نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن أحد الأسئلة الثقيلة المصاحبة للجبهة المتوترة بين لبنان وإسرائيل هو التالي: “إذا بدأت حربٌ واسعة النطاق ضدّ حزب الله.. فماذا ستفعل إيران؟”، وأضاف: “الإجابة على هذا السؤال تم حلها وجاءت بكلماتٍ واضحة للبعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة التي قالت إنّ أي هجومٍ إسرائيلي على لبنان سيكون بداية حرب إبادة ضد إسرائيل”.
ويلفت التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إلى أنَّ “هذا الاحتمال حقيقي تماماً، ومن المحتمل أن تكون إسرائيل قد تمكنت أخيراً من تحريك شيء ما في ساحة الحرب النفسية، أو أن الرسالة التي نقلتها إلى الغرب، وهي أن إسرائيل جادة تماماً بشأن نواياها، قد لقيت تفاعلاً من قبل طهران”.
وتابع: “لكن في الوقت نفسه، تأتي أصوات أخرى من لبنان. رئيس تحرير جريدة الأخبار اللبنانية إبراهيم الأمين قال قبل أيام إن المقاومة لا تريد حرباً شاملة، وهي تعمل بكل السبل لمنعها، بما في ذلك تأجيجها. كلام الأمين يعكسُ الضغط من داخل لبنان، والذي ينبع من فهم العديد من العناصر في البلاد أنَّ الحرب ضد إسرائيل ستكلف المواطنين ثمناً باهظاً أكثر مما يحدث الآن، في الأطراف الجنوبية”.
وقال: “لقد دمر الجيش الإسرائيلي القرى في جنوب لبنان لكنه لم يدمر أي مبنى في بيروت، إلا أنه في حال الحرب، فإن الأمور ستختلف، إذ لن يكون أمام إسرائيل سوى خيار الرد بكل قوة ضدّ العاصمة اللبنانية وتدمير البنية التحتية فيها”.
ويشير التقرير إلى أن هناك جنرالٌ كبيرٌ في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يعتقدُ أنّ تل أبيب أخطأت في عدم تقاضي ثمن من لبنان كدولة منذ اللحظة الأولى للحرب والتركيز فقط على حزب الله، كي لا تتحول المعارك إلى حملة شاملة.
ويتابع: “الجنرال نفسه يقول إنه كان لا بد من أن تكون دولة لبنان ضمن المعادلة منذ اللحظة الأولى. لقد أخطأنا في عدم إدراجها في الحملة”.
وأردف التقرير: “يتابع الجنرال القول إنه حتى لو كانت هناك هجمات خفيفة ضد المصالح الحيوية، فإننا كنا سنمارس ضغوطاً دولية وداخلية، وكان هذا من شأنه أن يقيد استمرار الحملة”.
مع ذلك، يعتبر التقرير أن “كان من شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق، وتقوية حزب الله كمدافع عن لبنان والإضرار بالجهود الرئيسية ضد حماس في غزة”، وأضاف: “لذلك من المناسب أن نذكر الكلمات التي قالها قائد القوات الجوية تومر بار في حفل تخريج دورة الطيران قبل ثلاثة أيام في سياق تهديد الطائرات من دون طيار: الدفاع القوي هو الشرط. مهاجمة العدو في أراضيه هو الحل الكامل”.
وقال التقرير: ” الآن، وقبل الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة، تقوم إسرائيل بإعلان أنها تتجه إلى المسلسل في الشمال. وزير الدفاع يوآف غالانت تحدث عقب عودته من واشنطن عن الحل السياسي وقال إنه المفضل دائماً. كذلك، قال غالانت لكبار المسؤولين في البيت الأبيض إن حدة القتال في غزة ستنخفض، وستكون هذه فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الشمال وإجراء مناقشات حول ترتيبات متابعة القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية قبل 18 عاماً”.
ويُكمل: “في هذه الأثناء، تشير المحادثات مع كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله نفسه يدرك أنه فقد ميزة المفاجأة النسبية، بعد إخلاء المستوطنات على الحدود وزيادة الوعي في المجتمع الإسرائيلي بقدرات المنظمة الدفاعية. ومن ناحية أخرى، يقول المسؤولون الكبار أنفسهم إن هذا لم يعد مجرد قرار لحزب الله، ففي النهاية سيتعين على إسرائيل إعادة السكان إلى منازلهم، وإذا لم تكن هناك سلسلة قرارات من شأنها أن تحافظ على سلامتهم، فلن يكون لدى تل أبيب خيار سوى أخذ زمام المبادرة وشن هجوم ضد لبنان”.
وينقل التقرير عن ضابط إسرائيلي قوله إنه “لا معنى للاتفاق مع لبنان من دون عملٍ بري على خط طول التماس، وبالتالي تدمير البنى التحتية الهجومية التي تُهدد المستوطنات القريبة من السياج الحدودي”.
ويُكمل التقرير: “الضابط هذا قال لمسؤولين إسرائيليين إن الضربات الجوية الإسرائيلية لم تدمر البنى التحتية لحزب الله، وتابع قائلاً: لنفترض أننا حصلنا على اتفاق من دون إجراء بري، وتحرك حزب الله على بعد بضعة كيلومترات من الحدود. ستمر عدة أشهر، وفي صباح أحد الأيام سيسلم قائد المخابرات وثيقة سرية للجنرال، تحدد فيها المخابرات هوية عناصر حزب الله الذي سيدخلون قرية كفركلا اللبنانية المحاذية لمستوطنة المطلة وهم لا يرتدون الزي العسكري لكنهم مسلحون. ماذا سنفعل إذن؟ ماذا سيُقال للسكان الإسرائيليين؟”.
ويسرد التقرير نقلاً عن الضابط: “لن تكون لدينا فرصة أفضل من الآن. قوة الرضوان التابعة لحزب الله ليست على الحدود ولا مواطنينا كذلك. لقد قيل لنا أنّ الجيش الإسرائيلي سيأخذ وقتا، سنتين أو 3 سنوات، وسيتعزز. ولكن في هذه الأثناء، ستصبح إيران دولة نووية، وحزب الله، بمساعدة إيران، يعرف كيف يضاعف قوته بشكل أسرع بكثير من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية”.
وفي الختام، يشير التقرير إلى أن أي حربٍ تحتاج إلى دعم أميركي، وهو الأمر المفقود حالياً بالنسبة لإسرائيل، في حين أنّ تل أبيب فقدت عنصر المفاجأة أيضاً بعد أشهر من المناوشات اليومية.