كان لافتا الاجتماع المطوّل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في قصر الإيليزيه، والذي انضم إلى جزء منه قائد الجيش جوزيف عون. وجدد الجانب الفرنسي التأكيد على “أولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد والإفادة من الدعم الدولي في هذا الإطار، لإتمام هذا الاستحقاق والموقف الموّحد للخماسية الدولية”. كما جدد الجانب الفرنسي التأكيد أن “فرنسا تدعم ما يتوافق بشأنه اللبنانيون، وليس لديها أي مرشح محدد”، اما في ما خص ملف النازحين الذي يتابعه رئيس الحكومة شخصيا ويواصل اتصالاته الإقليمية والعربية والدولية من أجل معالجته فإنه سمع من ماكرون وعدا بحل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الاوروبي. وجدد رئيس الحكومة المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة، التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا خصوصاً، وتمنى على ماكرون أن يطرح على الاتحاد الأوروبي موضوع الإعلان عن مناطق آمنة في سوريا، بما يسهّل عملية إعادة النازحين إلى بلادهم، ودعمهم دولياً وأوروبياً في سوريا وليس في لبنان.
وكان قائد الجيش اجتمع في باريس بقائدي الجيش الفرنسي والايطالي استكمالا لاجتماع روما الذي قدم فيه العماد عون دراسة عن حاجات الجيش اللوجستية والمادية. ويجري العمل على خطة لمساعدة الجيش لا سيما لجهة تعزيز تمركزه في الجنوب وسيتم تشكيل لجنة مشتركة بين ايطاليا وفرنسا ولبنان ودول أخرى لدراسة توفير كل الامكانيات من أجل ذلك والذي يفترض أن يحصل بعد الوصول إلى تسوية أو حل سياسي تنتهي معه الحرب.
وفي سياق متصل بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأيام الماضية مع الموفد الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان ومديرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غريو في ملف لبنان ، وتم الاتفاق، بحسب مصادر فرنسية، على اهمية التنسيق بينهما في إيجاد الحلول للازمات الامنية والسياسية.
وقالت المصادر ان لودريان لن يزور لبنان قريبا وكذلك الأمر بالنسبة إلى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي كان التقى لودريان في واشنطن. ومرد ذلك عدم حصول اي تطور أو مستجد يستدعي زيارتهما، ففي الملف الرئاسي لم تحرز الخماسية اي تقدم بعد، اما في ما خص الأوضاع في الجنوب، فلم يتلمس هوكشتاين أي تقدم في الموقف الإسرائيلي يمكن نقله إلى المسؤولين في لبنان.
وفيما أنهى سفراء “اللجنة الخماسية” جولتهم على الكتل السياسية، فإن المحطة الجديدة والنهائية سوف تكون في عين التينة الأسبوع المقبل حيث يزور السفراء رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل اطلاعه على خلاصة لقاءاتهم مع المكونات السياسية.
وتعتبر اوساط سياسية مطلعة على الحراك الدبلوماسي أن الهدف من حراك “الخماسية” إبقاء الملف الرئاسي على الطاولة، ريثما تنجلي الأمور . وتقول الأوساط أن السفراء لم يطرحوا أسماء بل ركزوا على أهمية انتخاب رئيس وفصل هذا الملف عن ملف الجنوب وغزة وضرورة الحوار بين المكونات السياسية من اجل التفاهم على انتخاب رئيس.
وبينما أشارت مصادر مطلعة الى ان هناك تناغما بين الخماسية وما تطرحه “كتلة الاعتدال” بالنسبة إلى الحوار، فإن مصادر “الثنائي الشيعي” تؤكد أن حزب الله وحركة أمل وحلفاءهما لا زالوا على موقفهم الداعم للحوار برئاسة الرئيس نبيه بري، كما أن “الثنائي الشيعي” لا يزال داعما ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وأنه اليوم متمسك به أكثر من أي وقت مضى.
وقالت المصادر ان حزب الله لن يخسر سياسيا وسيكون منتصرا في التسويات المرتقبة للبنان والمنطقة.