تتوزع الاهتمامات الحكومية على عدة محاور سياسية ومالية وديبلوماسية، الا أن الملف الطاغي حاليا يتعلق بالنازحين السوريين في ضوء الاستعدادات الحكومية للجلسة النيابية المقررة يوم الاربعاء المقبل التي سيثار خلالها، وفق ما تقول مصادر نيابية بارزة، الى طرح كل الآراء والهواجس من هذا الملف سعيا لبلورة موقف موحد يشدد على ضرورة إعادة النازحين الى سوريا، والتنسيق الكامل بين الحكومتين اللبنانية والسورية، بالتوازي مع تحميل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة في مساعدة لبنان “.
وبحسب اوساط حكومية معنية فان رئيس الحكومة سيرد في مداخلته خلال الجلسة على كل الاستفسارات التي سيطرحها النواب، وايضا سيصّوب كل الاتهامات التي وجهت الى الحكومة، عارضا مسار المفاوضات التي دارت حول هذا الملف مع الرئيس القبرصي، وكذلك مع مفوضة الاتحاد الاوروبي، وصولاً إلى هبة المليار يورو وكيفية رصدها وفي أي اتجاه.
وسيشدد رئيس الحكومة على الرفض المطلق للتوطين، سواءً توطين الفلسطينيين او توطين السوريين، داعيا النواب الى طرح مقاربات عملية لكيفية اعادة النازحين الى بلادهم.
كما سيعرض رئيس الحكومة خلال الجلسة للاجراءات والخطوات العملية التي تقوم بها الحكومة في شأن هذا الملف، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم الكاملة في التعاون لمعالجته”.
ووفق معلومات “لبنان 24″، فقد جرت في الساعات الماضية اتصالات لبنانية- اوروبية لتوضيح العديد من النقاط ومتابعة نتائج زيارة رئيسة المفوضية الاوروبية والرئيس القبرصي الى لبنان”.
أما في الملف الرئاسي، فبدا واضحا ان الاتصالات التي سبقت فترة الاعياد لتحريك هذا الملف قد بلغت مداها، وأن لا انفراج قريبا على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية وكل ما يُضرب من مواعيد لا يتعدى اطار التكهنات والتمنيات.
لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعاد اليوم التأكيد انه “لا يرى ما يمنع من المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية، وفي مقدور اللبنانيين ان يتوافقوا على هذا الأمر”.
ونُقل عن بري قوله “لا مفرّ في نهاية المطاف من الجلوس الى طاولة الحوار او النقاش او التشاور، او تحت اي عنوان يلتقي تحته اللبنانيّون للانتهاء من هذا الأمر، وبالحوار العقلاني والموضوعي وصدق النوايا يمكننا أن ننجز الانتخابات الرئاسية في اقل من عشرة ايام”.
أما في ملف الوضع في الجنوب فكان لافتا قول بري: “إنّ الاتكال هو على المبادرة الأميركية التي يقودها الموفد الرئاسي آموس هوكشتاين، ولذلك تعامل لبنان مع الورقة الفرنسية المتعلقة بالترتيبات التي تقترحها باريس لإعادة الهدوء الى الحدود بطريقة لا تزعج الفرنسيين، إلا أنّ التعويل يبقى على هوكشتاين في انتظار عودته مجدداً الى بيروت”.