هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟

1 يوليو 2024
هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟


خلال السنوات الماضية تعرض “حزب الله” لخسائر شعبية هائلة خارج “البيئة الشيعية”، اذ ان الازمة الاقتصادية التي ضربت لبنان، اضافة الى انفجار المرفأ والخلافات الكبرى مع بعض الحلفاء ادت الى تراجع حضور الحزب شعبيا داخل الشارع المسيحي بشكل كبير وهائل،وداخل الطائفتين السنيّة والدرزية، ليصبح هناك نوع من العزلة على حارة حريك وان لم تكن مرتبطة بمواقف سياسية مباشرة.

فلا الحزب “التقدمي الإشتراكي” ولا “التيار الوطني الحر” كانا بعيدين عن “حزب الله” سياسياً او اقله لم يكونا اعداءه، الا ان الشارع المسيحي بما فيه انصار “التيار”،كان قد تحول الى مخاصمة الحزب وانتقاده. تعاظمت ازمة الحزب الداخلية بشكل كبير في ظل اصرار واضح من قبله على الحفاظ الدائم على حضور داخل السلطة، الامر الذي زاد الامور تعقيدا، وهذا ما تم استغلاله من قبل خصومه للتصويب عليه ونزع الشرعية الوطنية عنه.
ولعل ما حصل خلال تلك المرحلة، من اشتباكات في الطيونة بين “الحزب” و”القوات اللبنانية”، ومن ثم اشتباك شويا بين عناصر الحزب وبعض الاهالي في القرية الدرزية الجنوبية ومن ثم الاشتباك والخلاف الكبير مع عرب خلدة واخيرا اشتباك الكحالة، كان خير دليل على الفراق المتزايد بين حارة حريك والبيئات الطائفية اللبنانية، كل ذلك تبدل وتغير بشكل لافت بعد الانتخابات الاخيرة حتى عاد الوضع “مثالياً” في الاسابيع الاخيرة من معركة “طوفان الاقصى”.

ليس بسيطاً ان يتحدث امام مسجد الامام علي في الطريق الجديدة، الشيخ حسن مرعب عن “حزب الله” بإيجابية ويخوض معاركه الاعلامية دفاعا عن المعركة في الجنوب وهو الذي كان احد ابرز خصوم الحزب لسنوات، وهذا ينطبق عن النائب السابق خالد الضاهر الذي بات يدافع عن الحزب وحلفاء الحزب الاقليميين. التحول الذي حصل في الشارع السنّي ومن موقفه من “حزب الله” يعود الى الدعم الحاصل من جبهة لبنان لحركة حماس في غزة، وهذا ما اعطى الحزب للمرة الاولى منذ العام ٢٠٠٥ حاضنة سنيّة جدية، دعمها الموقف الحاسم لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتنسيقه السياسي المستمر مع حارة حريك وعين التينة.

على الصعيد الدرزي يبدو الامر مشابها، اذ وبالرغم من ان موقف النائب السابق وليد جنبلاط كان صادما في بداية المعركة، الا ان تكرار موقفه في الاطلالات الاعلامية حسّن بشكل ملموس الموقف الشعبي الدرزي من الحزب وجعله يتكتل حول الحزب ويستعد اكثر لاستقبال المهجرين في حال حصول حرب شاملة، وهذا ما منح الحزب امتدادا اسلاميا كبيرا في الداخل اللبناني وربما في العالم العربي الذي عاد قادة الرأي فيه، او اقله في بعض الدول الحديث عن تأييد الحزب ودعمه والتعاطف معه.

توّج هذا الموقف بالاشارات السياسية التي ظهرت من الجامعة العربية وانهاء تصنيف الحزب كمنظمة ارهابية، ليبقى الواقع المسيحي المنزعج من الحزب بشكل كبير، والذي كان لتصريحات رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قبل يومين وقع كبير يوحي بأن الرجل جاهز لاعادة جمهوره لتأييد الحراك العسكري للحزب من خلال التقارب منه وعدم الاستمرار بالاصطفاف الى جانب خصوم الحزب المسيحيين مثل حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”.