نشر موقع “calcalist” الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن كيفية نجاح “حزب الله” في إطلاق الطائرات المُسيرة باتجاه عُمق إسرائيل، في وقتٍ لم يستطع فيه الآخرون ذلك.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إن مختلف الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، حاولت إطلاق طائرات من دون طيار إنتحارية باتجاه إسرائيل، مشيراً إلى أن طائرات “حزب الله” فقط هي التي تمكنت من تجاوز الدفاعات الجوية وضرب إسرائيل فعلياً.
ورأى التقرير أنّ مكافحة الطائرات من دون طيار من النوع الذي تعاني منه إسرائيل، هو أمرٌ جديد نسبياً، فيما لا يزالُ الخبراء يُناقشون أفضل طريقة للتعامل مع تلك الطائرات.
ويلفت التقرير إلى أنهُ من السهل الاعتقاد بأنّ طائرات “حزب الله” من دون طيار تخترقُ وتفاجئ المنظومة الدفاعية الإسرائيلية لأنها تأتي من مسافة قصيرة جداً قد تقل عن 10 كيلومترات، ويضيف: “أما بالنسبة للطائرة الإنتحارية من دون طيار، فإنَّ الحد الأقصى لزمن الرحلة هو دقيقتان ونصف الدقيقة”.
وأكمل: “لقد رأينا بالفعل أنَّ الجيش الإسرائيلي يتعامل بشكل أفضل مع الطائرات من دون طيار التي تصل من مسافة طويلة، وهناك ما يكفي من الوقت لتحديد موقعها وتعقبها والتعامل معها. على هذا الأساس، تمّ التعاطي مع هجوم إيران على إسرائيل يوم 14 نيسان الماضي، حينما أطلقت طهران سرباً من الطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل وجرى اعتراض أغلبها”.
وأكمل: “لقد أسقطت الطائرات المُقاتلة الإسرائيلية، بمساعدة الأصدقاء أبرزهم الولايات المتحدة وبريطانيا، نحو 185 طائرة من دون طيار إيرانية، ولم تتمكن أي طائرة من رؤية أرض إسرائيل”.
وتابع: “بالنسبة لحركة حماس، فقد أطلقت طائرة من دون طيار متفجرة تُسمى الزواري، وهي أداة مبتكرة وخطيرة للغاية ويتمّ إطلاقها من مخابئ تحت الأرض في بعض الأحيان، من مدى أقل من 4 كيلومترات، لكن هذه الطائرة لم تُصب أهدافها”.
وأكمل: “بالإضافة إلى ذلك، فإن المدى الطويل لا يضمن نجاح الاعتراض، فهناك مجموعات في العراق أطلقت طائرات شاهد 101 المسيرة، وتمكنت من ضرب منطقة إيلات مرتين”.
وأضاف: “بالنسبة لحزب الله، فإنه ربما يمتلك طائرات من دون طيّار تستطيع المراوغة أكثر من غيرها، فكلما كانت الطائرة من دون طيار أصغر حجماً ولديها قدرة على تجنب موجات الرادار، كلما كان الأمر أكثر صعوبة لتحديدها وتتبعها”.
وذكر موقع “calcalist” أيضاً أنَّ أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي تعمل على تكوين شبكة تغطي عدة رادارات عديدة، وبالتالي استقبال الردود من نفس الإتجاه واكتشاف حركة مشبوهة في الهواء، وتابع: “مع هذا، فإنّ الطائرات من دون طيار ذات المساحة السطحية الصغيرة والتي تتضمن على سبيل المثال، جناحاً طائراً ليس له ذيل، سيجري استكشافها لاحقاً أكثر من غيرها عندما يكون هناك عدد أكبر من الرادارات الموجودة التي تعمل على تغطية المجال الجوي”.
وأردف: “هناك عامل آخر وهو المادة التي تُصنع منها الطائرات من دون طيار، فالطائرات الخفيفة قد يكون من الصعب اكتشافها بسهولة”.
ويقولُ التقرير أيضاً إنّ “حزب الله” لا يمتلك طائرة من دون طيار مناسبة للتخفي، في حين أنه يستخدم في الغالب طائرات من نوع “أبابيل” و “صماد 2″، وهي طائرات صغيرة نسبياً لكن يمكن اكتشافها بالتأكيد، وتابع: “إسرائيل تعرف هذه الأمور لأنها أسقطت هذه الطائرات في الماضي، وأيضاً لأن الحوثيين كانوا يطلقون صماد 2 باتجاه السفن في البحر الأحمر لمُدّة 8 أشهر، وبما أن سفن البحرية الأميركية تتحرك، غالباً ما يتم إسقاط طائرات صماد”.
كذلك، يوضحُ التقرير أيضاً أنّ هناك سمة أيضاً تؤثر على مدى اكتشاف الطائرات من دون طيار، وترتبطُ بـ”ارتفاعها في الجو”، ويقول: “كما نعلم، فإن كوكبنا كروي، لذا كلما حلقت الطائرة من دون طيار على مستوى منخفض، كلما زاد وقت تخفيها”.
مع هذا، يقول التقرير إن هناك سمة ترتبط بنمط طيران الطائرات من دون طيار، مشيراً إلى أن المركبات التي تقوم بمناورات وتعرجات سيكون من الصعب تتبعها، وسيكون التنبؤ بمسارها أكثر تعقيداً، مما يؤثر على فعالية الاعتراض، ويُكمل: “في الوقت نفسه، فإنّ هذا لا يلعب دوراً أيضاً، فمختلف الجماعات المسلحة تُطلق طائرات من دون طيار في خطوط مستقيمة قدر الإمكان، لتقصير زمن الرحلة وتقليل التعرض لعمليات الإعتراض، وهذا صحيح أيضًا في لبنان وغزة واليمن وإيران والعراق”.
ويتحدث “calcalist” عن التوقيع الإستخباراتي، أي ما يحتاج العدو إلى فعله لإطلاق طائرة من دون طيار وتشغيلها ومدى سهولة إستيعابها والاستعداد لها، ويضيف: “العامل المذكور يتأثر بالتضاريس وطريقة الخصم العمليّة بالإضافة إلى الأهداف التي تريد الطائرة التوجه إليها والتكنولوجيا المعتمدة وأكثر من ذلك”.
ويعتبر التقرير أنّ “حزب الله ماهرٌ جداً في إخفاء خطواته”، مشيراً إلى أنه “يتم وضع الطائرات من دون طيار مُسبقاً في نقاط إطلاق مموهة أو يتمّ إحضارها إليها بطريقة سرية للغاية وتكونُ الأدوات نفسها صغيرة بما يكفي لوضعها في عربة صغيرة”.
ويشير تقرير “calcalist” إلى أنَّ إيران صمّمت الطائرات من دون طيار بطريقة مقصودة من ناحية الوزن والخفيّة وطريقة الاطلاق، وذلك كي يتمكن أي شخص من إطلاقها من دون الكثير من الاستعدادات أو المعدات”.
وفي سياق الكلام، يطرح “calcalist” السؤال التالي: “لماذا ينجح حزب الله فيما يفشل مشغلو الطائرات من دون طيار الآخرون من الجماعات المسلحة؟”، ويضيف: “هناك تكنولوجيا تتيح اكتشاف الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض وتصفية الأرض إلى حد ما لتتبعها بشكل أكثر كفاءة، لكننا ما زلنا لا نعرف كيفية الرؤية عبر الجبال. فعلياً، تعد وديان لبنان مساراً مناسباً جداً للطائرات من دون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض”.
ويقول التقرير إن الحل عند الحدود مع لبنان للطائرات من دون طيار، سيأتي من خلال مجموعة من أجهزة الاستشعار الرادارية والبصرية، والتي ستعمل على تحسين أوقات استجابة بطاريات القبة الحديدية؛ فهي التي تدمر معظم الطائرات من دون طيار، وما سيساعدها على إطلاق النار بشكل أسرع هو الذي سيفي بالغرض”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”