كتب ميشال نصر في” الديار”: في وقت بقيت المقاطعة الشيعية للقاء السياسي الروحي مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين في الواجهة، من خلال دفق ردات الفعل عليها، دعت مصادر في “التيار الوطني الحر” الى عدم تحميل لقاء بكركي امس الاول اكثر مما يحمل، فالمناسبة اجتماعية، خلت من التطرق الى الملفات الثنائية، وبالتالي فان النائب جبران باسيل يملك من الجرأة ما يكفي للفصل بين الاختلاف السياسي والعلاقة الشخصية، علما انه سبق وزار بنشعي اكثر من مرة، دون انكار ان الاختلاف في السياسة ادى الى جفاء شخصي مع سليمان بيك.
واشارت المصادر الى ان كل ما حكي وسرب، وبني على اساس صورة من هنا او لقاء من هناك، لا يمت الى الواقع بصلة، فاللقاء “عالواقف” ومن ثم جلوسا مع رئيس “تيار المردة”، ولم يتطرق نهائيا لملف رئاسة الجمهورية، حتى ان الكلام بشكل عام خلال اللقاء مع امين سر الفاتيكان بقي محصورا في العموميات، وطمأنت المصادر ان ليس هناك ولن يكون هناك من صفقة لا من فوق ولا من تحت الطاولة في ملف رئاسة الجمهورية.
المصادر التي ابدت اسفها للمقاطعة الشيعية للغذاء، تمنت لو انه جرى التعامل بشكل آخر، ذلك ان المناسبة لم تكن سياسية من جهة، وثانيا لم يكن الامر قمة روحية لتسجيل هدف سياسي، رغم ان “التيار الوطني الحر” يرفض بشكل قاطع الحملات التي يتعرض لها رأس الكنيسة المارونية، والتي يشارك بها رجال دين، وهو لا “يستحي” من موقفه هذا.
وحول مسار المبادرة البرتقالية كشفت المصادر، ان الظروف بشكل عام ايجابية، وان ما يعمل عليه اليوم هو الحصول على الضمانات التي طالب بها من قبل الفريقين، ما قد يسمح بفسحة امل بامكان انجاز الاستحقاق، مستدركة بان الامور تسير بسرعة على صعيد الخارج، من الازمة الفرنسية الداخلية الى الانتخابات الاميركية، ما قد يكون له انعكاسه على الاستحقاقات الداخلية اللبنانية.
واذ رأت المصادر ان المشكلة مع “الثنائي” ليست في مسألة طرح ترشيح رئيس “تيار المردة” للرئاسة، بقدر ما هي اصراره على معادلة “اما سليمان واما الفراغ”، وهو ما يظهر على انه كسر للارادة المسيحية، وهذا لن نقبل به، مرحبة في الوقت ذاته بانضمام سليمان بيك للجنة بكركي، لتحظى الوثيقة الصادرة بالاجماع المسيحي.
وحول الحديث عن الاسماء المرشحة، اكدت المصادر ان بكركي لا تملك اسما ولن تدخل في هذه اللعبة، بعد التجارب التاريخية التي عانت منها على هذا الصعيد من جهة، ولا المجتمعون في بكركي سمعوا من امين سر دولة الفاتيكان اي تلميح او غمز في خصوص اسم معين، معتبرة ان التيار في الوقت الحالي لا زال يؤيد بشكل مبدئي جهاد ازعور، الا انه في حال الاتفاق على اسم وسطي فان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات ، رغم ترجيحها ان “الخيار الثالث” لا ينطبق على اي من الذين يصفونهم اليوم بالاقوى على الساحة.
وختمت المصادر بان القراءة الموضوعية تشير الى ان حظوظ بنشعي بالوصول الى بعبدا باتت صفرا، ففرنجية شكل مرشح التحدي في زمن الصراع السياسي، وبالتالي اليوم وفي ظل انتقال المواجهة الى الميدان العسكري، فقد بات الترشيح ساقطا حكما، لان الامور ذاهبة نحو تسوية مهما طال امد الحرب، وعندها لن تعود المسألة بالنسبة للحزب اسم الرئيس بقدر ما هي التسوية بحد ذاتها.