كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” في تقريرٍ جديدٍ لها أنَّ “المستشفيات في منطقة شمال إسرائيل المحاذية للبنان، تستعدّ لحربٍ قاسية ضدّ حزب الله”.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه حينما اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي، واجهت المستشفيات الإسرائيلية الصدمة والدهشة، في حين أنها سعت للتكيف مع المواجهة المحتملة مع الحزب، ويضيف: “منذ الأشهر الـ6 الماضية، تستعد المستشفيات في نهاريا وحيفا وصفد لسيناريوهات قاسية يمكن أن تحصلَ في أي لحظة، نتيجة لتصاعد التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان”.
وفي السياق، يقول مدير مركز الجليل الطبي في نهاريا مسعد برهوم: “نحن نستعد في حالة عدم تلقينا أي إنذار مسبق.. استعداداتنا سرية وهذا الأمر أولوية”.
ويتابع: “لدينا 775 سريراً، ولقد قمنا بإعداد مجمعنا تحت الأرض. ليس لدي شرف تجاهل ما يجري، وعلينا أن نواجهه”.
ويضيف: “بمجرد حدوث حرب مع حزب الله، تعمل كافة المستشفيات في دولة إسرائيل كمستشفى واحد. هناك غرفة حرب موحدة تحيل كل جريح، ونستطيع أن نستقبل كل جريح يحول إلينا. طبعا غرف العمليات محدودة، والعناية المركزة محدودة أيضاً، لكننا ما ذلك، فإننا على استعداد للأحداث التي تشهد سقوط العديد من الضحايا. مع ذلك، فإن الأضرار الاقتصادية التي تطالنا هائلة، لأنه خلال الفترة الماضية، لم نستقبل حالات مرضية بالشكل المطلوب كما السابق”.
يوضح التقرير أن الحرب مع “حزب الله” أحدثت موجة من الصدمة والذهول بين عمال المستشفى، فيما تفرض المعركة تحديات إضافية لإدارة شؤون الموظفين، خصوصاً أن الكثير من هؤلاء تم إجلاؤهم من مناطق التوتر المحاذية للبنان.
المستشفى تحت الأرض التابع لمركز الجليل الطبي هو الأول من نوعه في البلاد، وقد تم إنشاؤه قبل حرب لبنان الثانية عام 2006 بمبادرة من مدير المستشفى آنذاك شاؤول شاشا.
في 9 تشرين الأول الماضي، أي بعد يومين من اندلاع الحرب، وصل أول الجرحى إلى المستشفى من الحدود الشمالية، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف التدفق البشري. وبينما استقبلت الجرحى طوال الأشهر الـ6 الماضية، فإنّ عنابر المستشفى تستعد للتصعيد في الشمال”.
كذلك، يوضح التقرير أن المستشفى قام أيضاً طوال الفترة بالتحضير لسيناريوهات الهجوم السيبراني، والتي قد تؤدي إلى شل أنظمة الكمبيوتر والتسبب في التحول إلى العمل اليدوي.
وعلى صعيد مجمع “رمبام” للرعاية الصحية في حيفا، فإنه يعد المركز الطبي الوحيد الذي يصنف ممتازاً بين المرافق الطبية الأخرى. هنا، تقول “جيروزاليم بوست” إنه تمّ تدريب المركز الطبي قبل أسبوعين من قبل قيادة الجبهة الداخلية على سيناريو حربي أساسه حصول هجوم صاروخي مع وصول 100 جريح في نفس الوقت.
وقام المجمع ببناء منشأة فريدة من نوعها بما في ذلك موقف سيارات ضخم تحت الأرض يمكن تحويله إلى مستشفى محمي تحت الأرض، مع القدرة على استقبال ما يصل إلى 1700 مريض وجريح.
كذلك، أعلن مركز زيف الطبي في صفد عن استعداده، علماً أن زيف تتمتع بأهمية استراتيجية خاصة نظراً لقربها من مسرح المعارك في لبنان أو هضبة الجولان.
وبحسب “جيروزاليم بوست”، فإنّ المركز يستقبل الجرحى باستمرار عن طريق النقل الجوي إلى مهبط الطائرات الموجود ضمن المستشفى.
ومنذ بداية الحرب، تم علاج حوالى 220 جندياً ومدنياً في مركز زيف الطبي، مما يجعله أحد المراكز الطبية الرائدة في استقبال وعلاج مصابي المعارك في الشمال.