كتب علي ضاحي في” الديار”: عادت الحركة السعودية “لتخمُد” في لبنان، بعد حركة لافتة للسفير السعودي وليد البخاري في نيسان والنصف الاول من ايار الجاري. فمنذ اكثر من اسبوع، ومع غياب اي نشاط معلن للبخاري، باستثناء لقاءات اجتماعية ومجاملات لبعض القوى السنية والمسيحية المحسوبة “اقتصادياً” وسياسياً على المملكة، لم يسجل له اي حركة علنية ، وسط معلومات عن قرار سعودي ومركزي من قصر اليمامة بوضع الساحة اللبنانية على “لائحة الانتظار”( on hold)، كما تنقل اوساط سنية واسعة الاطلاع على الموقف السعودي.
وتشير الاوساط التي التقت اخيراً عدداً من زوار الرياض اللبنانيين، ومنهم شخصيات نيابية وسياسية ودينية حيث ادى بعضهم مناسك العمرة، ان الاجواء في الرياض لا توحي بأي جديد لبناني، وان كل ما يحكى عن حراك سعودي رئاسي منفصل عن حركة “الخماسية” ليس صحيحاً. وتلفت الى ان الرياض مقتنعة تماماً ان لا حل في لبنان من دون حلول في المنطقة، وان الملف اللبناني متداخل مع الاقليم ومع ملفات المنطقة، ولا يمكن عزله عما يحصل في غزة.
وتلفت الاوساط الى ان الرياض تصبّ اهتمامها حالياً على ترتيب اوضاعها في المنطقة، وتعول كثيراً على التقارب مع ايران ، وتنظيم الاختلافات في بعض الملفات وتجزئتها لحلها.
وتكشف الاوساط ان الجانب السعودي يحصر حركته الحالية في لبنان بوجود السفير في لبنان، وتخصيصه بعض الوقت للتواصل السياسي الروتيني المعتاد، ولقاء بعض الشخصيات والمرجعيات الدينية وغير الدينية دون غيرهم.
وتكشف اوساط سنية دينية تواصلت في الايام الماضية مع المفتي دريان، ان الاخير اكد ان باب دار الفتوى مفتوح للجميع وليس مغلقاً امام احد، ولا يفرق بين نائب وسياسي او رجل دين، انما الظروف الحالية تفترض الاهتمام بشوؤن المسلمين الدينية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، وتعزيز مؤسسات دار الفتوى وتأمين مصادر تمويل لها للاستشفاء والطبابة للمشايخ وغيرها، بالاضافة الى اكمال المسار المؤسساتي وملء الشواغر فيها.