عملاء لحزب الله داخل دولة.. باحث إسرائيلي يحدّدها!

23 يونيو 2024
عملاء لحزب الله داخل دولة.. باحث إسرائيلي يحدّدها!

نشرت صحيفة “ميديا لاين” تقريراً تطرّقت فيه إلى وضع الجبهة المشتعلة بين لبنان وإسرائيل ومدى إمكانية تدهور الوضع إلى صراع كبير، وسط تهديدات أطلقها أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله مؤخراً بضرب قبرص، في حال قرّرت مساعدة إسرائيل خلال أي حرب تشنها الأخيرة ضدّ لبنان.

 

ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، نشر “حزب الله” مقطع فيديو قال إنه لقطات لإحدى طائرات الاستطلاع من دون طيار التابعة له وهي تحلق فوق مدينة حيفا البعيدة نسبياً عن الحدود مع إسرائيل، وقد أظهرت اللقطات أحد أهم الموانئ البحرية الإسرائيلية والذي يضم أهدافاً عسكريّة حسّاسة.

 

وأكمل: “لقد صدرت تهديدات نصرالله بينما كان المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين في المنطقة، في واحدة من محاولاته الدبلوماسية المكوكية العديدة للتوسط في حل بين إسرائيل وحزب الله”.

 

وتابع: “لقد انضم حزب الله إلى حرب حماس على إسرائيل بعد ساعات فقط من قيام الأخيرة المتمركزة في غزة، بشنِّ هجومٍ مُفاجئ على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول من العام الماضي. وحينها، تعهد نصرالله بمساندة غزة، وبدأ على الفور بإطلاق الصواريخ واستخدام الطائرات من دون طيار المتفجرة التي تستهدف شمال إسرائيل. لقد قال نصرالله مراراً وتكراراً إنَّ حزبهُ لن يتوقف عن إطلاق النار حتى تنتهي الحرب في غزة”.

 

وينقل عن الباحث الإسرائيلي داني سيترينوفيتش قولهُ: “هناك عقدة غائرة بين الحرب في غزة والصراع في الشمال، وتهديدات نصرالله الأخيرة تهدف إلى تذكير إسرائيل بأنها لا ينبغي أن تفكر في الفصل بين الساحتين”.

 

وأضاف: “رسائل نصرالله كانت تهدفُ إلى توضيح أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل المتاحة له وتحضير الشعب اللبناني لتصعيدٍ مُحتمل”.

 

ويقول التقرير إنّ إسرائيل اغتالت في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أحد أكبر قادة “حزب الله” وهو طالب عبدالله، ما أدى إلى ارتفاع حاد في إطلاق الحزب للصواريخ باتجاه إسرائيل، ما قد يدفع الجانبان (إسرائيل وحزب الله) إلى حافة الهاوية، فكل منهما يهدّد بحرب شاملة إذا تصاعدت الأحداثُ بشكلٍ أكبر.

 

واعتبر التقرير أنَّ أي انحراف عن قواعد الاشتباك غير المكتوبة التي اعتمدها الجانبان من شأنه أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين أو أن الهجوم على أهداف أعمق داخل المنطقتين يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب كبرى، حرب لديها القدرة على اجتياح الشرق الأوسط بأكمله في المنطقة بنيرانها. 

 

وبحسب التقرير، فإنّ “حزب الله” يُعد عدواً أقوى بكثير من حركة “حماس” ومن هنا يأتي الحذر الإسرائيلي، معتبراً أن الحزب يمتلك ترسانة صاروخية هائلة، كما أن جنوده مدربون على العمليات البرية. 

 

من جهته، يقول المحلل الإسرائيلي أميتسيا برعام إن “حزب الله وإسرائيل يلعبان بالنار في المنطقة، وعندما تقوم بذلك فإنه لا يمكنك ضمان السيطرة”، وأضاف: “إذا قرر أحد الطرفين التصعيد ولا يستطيع الآخر تجاهله، فقد يتدهورُ الأمر إلى صراعٍ أكبر”.

 

وبحسب برعام، فإن فرص حدوث مزيد من التصعيد ضئيلة، مع وجود دليل على مرور 8 أشهر “سيطر فيها الجانبان إلى حد كبير على الوضع”.

 

ماذا عن تهديد “حزب الله” لقبرص؟

 

ورأى التقرير أنَّ التهديدات التي أطلقها “حزب الله” ضد قبرص جديدة، ومن المُرجّح أنها محاولة للتفاخر بقدرات “حزب الله” على الوصول إلى أماكن أخرى. 

 

ويزعم برعام في حديثه عن وجود عددٍ كبير من عملاء “حزب الله” السريين في قبرص، والذين من المرجح أنهم أبلغوا نصرالله بشأن التعاون الإسرائيلي – القبرصي، ويضيف: “إن نصرالله يحذر قبرص لجعلها تبقى خارج الصراع، لكنه لن يتردد في الهجوم إذا علم على وجه اليقين أن الجزيرة تقدم لإسرائيل مُساعدة عسكريّة مُباشرة”. 

 

بدوره، يقول سيترينوفيتش لصحيفة “ميديا لاين”: “التهديد من حزب الله لقبرص يُمثل تطوراً مُفاجئاً، وهذا قد يعني أن نصرالله يقدر أن الحرب أصبحت أقرب من أي وقت مضى ويريد ردع كل من إسرائيل وقبرص”.

 

وختم: “من دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فإن احتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله سيزداد، سواء كان ذلك بسبب الضغوط الداخلية أو ديناميكية الصراع. في النهاية، يمكن أن يتمزق الحبل، وبمجرد أن يحدث ذلك، سنشهدُ على تصعيد لا يمكن إيقافه”.

المصدر:
ترجمة “لبنان 24”