صدر عن الجمعية العامّة للأمم المتحدة إعلان تاريخي للألفية في عام 2000 للعمل على تحقيق أهداف للتنمية في العالم.
ونادى مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية في ريو دي جانيرو عام 2012 لتطوير أهداف الألفية إلى مجموعة جديدة من أهداف التنمية المستدامة.
وقد تبنّت الجمعية العامّة للأمم المتحدة في عام 2015 إعلاناً تضمّن تحقيق 17 هدفاً للتنمية المستدامة (القضاء على الفقر – القضاء التام على الجوع – الصحة الجيدة والرفاه – التعليم الجيد – المساواة بين الجنسين – المياه النظيفة والنظاقة الصحية – طاقة نظيفة وباسعار معقولة – العمل اللائق ونمو الاقتصاد – الصناعة والابتكار – الحد من اوجه عدم المساواة – مدن ومجتمعات محلية مستدامة – الاستهلاك والانتاج المسؤولان – العمل المناخي – الحياة تحت الماء -الحياة في البر – السلام والعدل والمؤسسات القوية – عقد الشراكات لتحقيق الاهداف) على امتداد الفترة 2015-2030.
تعتبر مؤسّسات التعليم العالي محرّكات لتحقيق مجموعة كاملة من الأهداف من خلال دورها المحوري في إنتاج المعرفة والابتكار.
وبهذا تبرز الجامعات كنماذجٍ للاستدامة نظراً لمسؤوليّتها المجتمعية في تدريب المهنيين والقادة المستقبليين وتحفيز الوعي العام حول فكرة الاستدامة.
نظراً لأنّ مؤسّسات التعليم العالي هي جهات فاعلة رئيسية في سياق الاستدامة العالمية، فإنّ فهم إسهاماتها في أهداف التنمية المستدامة وتصنيفها تبعاً لذلك يعدّ أمراً حيويّاً وهامّاً.
في هذا السياق تمّ إطلاق تصنيف التايمز للتأثير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في عام 2019 كأوّل تصنيفٍ عالميٍّ على مستوى المؤسّسات يهدف إلى قياس اسهامات مؤسّسات التعليم العالي في كلٍّ من الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة. على الرغم من حداثة هذا التصنيف، إلّا أنّه أثار اهتمام مؤسّسات التعليم العالي عالمياً لقياس اسهاماتها المرتبطة بالأهداف السبعة عشر.
يتبع تصنيف التايمز لتأثير الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة منهجية معقّدة تشمل العديد من المقاييس والمؤشّرات المركّبة تتكوّن من مستويين دقيق وكلّي دون أن تشترط أي متطلّبات بحثية دنيا.
تمّ نشر نتائج تصنيف التايمز لتأثير الجامعات لسنة 2024 في 12 حزيران 2024 حيث يضمّ 2152 جامعة من 125 دولة وقد تصدّرت جامعة ويسترن سيدني في استراليا القائمة للعام الثالث على التوالي.
وقد ضمّت لائحة أفضل عشر جامعات في القائمة 4 جامعات من أستراليا، جامعتين من المملكة المتحدة، جامعتين من كندا، جامعة من الولايات المتحدة الأميركية، وجامعة من الدانمارك.
مع الإشارة إلى أنّ الهند هي الدولة الأكثر تمثيلاً في القائمة من خلال 96 مؤسّسة.
أمّا بالنسبة للبنان، فقد تضمّن التصنيف تسعة من جامعاته جاء تصنيفها على النحو التالي:
1. الجامعة الأميركية في بيروت في المرتبة 201-300
2. جامعة الروح القدس الكسليك في المرتبة 201-300
3. جامعة بيروت العربية في المرتبة 301-400
4. الجامعة اللبنانية في المرتبة 301-400
5. الجامعة اللبنانية الأميركية في المرتبة 401-600
6. الجامعة الحديثة للادارة والعلوم في المرتبة 601-800
7. الجامعة اليسوعية في المرتبة 601-800
8. الجامعة الاسلامية في المرتبة 801-1000
9. جامعة البلمند في المرتبة 1001-1500
تميّزت مؤسّسات التعليم العالي اللبنانية المذكورة في المساهمة في التنمية المستدامة العالمية من خلال التفوّق في مجموعة متنوّعة من أهداف التنمية المستدامة والتزامها بمعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في هذه المجالات آملين مشاركة عدد أكبر من الجامعات اللبنانية في المستقبل لتعزيز دور ومكانة الجامعات اللبنانية في المساهمة في التغيير الإيجابي المستدام على مستوى العالم.
