جنبلاط يستشرف الحرب ويتحرّك عربياً لتجنّبها

25 يونيو 2024
جنبلاط يستشرف الحرب ويتحرّك عربياً لتجنّبها


كتبت سابين عويس في” النهار”: بعد الدوحة وباريس كانت للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط محطة في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو لا يزال هناك، حيث التقى الملك عبد الله الثاني، وكانت لهما جولة محادثات تركزت على الوضع في غزة وانعكاساته على لبنان. بعد الاجتماع كشف جنبلاط أن البحث تناول جهود العاهل الأردني الذي يحاول عبر اتصالاته العربية والدولية التوصل إلى وقف النار في غزة، لافتاً إلى الاتصالات التي أجراها لهذه الغاية بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

ويعول جنبلاط على هذه الاتصالات لأنها إذا نجحت، ستنسحب على لبنان، ويمكن عندها تجنيبه الحرب الموسعة.
ليس جنبلاط واثقاً من استمرار الارتباط بين غزة والجبهة الجنوبية. ولذلك لا يخفي خشيته احتمالات توسع الحرب، عازيًا ذلك إلى عدم جدية الولايات المتحدة الأميركية في وقف النار في غزة، خصوصا أن المرحلة الآن للانتخابات الرئاسية.
لا تقف خشية جنبلاط عند عدم الجدية الأميركية التي برزت في اهتمام كلي لدى المرشحين للرئاسة في استقطاب اللوبي اليهودي لمصلحته، بل أيضاً عند تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتحدى العالم في حربه على غزة، ويستمر في ذلك في لبنان. وينتظر جنبلاط أن يكرر مسرحيته أمام الكونغرس الأسبوع المقبل حيث يتوقع منه أن يقوم باستعراض أمام إدارة منتهية الولاية، ليس أكيداً بالنسبة إليه أنها ستكون قادرة على لجم جموحه. من هنا، خشيته واستشرافه لتوسع الحرب.

لا يخفي الزعيم الدرزي انزعاجه أيضاً مما وصفه بـ”الصحافة الموتورة” التي اختارت هذا التوقيت لإطلاق أخبار حول مطار رفيق الحريري الدولي، وهي تعكس بذلك رغبة في الحرب ولا مبالاة بمصير اللبنانيين والبلد. ينفي جنبلاط أن يكون يوجّه أي اتهامات إلى أي فريق، خصوصا أن من يريد الحرب هو نتنياهو نفسه. أما “حزب الله”، فيكشف أن التواصل معه ليس مقطوعا، علما أن جنبلاط كان واضحاً في رفضه تهديد الحزب لقبرص. يدرك كذلك أن قرار الحرب هو لدى نتنياهو كما حصل عام ٢٠٠٦، مذكراً بأن الاحتلال الإسرائيلي يومها فشل، ولكن دُمّر لبنان.
لا يكشف جنبلاط ما إذا كان يملك أي معلومات عن احتمالات توسع الحرب، لكنه ينطلق في توقعاته من أن قواعد الاشتباك الأولى قد تغيرت، وتتوسع، فيما هناك مواقع محلية وخارجية تروّج للحرب، وكأن ثمة من يريد لهذه الحرب أن تقع، بقطع النظر عن انعكاساتها الخطيرة.

لا يكشف جنبلاط عن تحركه المقبل، لكنه يعوّل على الإيجابية والتفهم اللذين يلقاهما في تحركه الخارجي، في عمان كما في الدوحة حيث كان التفهم والتجاوب كبيراً في دعم لبنان ومساعدته. حتما يبقى هذا غير كاف ما لم يقترن بمزيد من الضغوط المحلية والدولية لتجنب الانزلاق إلى الحرب.