هذا ما فعله فيديو الهدهد بإسرائيليين.. تقريرٌ من تل أبيب يكشف

19 يونيو 2024
هذا ما فعله فيديو الهدهد بإسرائيليين.. تقريرٌ من تل أبيب يكشف

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدّثت فيه بإسهاب عما تركه فيديو “طائرة الهدهد” الذي نشره “حزب الله”، أمس الثلاثاء، وأظهر قيام طائرة من دون طيار بتصوير مناطق إستراتيجية إسرائيلية لاسيما مواقع عسكرية في منطقة خليج حيفا.

 

ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ تلك الطائرة كانت تحملُ كاميرا من نوع “Go Pro” كما أنها لم تكن مفخخة، ولو كانت كذلك، لكان من الممكن إسقاطها، ويضيف: “بحسب ما تبين، فإن ما قامت به الطائرة جاء خلال الأسبوع الماضي، إذ تم إطلاق 3 طائرات من دون طيار في المجمل من لبنان. ما حصل هو إنه تم إسقاط إحدى هذه الطائرات، بينما الأخرى اختفت عن نطاق رصد الرادار وربما سقطت في البحر، بينما الثالثة أكملت مهمتها وصوّرت ميناء حيفا”.

 

في غضون ذلك، يقول مركز “ألما” الإسرائيلي للدراسات الأمنية إنَّ الاحتمالات المطروحة هو أن الطائرة من دون طيار التي وصلت إلى خليج حيفا هي من طراز هدهد- 1 مصنوعة في إيران، وهي طائرة من دون طيار صغيرة الحجم، مشابهة في الشكل إلى تيسان – وتستخدم للاستطلاع والتصوير، ويبلغ نطاق تشغيلها بضع عشرات من الكيلومترات، ويمكنها البقاء في الهواء لمدة ساعة ونصف تقريباً”.

 

ويقول التقرير إنَّ “الجيش الإسرائيلي يعرف وحدة حزب الله الجوية التي أرسلت الطائرة من دون طيار، في حين أنهُ يقوم بالعمل ضدها”، وأضاف: “خلال الساعات الماضية، هاجم الجيش الإسرائيلي مجموعات من الوحدة، ولكن ليس تلك التي أطلقت طائرة الهدهد إلى خليج حيفا. مع ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يحاول تتبع موقع إطلاق الطائرات من دون طيار في الأراضي اللبنانية وبالتالي إلحاق الضرر بمشغلي الوحدة”.

انزعاجٌ شديد

 

وتلفت “يديعوت أحرونوت” إلى أنه على الرغم من أن وظيفة الطائرة المسيّرة هي التصوير الفوتوغرافي، إلا أن رؤساء المستوطنات الإسرائيلية قالوا الليلة الماضية إنهم شعروا بالانزعاج من الفيديو الذي نشرهُ “حزب الله”، داعين في الوقت نفسه إلى محاولة تجنّب الذعر الذي يحُاول حزب الله زرعه من خلال ما ينشره من مقاطع مُصورة.

وكان رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، أول من نشر ردا على ما ظهر في الفيديو، بما في ذلك صور لميناء حيفا، وخليج حيفا، ومركز رمبام الطبي، وحي بات غاليم، وقال: “أطالب الحكومة الإسرائيلية بوضع خطة للدفاع الشامل عن حيفا وإيجاد الحل العسكري لإزالة التهديد من الشمال. أتساءل لماذا لم يتكلف رئيس الأركان والقيادة العليا للجيش الإسرائيلي عناء زيارة حيفا منذ بداية الحرب والاستماع إلى الإدارة البلدية عن احتياجاتنا وأنشطة الجيش الإسرائيلي لتحقيق أقصى قدر من الحماية لمئات الآلاف من سكان حيفا المقيمين؟”.

تقول “يديعوت” إنه من الأحياء التي ظهرت في الفيديو  هو حي سافيوني يام في كريات يام بجوار مصنع رافائيل. هنا، يقولُ ميدي، أحد سكان الحي منذ 13 عاماً: “شاهدت هذا الفيديو عبر وسائل الإعلام. من المزعج جداً أن يتمكن حزب الله من تصويرنا من الأعلى. من الواضح بالنسبة لي أن هذا الاحتمال موجود دائماً، لكنني إنني منزعج من مدى السهولة التي فعلوا بها ذلك، وتبين أن لديهم وسائل لا تقل تطوراً عن وسائلنا”.

 

ويتابع: “كان هذان اليومان هادئين ثم عاد إطلاق النار. وهذا يدل على أن هذه حرب حقيقية. إنهم يحاولون إخافتنا، ويجب ألا نتجاهل تهديداتهم”.

 

من ناحيته، يقول روي ليفي، رئيس بلدية مدينة نيشر القريبة من حيفا، لموقع “واي نت” إن “هذا الفيديو يجب أن يذكرنا بقدرة حزب الله على ضرب خليج حيفا، وضرورة أن يظل المواطنون يقظين وأن يكونوا مستعدين لأي سيناريو. هذا هو نداء آخر للاستيقاظ للحكومة للتحرك وإزالة التهديد”.

 

ويظهر الفيديو أيضًا أحياء في مدينة كريات بياليك، بما في ذلك منطقة مدرسة أورت بياليك. وفي هذا الإطار، يقول العمدة إيلي دوكورسكي: “إن سهولة اختراق أدوات حزب الله لأنظمتنا الدفاعية بهذه السهولة وبشكل متكرر هو أمر مزعج للغاية. أقترح أخذ هذا الفيديو على محمل الجد”.

 

وأضاف دوكورسكي أنه من الواضح له أن بدء الحرب في الشمال ليس حدثاً بسيطاً ومعقداً وصعباً، وأردف: “نريد أن نعرف أن هذه المنطقة محمية بأفضل طريقة ممكنة. إنني منزعج من السهولة التي تصل بها الطائرات من دون طيار إلينا. بالنسبة لي، هذا غير مقبول، ونحن نطلب الإجابات. نحن واثقون من القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي، لكنني أريد أن أعرف أن القدرات الدفاعية موجودة أيضًا ويتم الحفاظ عليها”.

 

بدوره، يقول المستوطن الإسرائيلي آماه عوفاديا: “شاهدت الفيديو. أنا أعمل في مجال الوساطة وأعرف معظم الأحياء. كان من المزعج رؤية هذه الصور. ليس لدي أي فكرة عن تاريخ التقاطها. إنها إنه أمر مقلق للغاية ولكن دعونا نأمل في الأفضل. نحن نعلم أن الجيش الإسرائيلي قوي، ومن المثير للقلق أن نكتشف أن هناك أحد أعدائنا ينظر إلينا بازدراء. آمل أن نحصل قريبًا على الحماية من هذه الأدوات، لأنني لا أستطيع أن أتخيل هجومًا كبيراً يضم 300 أداة من هذا القبيل. كيف تتعامل مع ذلك؟”.

 

وتابع: “لم أكن أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك وضع حيث ستأتي طائرة من دون طيار من لبنان إلى كريات وحيفا، وتلتقط الصور وتعود إلى لبنان. إنه أمر مقلق للغاية، خاصة عندما ترى كل القوات الموجودة لدينا في الشمال”.

المصدر:
ترجمة “لبنان 24”