ أُطلقت من غزة فيما حصلت أعمال شغب في القدس الشرقية، فضلاً عن التوتر ضمن المدن المختلطة للمواطنين العرب في إسرائيل.

وفي السياق، يعتبر البروفيسور كوبي ميخائيل، وهو أحد كبار الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيليّ إنّ الأمر الذي حصل لم يكن عفوياً، مشيراً إلى أن “حماس” كانت تُحضر لذاك الخيار الذي حصل عام 2021 منذ العام 2018 على الأقل، حيث ارتكزت الإستراتيجية على حدوث إختراق عميق لـ”حماس” وأفرادها في مختلف المناطق داخل إسرائيل، بالإضافة إلى تعميق تعاونها مع “حزب الله” وإيران. 

ويلفت التقرير إلى أنه إذا كانت معركة “سيف القدس” بمثابة اختبارٍ محدود لمبدأ “وحدة الساحات”، فإنهُ من المفترض أن يكون هجوم الـ7 من تشرين الأول هو “العنوان الحقيقي” لترجمة ذاك المبدأ ميدانياً وفعلياً.

يتابع التقرير: “بلغة حماس، كانت من المُفترض أن يكون يوم الـ7 من تشرين الأول هو يوم القيامة على إسرائيل، أي بمثابة يوم المعركة الحاسمة التي لن تتمكن الصهيونية من التعافي منها. كان من المُفترض أن يجر الاجتياح من غزة وراءه كل الساحات الأخرى، بما في ذلك غزو حزب الله من الشمال”.

وأوضح التقرير أنَّ الأمر لم يتوقف بالضرورة عند “حزب الله”، مشيراً إلى أنَّ إيران لم تُقدّم مع قواتها الوكيلة المال والمعدات والإستخبارات والعقيدة القتالية ومعسكرات التدريب فحسب، بل راحت أبعد من ذلك. هنا، يقول الباحث الإسرائيلي مايكل إن “مفهوم الساحات المتعددة بحد ذاته مدعومٌ بنوع من بوليصة التأمين الإيرانية، وبحسب الحاجة، كانت من المُفترض أن تقوم إيران بتنشيط حلقة النار بأكملها حول إسرائيل”.

ولفت التقرير إلى أنّ “هذا الأمر كان محور عمل القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قضت عليه أميركا عام 2020 بغارة جوية”، وأضاف: “سليماني عمل على تنفيذ خطة إيران بمحاصرة إسرائيل بقوات وكيلة لها: حزب الله في شمال إسرائيل، مجموعات مسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق، وقوات الحوثي في اليمن – جنوب إسرائيل”. 

يلفت مايكل إلى أنّ قائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار كان يأملُ إنضمام “حزب الله” في وقتٍ مُبكر يوم 7 تشرين الأول إلى المعركة التي خاضتها “حماس”، لكن ذلك لم يحدُث، وتابع: “من حسن الحظ أن سيناريو يوم القيامة هذا لم يتحقق في 7 تشرين الأول، ولكن أي شخص ينظر إلى الأحداث بعين رصينة يدرك أن النجاح النسبي الذي حققته حماس في ذلك الصباح الرهيب سيزيد من شهية أعدائنا، ويقوي عقولهم فقط، لأنه عندما يتم تنشيط حلقة النار الخارجية، قد تكون الضربة حاسمة”.

وحذر مايكل من مخطط “إنهاء إسرائيل” من خلال مبدأ وحدة الساحات، معتبراً أن هذا الأمر يشكل خطراً وجودياً ولن يزيد إلا عندما تُكمل إيران مشروعها النووي. 

مقبلون على أكثر من حرب

بحسب مايكل، فإنه للتعامل مع الخطر القائم، من المحتمل أن إسرائيل مُقبلة على أكثر من حرب، موضحاً أن الحرب المقبلة مع “حزب الله” ربما تأتي في المستقبل غير البعيد، وقال: “في الأساس، لا يمكننا إعادة المستوطنين إلى المنطقة الشمالية المحاذية للبنان طالما أن حزب الله ما زال على حدودنا حتى لو انسحبت خطوطه الأمامية مؤقتا لمسافة أو أخرى من الحدود”.

وتابع: “الوقت لا يعمل لصالحنا. حزب الله يكتسب قوة، ويتحسن، والحصول على المزيد من الصواريخ المتطورة والدقيقة. وحتى بعد أن نتمكن من إعادة المستوطنين، فلا يمكننا تجنب العمل في قطاعات أخرى أيضاً، حيث توجد طهران مع قوات وكيلة لها”.

وشدّد مايكل على وجوب أن تؤسس إسرائيل لمفهوم أمنيّ هجومي، وقال: “علينا العودة إلى جيش برّي كبير، ذو مدرعات هائلة ومدفعية فعالة قادرة على خوض معارك على عدة جبهات في  الوقت نفسه”.

المصدر:
ترجمة “لبنان 24”