يتصاعد الخوف من توسع الحرب بين اسرائيل و”حزب الله” وسط تهديدات متبادلة ليس من الطرفين وحسب، بل حتى من راعييهما الاقليمي والدولي. فبعد تهديد ايران الصريح يوم الجمعة عبر بعثتها إلى الأمم المتحدة، سُرّب أمس تهديد أميركي يؤكد دعم اسرائيل في حال توسعت الحرب مع الحزب، ولا يمكن معرفة ما اذا كان هذا يعني ضوءاً أخضر أميركياً لتل أبيب لتوسيع الحرب أم لا، علماً أن واشنطن لطالما جهدت لمنع الحرب الشاملة على طول الخط الأزرق، إلا أنها بعدما وصفت الزيارة الأخيرة لموفدها آموس هوكشتاين إلى بيروت وتل أبيب بـ “المخيبة للآمال”، وكشف “حزب الله” خلالها عن “هدهده”، فقد تعيد دراسة موقفها، وتسعى الى الضغط على الحزب بالديبلوماسية والحرب في الوقت نفسه.
الميدان
على الرغم من أن الميدان الجنوبي شهد هدوءاً نسبياً أمس، إلا أن الاغتيالات استمرت بحيث أغارت مسيّرة على سيارة رباعية الدفع على مدخل بلدة الخيارة في البقاع الغربي، وأعلن الجيش الاسرائيلي “اننا استهدفنا القيادي في الجماعة الاسلامية وحماس في لبنان أيمن غطمة الذي كان مسؤولاً في مجال إمداد السلاح لحركة حماس”، والذي نعته “الجماعة”. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش نفّذ محاولتي اغتيال في لبنان وغزّة في الوقت نفسه لكنه ينتظر التأكد من النتيجة، ولفتت القناة 12 الاسرائيلية الى أن هدف عملية الاغتيال في غزة هو القيادي في حركة “حماس” رائد سعد الذي قتل.
وفي تطور آخر، أغارت مسيّرة على أحد البساتين الواقعة عند المدخل الشرقي لمدينة صيدا بإطلاق صاروخ، أحدث حفرة في مكان سقوطه، فيما لم يفد عن وقوع اصابات.
وكان القصف المدفعي الاسرائيلي طاول بلدة الخيام حي المسلخ، كما استهدف تلة العزية في أطراف دير ميماس وكفركلا. وأغار الطيران الحربي ظهراً، على بلدة يارون بصاروخين من نوع جو-أرض، وسجلت سلسلة غارات على راميا وخلة وردة في عيتا الشعب ويارون، كما تعرضت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب لقصف فوسفوري.
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه “استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة”، واستهدف مبانٍ يستخدمها الجنود الاسرائيليون في مستعمرة المطلة، وكذلك موقعي الرمثا في تلال كفرشوبا، وزبدين في مزارع شبعا.
دعم أميركي
وكانت شبكة “سي إن إن” نقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله بأن مسؤولين أميركيين طمأنوا وفداً من كبار المسؤولين الاسرائيليين الى استعداد إدارة الرئيس جو بايدن لدعم إسرائيل إذا اندلعت حرب شاملة بينها وبين “حزب الله”.
وأكد المسؤول أنه على الرغم من عدم إمكان توفير قوات أميركية على الأرض، فإن إدارة بايدن جاهزة لتقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش الاسرائيلي في حال اندلاع حرب أوسع بين الطرفين.
وذكرت الشبكة أن هذه التأكيدات جاءت خلال اجتماع مسؤولين أميركيين مع وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبي اللذين يزوران واشنطن.
وشارك المسؤولان هذا الأسبوع في سلسلة اجتماعات مع مسؤولي الادارة الأميركية مثل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومنسق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض بريت ماكجورك.
ويأتي التقرير في أعقاب تهديد إيراني، اذ قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة، إن “حزب الله” لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة إسرائيل، محذرة من أن “الوقت ربما قد حان للتدمير الذاتي لذلك النظام غير الشرعي”.
إلى ذلك، قال مسؤول دفاعي في المكتب الاعلامي في عمليات سلاح البحرية في البنتاغون، في تصريح لـ “سكاي نيوز” إن حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” ستغادر البحر الأحمر وتتوجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، في مهمة تقضي بدعم أي عمليات عسكرية قد تفرضها التطورات بين لبنان وإسرائيل.
ويأتي هذا القرار ضمن التحركات الاستراتيجية للقوات الأميركية في المنطقة، حيث يرتقب أن تحل محلها الحاملة “روزفلت”، وفقاً لموقع معهد البحرية الأميركية.
إجراءات كويتية
وفي المؤشرات على قلق خارجي من تدهور الأمور والاستعداد للأسوأ، أعلنت الخطوط الجوية الكويتية، عن زيادة أحجام طائراتها المتجهة إلى بيروت، وذلك لزيادة السعة الاستيعابية للركاب الراغبين في العودة إلى الكويت. وأوضحت الخطوط في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “إكس” أن إجراءاتها تأتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.
وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية الكويتية، مواطنيها الى العدول عن التوجه إلى لبنان في الوقت الحالي نظراً الى لتطورات الأمنية المتعاقبة التي تمر بها المنطقة. وطلبت الوزارة ممن تتعذر عليه المغادرة التواصل مع سفارتها بـ”شكل فوري”.
وأكدت مصادر ديبلوماسية أن دعوة السفارة الكندية لمواطنيها الى وجوب مغادرة لبنان، هو طلب منشور على موقع السفارة منذ تاريخ ٧ تشرين الأول وليس جديداً، إضافة إلى أنه إجراء روتيني تحذيريّ يترافق مع الأحداث الأمنية في البلد فقط لا غير.
المكاري
في السياق، أوضح وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أن مواقع إلكترونية تبثّ أخباراً لا أساس لها من الصحة، زاعمة أن دولاً أوروبية وغربية منها ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا تسحب سفراءها من لبنان. وأشار في بيان الى أن هذا النمط من الأخبار الكاذبة يندرج في إطار الحرب النفسية التي غالباً ما يلجأ اليها العدو الاسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل.