نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً تحدثت فيه عن إعتراض إسرائيليين على الأنباء المرتبطة بالمساعي لإيجاد تسوية سياسية تهدف لإنهاء القتال بين “حزب الله” وإسرائيل.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه تردّدت خلال الأيام القليلة الماضية، أنباء عن تشكيل ترتيب سياسيّ لإنهاء القتال بين الحزب وإسرائيل، والذي يقوم على إنسحاب التنظيم كيلومترات بعيداً عن الحدود، وتحويل منطقة جنوب لبنان إلى منطقة عازلة تشهدُ انتشاراً لجنود الجيش اللبناني عند الحدود.
وأشار التقرير إلى أنهُ رداً على هذه الأنباء، أعرب عددٌ من المنظمات المدنيّة العاملة منذ بداية الحرب على تغيير الواقع في شمال إسرائيل، عن احتجاجها وانتقادها، وأشارت إلى أن التسوية لإنهاء الحرب على الجبهة الشمالية، لن تضمن تغييراً حقيقياً في الواقع الأمنيّ.
ووضعت تلك المنظمات المدنية مطالب مشتركة أبرزها المطالبة بتغيير الواقع الأمني في الشمال وإزالة التهديد الأمني الفعلي كشرط ضروري لعودة سكان الحدود الشمالية الذين تمّ إجلاؤهم إلى منازلهم بحلول الأول من أيلول المقبل.
كذلك، طالبت المنظمات جميع رؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل، بـ”توحيد الجهود” والعمل معاً بما يمثل مصالح سكان المدن والمجالس المحلية في شمال إسرائيل، ولفت إنتباه الدولة إلى وضع هذه المجتمعات وأهميتها.
وفي السياق، أعرب مؤسس منظمة “اللوبي 1701” نيسان زافي وهو من سكان مستوطنة كفرجلعادي المحاذية للبنان، عن احتجاجه الشديد إزاء الإتفاق السياسي الذي يجري تشكيله، وقال: “أكثر ما يخيف سكان الشمال هو أنّ إسرائيل ستكرر نفس الأخطاء التي ارتكبتها قبل 7 تشرين الأول الماضي. إن مصطلح السلام، أي الهدنة، يرمزُ إلى سلام مؤقت، بينما يفسر الطرف الآخر على أنه وقتٌ مستقطع لحزب الله يمكنه من بعده إستئناف القتال”.
وتابع: “الإتفاق الذي تتمّ بلورته لا يطبّق حتى القرار 1701، وكما تقول التقارير فإنه سيتضمّن إنسحاب حزب الله مسافة 10 كيلومترات فقط إلى الخلف”.
وأكمل: “لا يمكن إبعاد حزب الله عن جنوب لبنان، فعناصره يعيشون هناك، واشتروا منازل سكنية في المناطق الجنوبية ونقلوا عائلاتهم إلى أقرب مكان ممكن من الحدود من أجل الانخراط في العمليات العسكرية ضد إسرائيل”.
وأضاف: “إنّ أي بيان بإزاحة حزب الله هو منفصل عن الواقع، وإذا وقعت إسرائيل على اتفاق الاستسلام هذا، فإنَّ العديد من السكان لن يعودوا إلى الشمال، ونحنُ نعلم بالفعل أن الحل المطروح هو مؤقت وسريع الزوال”.
وقال زافي إنه “لا يؤيد الحرب”، مشيراً إلى أن المطلب الأساس هو وصول إسرائيل إلى إتفاق كامل يضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح مع آليات إنفاذ تمكن إسرائيل من الرد على أي تجاوزات.