واذ لفت الى انه وعلى الرغم من رفع العديد، الا ان الأزمة الاقتصادية حالت دون قدرة الدفاع المدني على تأمين كل احتياجاته اللوجستية لا سيما لناحية تصليح المركبات وتأمين استمرارية الصيانة لها، هذا فضلاً عن ان الميزانية المرصودة للدفاع المدني لا تلبي كل الاحتياجات.
صالحاني تمنى على المواطنين ان يكونوا أكثر وعياً عند تمضية يومهم في الطبيعة، خصوصاً وان 99% من الحرائق هي من فعل الانسان سواء عن قصد او غير قصد.
وشدد على ان كل المهام يتم تأمينها بالحد الأدنى الموجود لدى العناصر، مؤكداً التنسيق المستمر مع عناصر الجيش لا سيما لناحية اخماد الحرائق في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول اليها بالآليات.
ورداً على سؤال عن القدرة على تأمين المياه المطلوبة لعمليات إخماد الحرائق في ظل الشح الحاصل في المياه، أكد صالحاني انه وعلى الرغم من ان موارد المياه مؤمنة الا ّانه في كثير من الاحيان قد نحتاج الى كميات اضافية يتم تأمينها بالتعاون مع البلديات وصهاريج التوزيع.
المجتمع المدني والجمعيات مستعدون للمساعدة
في المقابل، وكما في كل عام، تكون الجمعيات والمجتمع المدني على اهبة الاستعداد لمساندة عناصر الدفاع المدني والجيش في اخماد الحرائق، وفي هذا الاطار، يشير رئيس جمعية “الأرض” بول ابي راشد الى انه في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد منذ العام 2019، تجد الدولة نفسها عاجزة عن مواجهة الحرائق، أسوةً بالعديد من المشاكل الأخرى التي تعاني منها خصوصاً على وقع تراجع أداء البلديات، وهجرة الشباب، وازدياد مسببات الحرائق المفتعلة على وقع قلة الامكانيات المادية لتصليح آليات الدفاع المدني وتجديد المعدات.
أبي راشد اعتبر في حديث عبر “لبنان 24” انه وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها شباب وشابات الدفاع المدني المتفانين بالخدمة والعطاء، يبقى هناك دور أساسي على الدولة ان تقوم به يتمثل أولاً بالالتفات لهم ولمراكزهم ومعداتهم، والعمل على تجهيز مراكزهم بآليات خاصة بحرائق الغابات كسيارات الدفع الرباعي ومعدات محمولة، متمنياً لو ان المغترب اللبناني يعمل ايضاً على دعم هذه المؤسسة من كل النواحي.
كما الاغتراب، كذلك الساكنون في لبنان، يتابع ابي راشد، لديهم دور كبير اذ المطلوب منهم الدفاع عن غاباتهم بكل الوسائل وتفادي مسببات الحرائق ودعم الدفاع المدني حيث يمكن وتجهيز القرى البعيدة عن مراكز الدفاع المدني بمعدات اولية للتدخل السريع.
وعن المهام التي تقوم بها الجمعيات والمجتمع المدني، اكد ابي راشد ان “جمعية الارض لبنان” التي يترأسها، تقوم بتقديم معدات فردية ( مخابط) للبلديات او الجمعيات المحلية كما تقوم بالتوعية لتفادي مصادر الحريق، مشدداً على انه لدى الجمعية مواقع خاصة تراقب من خلالها الاحراج من اجل التدخل السريع لاطفاء الحرائق فيها بالتعاون مع شبكة من المتطوعين.
وعليه، تبقى المهمة الاساسية على عاتق المواطن الذي يجب عليه ان يبقى حذراً في التعامل مع البيئة في ظل موجة الحر التي تضرب البلاد، والسعي الى التبليغ سريعاً على الرقم 125 عند نشوء اي حريق قبل توسعه.