الستاتيكو العسكري على حاله إلى 24 تموز.. والأميركي مهتم بالتفاوض مع الحزب

23 يونيو 2024
الستاتيكو العسكري على حاله إلى 24 تموز.. والأميركي مهتم بالتفاوض مع الحزب

يظن مراقبون أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أخطأ بتهديد قبرص عندما قال إن “الحزب ربما يعتبرها جزءاً من الحرب إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية، أو شن هجوم على لبنان”، وأنه كان بإمكان الحزب ترك هذا الأمر للمعالجة الدبلوماسية عبر القنوات الرسمية. ومع ذلك، يرى المراقبون أن رسالة السيد نصر الله ليست عسكرية على الإطلاق إنما سياسية دبلوماسية وهي أبعد من قبرص التي هي جزء من الاتحاد الاوروبي والناتو.

أرسل حزب الله في الأيام الماضية رسائل ردع لإسرائيل التي هددت بتوسيع رقعة الحرب على الجبهة الشمالية بعد انتهاء عمليتها في رفح، تمثلت في الهجوم بالطائرات المسيرة على مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل مروراً بفيديو الهدهد وصولاً إلى تهديد قبرص التي رفضت اتهامات السيد نصر الله مشددة على أنها لن تمنح أي دولة الإذن لتنفيذ عمليات عسكرية.

 

وبينما يُبرز حزب الله قدرته على الردع، فإنه في الوقت نفسه لا يريد الحرب ولا يسعى إليها وملتزم معادلة الربط بين غزة ولبنان، وثمة اقتناع عبرت عنه مصادر أميركية لـ”لبنان24″ ويفيد بأن إسرائيل لن تلجأ إلى شن حرب واسعة مع لبنان، وأن المرحلة الفاصلة عن تاريخ 24 تموز ستحافظ على الستاتيكو العسكري والأمني في جنوب لبنان ولن تزداد وتيرته، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لن يذهب إلى واشنطن مثقلاً بفتح حرب مع لبنان، في حين أن هناك تعويلاً في صفوف المسؤولين الأميركيين المعارضين لنتنياهو على سقوط هذه الحكومة قبل هذا التاريخ، وهذا من شأنه أن يسقط دعوة الاخير لإلقاء خطاب أمام الكونغرس. وليس بعيداً، فإن نتنياهو تحدث عن “مهلة الأول من أيلول المقبل لعودة السكان إلى بيوتهم والمدارس إلى عملها في شمال إسرائيل”، وبالتالي فإن مغامرة توسيع الحرب مع لبنان، ستؤدي إلى مخاطر جمة في الشمال الذي سيكون عرضة لكل الاحتمالات.

وأبعد من ذلك، ترى المصادر أن ليس باستطاعة نتنياهو أن يضع الإدارة الأميركية في مأزق بفتح حرب اسرائيلية مع لبنان على أبواب الانتخابات الأميركية، إذ لا يمكن أن يُستقبل الرئيس الجديد للولايات المتحدة بحرب مفتوحة في لبنان. وتذكر المصادر بما حصل في حصل في أواخر أيار 1982، عندما طلبت واشنطن من إسرائيل، عدم القيام بتدخّل عسكري في لبنان لكنّ تل أبيب رفضت الانصياع لهذا الطلب الأميركي. وبحسب ما يقول السفير الأميركي السابق إلى لبنان ونائب وزير الخارجية السابق ديفيد هيل في كتابه “الدبلوماسية الأميركية تجاه لبنان”، فقد رفض وزير الخارجية الأميركي انذاك ألكسندر هيغ الضغط على إسرائيل لوقف النار، ولكن في النهاية أوقف الرئيس رونالد ريغان الحرب عندما اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، وحذّره أن العلاقة الأميركية – الإسرائيلية على المحك إذا لم يوقف وزير الحرب شارون قصف بيروت.

وبناء على ما سبق تعتبر مصادر مطلعة أن احتمال توسعة الحرب ضئيل جداً بعدما كان مرتفعاً قبل نحو شهرين، لكن حرب الاستنزاف ستستمر الى حين وقف إطلاق النار في غزة وسط محاولات حثيثة وجهود تبذل من أجل حصول ذلك قبل 24 تموز المقبل، خاصة وأن هناك اقتناعاً غربياً وعربياً أن الحرب انتهت في غزة، فالتي كانت تشكل خطراً أمنياً على إسرائيل دمرت بالكامل، رغم أن حركة حماس لن يتم قضاء عليها، مع الإشارة في هذا السياق إلى ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيليي دانيال هاغاري إن الحديث عن تدمير حماس ذر للرماد فهي فكرة لا يمكن القضاء عليها.

ولأن لا قرار سياسياً أميركياً بشن إسرائيل حرب على لبنان، يتوقف كثيرون عند كيفية التعاطي الأميركي مع لبنان في هذا الخصوص، وتقول أوساط مطلعة جداً على السياسية الأميركية ومقربة من الدوائر الأميركية لـ”لبنان24″ أن حزب الله بالنسبة إلى الأميركيين، يشكل، القوة الوحيدة في لبنان التي لا بد من التفاوض معها بطريقة غير مباشرة وهذا يتضح من مسار جولات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي يتفاوض مع الحزب عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري لساعات في كل زيارة يقوم بها إلى لبنان. ومع ذلك ترى المصادر نفسها أن القوة المعنوية والقانونية لحزب الله تأتي من الدولة اللبنانية ومن لا يملك القوة القانونية لا تحميه الصواريخ، وتقويض الدولة اللبنانية يعري حزب الله، لذلك لا مصلحة لحزب الله أن ينتهي حال الدولة اللبنانية كحال السلطة الفلسطينية لأن ذلك سينعكس سلباً عليه.