بعد ان استطاع “حزب الله” تشريع عملية إستهدافه لاعمدة التجسس الاسرائيلية أمام الرأي العام اللبناني والعربي، في ظل التصريحات الاسرائيلية عن أن هذه العمليات أدت إلى إعماء جزء كبير من قدرة إسرائيل الاستطلاعية، كثف في الايام الماضية العمليات العسكرية التي تستهدف التجهيزات التقنية، اذ استهدف بشكل مكثف قاعدة ميرون البالغة الاهمية والمنطاد الاكثر تطوراً في إسرائيل قرب طبريا إضافة الى البالون التجسسي في الجليل
تمكن الحزب من التحرك عسكرياً والقيام بإستهدافات لم يكن يستطيع القيام بها في ظل وجود القدرات الإستطلاعية الاسرائيلية، وهذا الامر ساهم أيضاً في تخفيف عدد شهداء الحزب إلى الحد الأدنى جنوباً، بإستثناء عمليات الاغتيال التي تنفذها طائرات الإستطلاع الاسرائيلية والتي يحاول الحزب الحدّ من قدراتها عبر إستهدافها بين فترة وأخرى من دون أن يكشف عن قدراته في الدفاع الجوي.
لكن، يبدو أن حراك “حزب الله” العسكري في الايام الماضية بدأ يقلق إسرائيل بشكل فعلي، اذ قالت وسائل اعلام إسرائيلية أن الحزب يحاول إعماء الجيش الإسرائيلي ويقوم بإستهداف الكاميرات عند الحدود ومن ثم استهداف وحدة المراقبة الجوية في ميرون وإنزال المنطاد في أدميت وضرب المنطاد الأهم بالنسبة للجيش قرب طبريا، “هل يخطط “حزب الله” لشيء ما؟”، يبدو أن هذا السؤال هو الأبرز اليوم في ظل تراجع إحتمالات قيام إسرائيل بالمبادرة بإتجاه توسيع المعركة.
بحسب مصادر مطلعة فإن “حزب الله” يقوم بتوجيه ضربات ردعية، أي أنه يريد إيصال رسائل الى إسرائيل تقول بأنه قادر على الوصول إلى أي نقطة يريدها مهما كانت محصنة، وثانياً يريد إعماء الجيش الاسرائيلي مما يصعب عليه إتخاذ قرارا بتوسيع الحرب وثالثاً يقوم الحزب بإستعراض قوته في مجال المسيرات الذي لم تستطع تل ابيب ايجاد حل لها بعد، من هنا يمكن القول أن هجمات الحزب اليوم ليست تمهيداً لعمل عسكري بل محاولة واضحة لتأكيد المؤكد وانهاء اي احتمال يدفع اسرائيل لتوسيع الحرب.
وتقول المصادر أن “حزب الله” لديه مصلحة كبرى بترك الامور على حالها وعدم توسعها، لانه عملياً سيخرج من هذه المعركة سليما بالكامل تقريباً، اذ لم يتعرض لخسائر على صعيد البنى التحتية العسكرية وبقية مراكزه ومؤسساته في كامل لبنان من دون اضرار ولم يتعرض البلد لحالة شاملة من الدمار، في المقابل فإن إسرائيل تعاني بشكل كبير من أزمة حقيقية على صعيد بنيتها العسكرية المنهكة في غزة والدمار الاقتصادي في الشمال وغيرها من الاضرار، وبالتالي فإن الحزب يفضل عدم التعرض لاي اضرار لان ذلك يساعده في الاستمرار بردم الهوة بينه وبين تل ابيب في السنوات المقبلة.
في سيناريو مثالي يتمكن الحزب من انهاء المعركة وفق الظروف الحالية، لانه سيتمكن من اعلان نصر صريح، عسكريا من خلال ما تمكن من فعله في الاسابيع الاخيرة، وسياسيا لانه سيختم المعركة بتحقيق أهدافه التي اعلن عنها عند بدايتها، اي وقف الحرب على غزة. في المقابل لن تتمكن اسرائيل من تحقيق اي من اهدافها مثل انسحاب “حزب الله” الى شمال نهر الليطاني.