مطلوبٌ منّا مواجهة الشّر وفضح الفساد

24 أبريل 2024
مطلوبٌ منّا مواجهة الشّر وفضح الفساد


احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كاتدرائيّة مار جرجس – بيروت، في مناسبة عيد القدّيس جرجس الشهيد، شفيع العاصمة والأبرشيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: “يأتي عيد شفيع أبرشيّتنا وعاصمتنا هذه السنة، في زمن يبدو لنا وكأنّ الشر يسيطر على عالمنا أكثر من قبل.. إنقسامات داخل الوطن الواحد من أجل مصالح شخصيّةٍ أو من أجل الدين أو من أجل مشروع خارجي يبدأ تنفيذه من عندنا. وانقسامات داخل العائلة الواحدة من أجل رضا زعيم أو من تبني عقيدة تدعي أنها الحقيقةُ المطلقة. وأمام هذا الواقع، ماذا نفعل نحن المسيحيين في العاصمة وفي لبنان؟ إننا نقلق ونخاف أو نتذمر ونلعن الأيام أو نشيح نظرنا ونكتفي بأن نطلب من الله أن يُصلح كلَّ شيء. وفي هذا المساء، نحن هنا في هذه الكاتدرائيّة، لنحتفل بعيد القديس الشهيد جرجس، ومن ثم نخرج من هنا في نهاية احتفالنا لنعود إلى القلق والخوف والتذمّر وكأنَّ الربَ يسوع لم ينتصر على الموت والشرّ وكأنّنا لسنا أصحابَ دعوةٍ ورسالةٍ في لبنان وفي المنطقة كلِّها”.

وأضاف عبد الساتر: “اختار قدّيسنا جرجس وبدفع من الروح القدس أن ينهض، ولو لوحده، ليتصدّى للتنين، أي للشرِ، لأنّ التنين هو تجسيد له. لم يقلق ولم يكتف بالتذمرّ ولم يَخَفْ من الموت”.

وتابع: “نحن الذين اجتمعنا في هذا المساء لنصليَ في عيد شفيع أبرشيّتنا، نحن مدعوّون أوّلًا لأن نثبت في يسوع لكي نعمل عمله وإرادته. ونحن مطلوب منّا مواجهةَ الشر من خلال مواجهة الظالم كائنًا من كان والمعتدي فلا ندعمُه حتى ولو كان أخًا لنا. لنتصدَّ لكلّ انقسام في الوطن والعائلة لأي علّة كانت. لنفضح الفساد حيثما وُجد والمُفسدَ فلا نقفُ خلفَه ولو كان له فضلٌ علينا. نحن المسيحيّين في لبنان مدعوّون إلى قول الحق وإلى عدم محاباة الوجوه وإلى تقديم الإنسان وخيره على الإنتفاع المادي الشخصي. ونحن مدعوّون من بعد هذا الاحتفال إلى أن نخرج من الكنيسة ونحيا قيمنا المسيحيّة ونعمل من أجل بناء عالم أفضل لأنّ القلق والتذمر والخوف لا يَجدون ولأن لعن الأيام وشتم الآخر ومحاربته فقط لكونه آخر لا يغيِّرون شيئًا. آمين”.

وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة رعيّة مار يوسف – بيروت، رفع عبد الساتر والجمع الحاضر الصلاة على نيّة العدالة والسلام، وبخاصة في قضيّة انفجار الرابع من آب، في مبادرة من اللجنة الأسقفيّة عدالة وسلام المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. (الوكالة الوطنية للإعلام)