حرب استنزاف لا سقف لها

28 مايو 2024
حرب استنزاف لا سقف لها


كتب ابراهيم بيرم في “النهار”: معلوم ان “حزب الله” ومنذ ان اطلق السيد حسن نصرالله تهديده لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، اطلق خطابا سياسيا اعلى وتيرة من ذي قبل يقوم على قواعد مشتركة “اننا الاقوى في الصراع مع كل ما نملك من امكانات وقدرات سواء في لبنان او في فلسطين، ولا بد لهذا العدو في نهاية المطاف وفي وقت لم يعد بعيدا من ان يتجرع كأس الهزيمة”.

واستكمالا لهذا الخطاب التصعيدي من جانب الحزب، أتى اجتماع طهران الذي جمع القيادة العليا للحرس الثوري الايراني وفيلق القدس فيه مع قيادات مكونات “محور المقاومة”. اللقاء الذي كان الاول من نوعه يجمع ممثلي الفصائل الفلسطينية مع ممثلي “انصار الله” (الحوثيين) و”حزب الله” والفصائل العراقية (غاب اي تمثيل لسوريا) اريد له ان يرقى الى مرتبة الحدث وان يكون عبارة عن عملية استعراض قوة المحور.

ويقول الباحث السياسي والاكاديمي نسيب حطيط “ان المقاومة في لبنان التي اطلقت حربها على الحدود الجنوبية تحت عنوان المساندة لتخفيف الضغوط عن غزة والضفة، اضافت في الآونة الاخيرة هدفا آخر الى اهدافها وهو تحذير العدو واستعراض القوة والقدرات التي مازالت متوافرة عندها او في صندوق مفاجآتها. كما ان المقاومة تريد من وراء هذا النهج تحقيق ردع العدو عن اي حماقة قد يرتكبها من خلال اجتياح لبنان مرة رابعة او التفكير بذلك”.

ويضيف: “من خلال نهج حرب الاغتيالات يستعيض العدو حتى الآن عن الاجتياح البري الواسع للاراضي اللبنانية وذلك وفق استراتيجية تقوم على هدم الجسور القيادية التي تربط القيادة المركزية للحزب بعناصر التنفيذ على ارض الميدان، والعدو يعتمد في هذا النهج على المعلومات التي يحصل عليها من خلال الرقابة الجوية المستمرة منذ عام 2006 وعلى منظومة الاقمار الاصطناعية المتطورة فوق كل لبنان، اضافة الى خرقه منظومة المعلوماتية والاتصالات في الداخل اللبناني والذي يتيح له الحصول على معلومات عن كل من يريد وعن تحركاتهم”.

فضلا عن ذلك، يؤكد حطيط “ان العدو نجح في تجفيف البحر البشري للمقاومة عبر تهجير سكان القرى والبلدات الحدودية والحافة الامامية، ما سهّل عليه ملاحقة المقاومين ورصد تحركهم وهو امر يحصل للمرة الأولى”.

وما تحدث عنه حطيط يختزله خبير استراتيجي آخر بالشأن الجنوبي بالقول: “ان ما يجري الآن هو حرب استنزاف لا سقف لها. يستطيع العدو الحاق الاذى والضربات الموجعة بالمقاومة لكنها ليست ضربات حاسمة من شأنها ان تظهره منتصراً”.