…بل هو التقسيم بعينه!

24 أبريل 2024
…بل هو التقسيم بعينه!

كتب نبيل بومنصف في” النهار”: الارجح ان الثنائي الشيعي سينجح، غداً في فرض مأثرته التمديدية الجديدة الثالثة للبلديات لأن من ابتلع بحر الانقلاب على الدستور والنظام وبقايا إرث ديموقراطي كان الأول في الشرق الأوسط وصار الآن أثراً بعد عين لن يغصّ بساقية التمديد البلدي الثالث. ما نجح فيه التحالف السلطوي المهيمن منذ عهد ميشال عون وما بعده حتى الساعة والى أبد فراغ النظام ما دام هذا التحالف مقيماً في الهيمنة والتحكم والأحادية المطلقة في السلطة مع إمعانه في تغييب رئيس الجمهورية شخصاً وموقعاً وسلطة، يتجاوز بكثير كل آثار بكاء وتباكٍ ومناحة على النظام اللبناني برمّته، بل نكاد نقول على هوية النظام وماذا صار عليه حين حقق هذا التحالف الموروث من أيام النظام الأسدي، معظم مآثره في ضرب وتجويف الديموقراطية والتعددية اللبنانية إطلاقاً.

 

والحال أن محطة جديدة وإضافية في تسديد الطعنات الى الأصول والنظام الدستوري وفرض كلمة الأحادية المستقوية بقاطرة الثنائي الشيعي كالتمديد المفروض سنة بعد سنة للبلديات تفرض وقفة ولو عابرة أمام تصحيح اللغو العبثي الديماغوجي المتلاعب بعقول اللبنانيين في توظيف الأزمات لتمرير الحرائق التي يشعلها التحالف السلطوي حريقاً تلو الآخر في بناء النظام اللبناني بلوغاً إلى أهدافه التقويضية الساحقة. ليس التمديد المنتظر آخر الاستحقاقات ولن يكون، بل هو نقطة في بحر الأهداف المكشوفة أو الدفينة للتحالف المهيمن المانع انتخاب رئيس للجمهورية لا يكون مرشحه الممانع الخالص، مادامت قدرته تتمدّد بطرق أو بأخرى لقضم النفوذ بالحلال أو بالقوة أو بتوظيف ضعف الخصوم.
الأخطر ما بات ينبغي أن تسلط عليه الأضواء بقوة وهو إمعان التحالف هذا في تقسيم لبنان إن لم يكن في الجغرافيا (بالكامل أو جزئياً) فبالممارسات المتعمّدة والتحريض في الخطاب السياسي والإعلامي والنفخ المتواصل في العداء والتحدّي الصارخ للميثاقية.