وكشف الحلبي عن “تشكيل لجنة علمية تتابع العمل من أجل إصدار المنهج بصورة نهائية، لا سيما وأن المركز التربوي للبحوث والإنماء تسلم نحو 650 ترشيحا لموقع خبير في اختصاص معين في التربية يشمل كل المواد التعليمية”.
وقرر وزير التربية دعوة الهيئة العليا للمناهج لعرض السلم التعليمي ونظام التقييم الجديد، وأكد الحلبي “أهمية الوقت لإنجاز كل هذه الإنجازات التاريخية”.
من جهة ثانية، توقف المجتمعون أمام صدور مرسوم الامتحانات الرسمية عن مجلس الوزراء، وتم البحث في الإجراءات التي تلي ذلك، وكان تأكيد على عدم اعتماد المواد الاختيارية في الامتحانات الرسمية، ولكن تم التأكيد أيضا على إجراء تقليص للمواد بحسب الدراسة التي أنجزها المركز التربوي والتي جاءت نتيجة مسح ميداني شمل إمكانات ومستويات التحصيل التعلّمي في المناطق كافة، ومن جملة هذه المناطق منطقة الشريط الحدودي في الجنوب التي تعرضت لإعتداءات إسرائيلية وما زالت تتعرض في شكل يومي، وتم إقفال المدارس فيها والإنتقال إلى مدارس أخرى.
وأكد المركز التربوي والإدارة أن هناك تدبيرا وإجراءات خاصة سيعلن عنها قريبا فور جهوزها، والتي تحدد فيها إمكانات وشكل وطبيعة الإمتحانات الرسمية وامتحانات المتوسطة لهذه المنطقة بالذات.
من جهة ثانية، ترأس الحلبي اجتماعا موسعا ضم نائبة ممثلة اليونيسف في لبنان إيتي هيغنز ومديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتورة كوستانزا فارينا وفريق عملها وأيضا فريق أعمال اليونيسف، بحضور المدير العام للتربية ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ومديرة مكتب الوزير رمزة جابر وفريق العمل في الوزارة والمركز التربوي.
وقال الحلبي: “نلتقي اليوم لعرض المراحل التي قطعها تنفيذ خطة الاستجابة لحالات الطوارئ التي وضعتها وزارة التربية والتعليم العالي، فور تطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة الحدودية الجنوبية، نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المناطق الجنوبية، والتي أدت إلى إقفال المدارس وتهجير الأهالي والمعلمين ووقوع ضحايا من بينهم”.
ونوه في هذا الإطار، بـ”المساندة التي تلقتها الوزارة من صندوق ECW ” التعليم لا ينتظر” الذي مكّن الوزارة من تطوير خطة الإستجابة إلى برنامج تنفيذي قام بتمويله برنامج التعليم لا ينتظر وتنفذه اليونيسف، وقد كلفت مكتب اليونيسكو الإقليمي بتنفيذ الجزء المتعلق بتدريب المعلمين بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء” .
ولفت الى أنه “نتج عنه تأسيس مدارس ومهنيات للإستجابة للأزمة، وتم تدريب أفراد الهيئة التعليمية لتمكينهم من تقديم التعليم من بعد عبر وسائل التواصل المتاحة، والدخول إلى منصة مواردي التي أعدها المركز التربوي لمتابعة الدروس المتاحة للجميع” .
وقال: “لقد اتاح لنا التمويل الدولي المتوافر مع الإرادة الحاسمة لدى فريق العمل الإداري في الوزارة والمركز التربوي، عدم التوقف عن التعليم، وأن نستفيد أيضا من الهبات العينية التي قدمتها الوكالة الألمانية للتنمية الدولية GIZ بتوزيع أجهزة كمبيوتر لوحي إلى المتعلمين واجهزة كمبيوتر محمولة للمعلمين من اجل تطبيق التعليم من بعد، كوسيلة وحيدة متاحة في الظروف البالغة الصعوبة ، كما وفر برنامج الغذاء العالمي التغذية المدرسية للتلاميذ” .
اضاف: “يسرنا أن نعبر عن ارتياحنا لموافقة مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة منذ أيام قليلة، على مرسوم إجراء الإمتحانات الرسمية وتفويض وزير التربية اتخاذ الإجراء المناسب حول شكل ومضمون الإمتحانات المخصصة لتلامذة المدارس الواقعة في المنطقة الحدودية والتي تم إقفالها وتهجر تلامذتها إلى مناطق أخرى او صمدوا في منازلهم ، يعايشون ويلات القصف المعادي يوميا. ونحن بتنا راهنا في مرحلة التحضير لهذه الإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وللشهادة المتوسطة التي سوف تتم في المدارس مع أسئلة موحدة تضعها الوزارة لهذه الغاية” .
وتابع: “إنني لا أكشف سرا إذا قلت ان تلامذة المنطقة الحدودية الجنوبية خصوصا في الجنوب والنبطية سوف يكون لهم تدبير خاص لجهة إجراء الإمتحانات الرسمية، بعد دراسة يقوم بها المركز التربوي للبحوث والإنماء ومسح ميداني ورصد لمدى التحصيل التعلّمي الذي تحقق في المناطق المهجرة، او لدى التلامذة الصامدين في منازلهم مع أهاليهم” .
وقال: “إن استمرار العمليات العسكرية وتطورها إلى مناطق أبعد ، يضعنا امام سيناريوهات تفصيلية ضمن خطة الإستجابة ، أبرزها تمدد مساحة الخطر على المقيمين والنازحين من بيوتهم ، والحاجة إلى تمويل إضافي لتأمين نفقات مستجدة أو لمدة أطول ، لأن الرهان هو على استمرارية التعليم وجودته وعدم السماح بخسارة التحصيل التعلمي أو العام الدراسي مهما بلغ حجم التطورات ، إلا إذا دخلنا لا سمح الله مرحلة الحرب الشاملة .”
اضاف: “انطلاقا من هذه الوقائع، فإن لقاءنا اليوم هو لتجديد واستمرار التزامنا بخطة لإستجابة للأزمة الناتجة عن الحرب والتطورات الأمنية في الجنوب ، وهو أيضا لعرض ما تم إنجازه وتقويم نتائجه على توفير التعليم في الظروف الإستثنائية وخصوصا في الطوارىء، وهو للبحث في تطوير المقاربات وتعميق الخطط لرفع أداء المعلمين في هذه الظروف التي تتحكم بالبلاد، ونأمل أن يساندنا المجتمع الدولي لجهة إبقاء التربية فاعلة على الرغم من الأزمات والتطورات”.
وتابع: “في إطار عرضنا للواقع يهمنا أن نذكر نموذجا لعدد من مدارس الإستجابة في محافظة النبطية يتبين من خلاله ان التلامذة المسجلين في مدرسة تبنين الرسمية يبلغ 119 تلميذا، وفي مدرسة شوكين الرسمية 153 تلميذا ، وفي مدرسة عبد اللطيف فياض 112 تلميذا، وان المنطقة التربوية تواكب بصورة يومية سير العمل في المدارس المذكورة ، وهذه المواكبة تنطبق على مدارس الإستجابة في المناطق الأخرى “.
وقال: “أود في هذا اليوم أن أوجه تحية شكر وتقدير إلى مديرة صندوق التعليم لا ينتظر السيدة ياسمين الشريف ، التي كان لها الفضل مع فريق العمل في الصندوق ، في تأمين الدعم المالي الفوري للقيام بخطة الإستجابة ، وشكرا أيضا لليونيسف التي تقدمت لتنفيذ البرنامج ، والشكر أيضا لليونسكو عبر المكتب الإقليمي . والشكر خصوصا إلى المعلمين والأساتذة الذين يبذلون جهودا استثنائية ويتعرضون أحيانا للأخطار من أجل إبقاء التعليم في وضعية الإستجابة لمفاعيل الأزمات”.
اضاف: “الشكر الخاص للإدارة المركزية في الوزارة عبر المدير العام للتربية ومديري التعليم ورؤساء المناطق التربوية ، ولرئيسة المركز التربوي ومكتب الإعداد والتدريب ولجميع الذين يسهرون لتوفير التعليم ،ومقاومة الأخطار بالإصرار على التعليم”.
ثم قدمت مستشارة المدير العام للتربية الدكتورة جورجيا هاشم عبر الشاشة، عرضا مفصلا حول مدارس الاستجابة، تبين من خلاله أن هناك نتيجة الحرب في الجنوب 46 مدرسة رسمية مقفلة وثماني مهنيات رسمية مقفلة ، ومنها ما تعرض لقذائف مباشرة ونتج عنها تأثر نحو 1847 معلمة ومدير، وقع بينهم شهداء وجرحى، وكذلك 10,147 متعلما أصبحوا خارج هذه المدارس أو يتابع بعضهم في مدارس الاستجابة . وهناك نحو 10,000 تلميذ من التعليم الخاص اصبحوا خارج المدارس.
ولفتت إلى أن الوزارة باشرت فورا، عملية الاستجابة والمتابعة وفتحت 10 مدارس استجابة و 10 معاهد مهنية للاستجابة، وبالتالي أصبح 85% من التلاميذ في الجنوب والنبطية يتعلمون من بعد.
وأشارت إلى “الدور الذي لعبه المركز التربوي بالتعاون مع اليونسكو إذا قاموا بتدريب المعلمين، وتم توزيع 2380 Tablets على المتعلمين وثلاثة آلاف ومئتين وواحد3201 لابتوب على المعلمين”.
ولفتت إلى أن “اليونيسف تدفع لكل متعلم بدل الإنتقال وبدل خدمة الإنترنت شهريا، كما تدفع للمعلمين وللمديرين الذين يقومون بالتعليم والإدارة في مدارس الاستجابة”، مشيرة إلى أن “هناك برامج للدعم النفسي والإجتماعي”.
وبهذه المناسبة سوف تتم العناية بالتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم تخصيص خط ساخن لهذه العملية، كما تم الكشف عن أن الأخطار ازدادت كما ارتفعت الحاجات في الجنوب نتيجة استمرار القصف ، لكن التمويل لم يرتفع بالمستوى ذاته . وتمت المطالبة بمتابعة التدريب بالتعاون بين اليونسكو والمركز التربوي ليشمل المعلمين في مدارس أخرى وفي اختصاصات أخرى غير التي تم التدريب عليها . كذلك تم الكشف عن زيارة ستقوم بها الإدارة التربوية بكل مكوناتها يوم الاثنين المقبل ويوم الأربعاء المقبل إلى منطقة الجنوب والنبطية لمتابعة الوضع على الأرض.