نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه تل أبيب حصلت على فرصة ثانية لتسوية الأمور في المنطقة، وذلك بعد الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدفها ليل السبت – الأحد.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” أنَّ “النجاح الذي حققته القوات الجوية في وقف الهجوم الإيراني، أعطى إسرائيل 3 مكافآت: الأولى، منع وقوع إصابات مع وجود أضرارٍ طفيفة فقط؛ الثانية، إمكانية إنشاء تحالف دفاعي إقليمي عملي؛ والثالثة حرية التصرف والتفكير في أسلوب الرد وتوقيته”، بحسب ما قالت “يسرائيل هيوم”.
وأوضح التقرير أنَّ النجاح العملياتي في التعاطي مع الرّد الإيراني، كان نتيجة لمعلومات استخباراتية عالية الجودة (إسرائيلية – أميركية) وللتحضير المسبق والخطة الدقيقة التي تم تنفيذها برمتها، فضلاً عن التعاون الدولي والإقليمي الذي تم إعداده وممارسته لسنوات مع الجيش الأميركي والشركاء الاقليميين، بما في ذلك تقسيم المهام وأوامر العمل ولغة الاتصال المتفق عليها.
وأشار التقرير أيضاً إلى أنّ الحظّ حالف إسرائيل، لأنّ الصواريخ القليلة التي اخترقت طبقات الدفاع، كانت من المُمكن أن تتسبب بنتيجة مختلفة، وأضاف: “لقد هاجمت إيران إسرائيل بقوة كبيرة، إلا أن الحكمة لم تكن كذلك. لقد وفّر إطلاق الموجة الأولى من الطائرات من دون طيار تحذيراً طويلاً ووقت اعتراض طويل، تم استخدامه حتى نهايته، وبعدها تم إطلاق صواريخ كروز، والتي تم رصدها أيضاً طوال مدة الرحلة، ولم يتم إطلاق الصواريخ الباليستية إلا في وقت لاحق، وهذه الأخيرة هي التي مثلت التحدي الرئيسي لأنظمة الدفاع التي كانت بالفعل في ذروة الاستعداد”.
وأكمل: “في خلاصة القول، تمّ اعتراض عشرات الأطنان من المتفجرات المرسلة من إيران إلى إسرائيل في الطريق. فعلياً، ما حصل هو أنه جرى اعتراض كل الطائرات من دون طيار البالغ عددها 185 طائرة و 36 صاروخ كروز قبل وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية (70 منها تم اعتراضها بواسطة طائرات أميركية وبريطانية وأردنية، والباقي عبر سلاح الجو، ومن بين 110 صواريخ، تمكن عدد قليل منها فقط من ضرب قاعدة نفاطيم في النقب”.
وتابع: “كان الهجوم الإيراني غير عادي في أمرين، الأول وهو أن إيران هاجمت إسرائيل علناً من أراضيها، وليس من خلال مبعوثين، أما الأمر الثاني فيرتبط بمحاولة إيران تدمير قاعدتين جويتين رئيسيتين في النقب، حتزر ونفاطيم، وكذلك وحدات التحكم الجوي، وكانت تأمل في خلق معادلة ردع جديدة مع إسرائيل، وإحباط أي هجمات مستقبلية ضدها وضد مصالحها”.
فرصة لمرة واحدة
واعتبر التقرير أنَّ فشل الخطة الإيرانية يحرر إسرائيل من اتخاذ القرارات بهدوء نسبي، في حين أن هناك عدداً ليس بقليل من الأسباب الوجيهة التي تدعو إلى الوقوف بجانب الرد الإسرائيلي الحاد ضدَّ إيران، وقال: “السبب البارز لصالح الرد الواسع النطاق هو أنّ إيران تجاوزت الخط الأحمر، وإذا لم تتعرض لرد شديد بشكل خاص فإنها ستتحرك مرة أخرى. لقد عرفت إسرائيل كيف تركز الجهد مرة واحدة، ولكن سيكون من الصعب القيام بذلك بشكل منتظم، لأن هذا الجهد له تكلفة ضخمة – مالية خصوصاً أن تكلفة الليلة الماضية تقدر بحوالى مليار دولار. إضافة إلى ذلك، فإن الجانب النفسي أساسيّ جداً إذ أنّ المدنيين شعروا بالقلق، خصوصاً أن إسرائيل كانت محاصرة ومعزولة عن العالم لساعات عديدة”.
ولفتت “يسرائيل هيوم” إلى أنّ “الرد القاسي ضد إيران يجب أن يخيف شركاءها في المنطقة، وخاصة حزب الله، مما قد يحدث لهم إذا قرروا مهاجمة إسرائيل”، وأضاف: “لقد ساهم الحزب بشكلٍ خاص وبتواضع في الهجوم الإيراني، لكن من المحتمل أن يكون ذلك قد تمّ بالتنسيق مع طهران – إما لأن الإيرانيين أرادوا عدم إنهاك حزب الله الآن بل الاحتفاظ به في المراحل التالية من الحرب، أو لأنهم فضلوا أن يظهروا أنهم يتصرفون هذه المرة من تلقاء أنفسهم وعلناً من أراضيهم”.
كذلك، قال التقرير إنّ المشروع النووي الإيراني أحرزَ تقدّماً كبيراً مثيراً للقلق، وإذا جنّ جنون إسرائيل الآن، فقد يخشى الإيرانيّون أن تُصبح مصالحهم العليا أهدافاً للهجوم، وأضاف: “الحجة الأبرز ضد رد الفعل واسع النطاق هي الفرصة النادرة، وربما لمرة واحدة، لإضافة معنى إلى التحالف الدفاعي الإقليمي، وتحويله إلى قوة مضادة كبيرة لإيران”.
وأردف: “إن الثناء على النجاح في إحباط الهجوم الإيراني يعود إلى القوات الجوية، لكن الأميركيين كانوا شركاء كاملين، في الكشف المبكر والاعتراض، وأيضاً في التمويل الكامل لأنظمة الدفاع”.
وأكد التقرير إنه من دون الولايات المتحدة، فإنّ إسرائيل ستجد صعوبة في الدفاع عن نفسها، في حي أن هناك دولاً أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وقفت مثل الجدار إلى جانب إسرائيل، وأردف: “إن إسرائيل حصلت على فرصة ثانية غير متوقعة لتسوية الأمور في المنطقة. فبعد فشلها في تحويل هجوم السابع من تشرين الأول إلى حملة عالمية ضد الإرهاب، وبعد أن وجدت نفسها معزولة وفاقدة للشرعية، عادت الآن إلى قلب الإجماع. الأميركيون يعرضون عليها أيضاً صفقة تبدو وكأنها حلم، وترتبطُ بتحالف مفتوح يتضمن علاقات رسمية مع أغلب الدول العربية، وهو ما يمكن الاستفادة منه أيضاً في حملة اللحظة الأخيرة ضد البرنامج النووي الإيراني، والثمن الموافقة على حل ما للقضية الفلسطينية”.
كذلك، قال التقرير إن إسرائيل مطالبة بإعطاء الأولوية لمصالحها، والتحالف المُخطط له سوف يضمن وقوف العالم الغربي والعربي إلى جانب إسرائيل في معركتها ضد إيران”، وأردف: “إذا كان الردع هو الشيء الرئيسي الآن، فيمكن لإسرائيل أن تضرب إيران، مع العلم أن ذلك قد يؤدي إلى خسارة التحالف وأيضاً إلى رد فعل إيراني مضاد يمكن أن يتحول إلى حملة إقليمية واسعة النطاق. لذا، هناك أيضاً طريقة وسطية، يمكن لإسرائيل أن ترد بطريقة محسوبة ومتطورة، الأمر الذي سيلحق الضرر بإيران، لكنه لن يؤدي إلى حملة واسعة النطاق. الأمرُ هذا سيسمح لها بالعودة إلى هزيمة حماس واستعادة الأسرى وإخراج حزب الله من الحدود الشمالية من دون الذهاب إلى حرب واسعة النطاق، وقبل كل شيء، من دون خسارة التحالف مع الولايات المتحدة”.