نصلي اليوم أن يحفظ الرب لبنان من شماله إلى جنوبه

28 أبريل 2024
نصلي اليوم أن يحفظ الرب لبنان من شماله إلى جنوبه


 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “اليوم، في أحد الشعانين، ندخل فعليا في الزمن الذي فيه يدين السيد أصول الخطيئة ومفاعيلها بموته، ويملأ مشاركي حياته من فرح قيامته. لقد دخل أورشليم ملكا وديعا متواضعا راكبا على جحش، فيما اليهود كانوا ينتظرون ملكا محاطا بكل مظاهر القوة، مدججا بالسلاح، يقود جيشا جرارا لينقذهم من الإحتلال الروماني. فواجهوا وداعة المسيح بالوقوف إلى الجانب الأقوى بشريا لكي يتمتعوا بالمجد الأرضي الزائل. حكموا على المخلص بالموت ففقدوا خلاص نفوسهم. أليس هذا ما يفعله أبناء هذا الدهر إذ يقفون إلى جانب الأقوى ولو على حساب مبادئهم وكراماتهم؟ ألا تصطف الدول في صف الأقوى تاركة الضعيف لمصيره، والمقهور بلا أمل، والجائع يموت جوعا، والمظلوم يهلك قهرا لأن الحق والعدالة والإنسانية والأخوة والأخلاق أصبحت مفاهيم بالية في عالم مادي إستهلاكي إنتهازي تحكمه شهوة المال والتسلط؟ أليس هذا ما نعاينه في هذا البلد الذي دمرت عاصمته، واغتيل أحراره ومفكروه، وقهر أبناؤه وسرقت أموالهم، وما زال  مسؤولوه، بسبب سوء إدارتهم، وعدم تطبيقهم  الدستور، وتجاهلهم الإستحقاقات الدستورية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية، وتقاعسهم عن إجراء الإصلاحات الضرورية،  يدفعون أبناء وطنهم إلى اليأس والإنحراف، والمثقفين منهم إلى الهجرة، وهم القادرون على انتشال بلدهم من مستنقع الجهل والإنحلال الذي وصل إليه”.

وختم: “نصلي اليوم أن يحفظ الرب لبنان من شماله إلى جنوبه، وأن يخلصه من آلامه التي طالت، ويقيمه من موت الجهل والحقد والكبرياء، ومستنقع الدماء، ويصون شعبه من كل متربص به شرا. نسأل الله أن يزرع محبته وسلامه في قلوب المسؤولين لتتنقى أفكارهم ويتبدل سلوكهم ويحكموا بالحق والعدل. ألا كانت آلام المسيح الخلاصية مشددة لنا في آلامنا، حتى نبلغ إلى الهتاف بفرح: «المسيح قام حقا وأقامنا معه”.