كان لافتاً يوم أمس الحدث المتمثل بمحاولة طائرة حربية إسرائيلية من نوع “F16” إعتراض طائرة مسيرة أطلقها “حزب الله” في جنوب لبنان لاستهداف موقع عسكري إسرائيلي.
فيديوهات عديدة تم تناقلها للحادثة، حيث جرى توثيق “حرب جوية” فعلية في سماء الجنوب وتحديداً حينما لاحقت الطائرة الحربية أخرى مسيرة بهدف إسقاطها بواسطة صواريخ اعتراضية.
“حزب الله” أصدر بيانين، الأول أعلن فيه قصف قاعدة بيت هليل العسكرية بطائرة إنقضاضية، مشيرة إلى أن تلك المسيرة نجحت في الوصول إلى هدفها بعدما حاول الطيران الحربي الإسرائيلي اعتراضها.
من جهته، تحدثت صحيفة “معاريف” عن سلاح الطائرات المسيرة التي يمتلكها “حزب الله”، وقالت في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه على إسرائيل أن تتحرّك اليوم وبقوة لخلق معادلة ردع ضدّ كل طائرة من طيار متفجرة يطلقها الحزب.
ولفت التقرير إلى أن “إيران تمكنت من إدخال طائرات بدون طيار إلى جنوب لبنان، وبالتالي تجهيز حزب الله بطائرات انتحارية بدون طيار، وهو السلاح الذي يكسر قواعد اللعبة”، ويضيف: ” هذا الأمر يعيد ذاكرة الجيش الإسرائيلي إلى التهديد السابق الذي استخدمه حزب الله في تسعينيات القرن الماضي قبل الانسحاب من لبنان، والذي كان يتمثل في إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الشريط الأمني”.
ويتابع: “تلك القذائف تستخدمها روسيا ضد الأوكرانيين خلال الحرب المندلعة بينهما، فيما إيران أدخلت سلاحاً جديداً إلى ترسانة الحزب خلال المعركة الحالية. إن تلك الطائرات أسرع من الصواريخ المضادة للدروع وأكثر دقة بفضل نظام التشغيل GPS. هذا هو السبب الذي يجعل الجيش الإسرائيلي يعطل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) كل بضعة أيام، ويرسل تطبيق waze إلى مطار بيروت”.
ويوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي يدرك حجم التحدي الكبير الذي يواجهه، مشيراً إلى أنه إلى أن إسرائيل تسعى لإستغلال أنظمتها الدفاعية الجوية لتدارك هجمات “حزب الله”، وأضاف: “يتعين على مقاتلي الجيش الإسرائيلي حالياً التصرف بطريقة تجعل من الصعب على حزب الله مهاجمتهم وذلك عن طريق التحركات الخفية مع رفع مستوى الحماية الشخصية”.
وختم: “أمام كل ما يجري، يتعين على إسرائيل أن تتحرّك اليوم بقوة وأن تخلق معادلة ردعٍ ضد أي طائرة مسيرة مفخخة ستحلق في السماء باتجاهها، وأن تهاجم بالمقابل هدفاً مؤلماً لحزب الله رداً على ذلك”.