نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدث فيه المقدم احتياط بالجيش الإسرائيلي يارون بوسكيلا عن تداعيات قرار شنّ هجومٍ إسرائيلي ضدّ “حزب الله” في لبنان.
وفي التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24″، يقول بوسكيلا إنَّ السؤال الرئيسي اليوم هو ما إذا كان من الصواب التحرُّك باتجاه لبنان الآن أو تأجيل تلك الحملة العسكريّة لبضع سنوات أخرى، وأضاف: “التصرف الآن يعني أننا بالفعل في حالة حرب، ولدينا الشرعية للتحرك والهجوم، وقد تم بالفعل إجلاء المواطنين”.
ويتابع: “إذا لم نفعل ذلك الآن، فليس من المؤكد أننا سنحظى بالشرعية في المستقبل. اليوم، لدينا قدرات هجومية كبيرة جداً لكن ثغرتنا تكمن في القدرة الاستيعابية لمثل تلك الحرب”.
ويُردف: “إذا أجلنا العملية للمستقبل، صحيح أننا قد نتمكن من إعادة المواطنين إلى منازلهم بنوع من الاتفاق، لكن العدو أيضاً يتحسن ويطور أنظمة هجوم أكثر دقة. أننا دائماً نتفاعل ولا نبادر، وما تم تأجيله اليوم ربما لن يتم تنفيذه في المستقبل”.
ويُكمل: “الأصح هو استغلال الفرصة وشن هجوم ضد لبنان الآن. حزب الله اليوم أضعف مما سيكون عليه في المستقبل. لقد تضررت بتشكيلاته بالفعل ونحن في حالة حرب”.
ومع ذلك، يقول بوسكيلا إنه “يجب إنهاء الحرب في غزة أولاً”، ويضيف: “الانتهاء في غزة يعني على الأقل احتلال رفح وكسر لواء حماس هناك. بعد ذلك، يمكننا تحريك القوات إلى لبنان ومهاجمة حزب الله بشكل كبير”.
ويرى بوسكيلا أهمية في تجميع الإنجازات الأمنية في العام المقبل، ويقول: “ما نفعله هذا العام سيشكل السنوات القادمة. كلما حققت إنجازات أكثر الآن، كلما جنينا الثمار في المستقبل”.
“سيناريو مخيف”
في المقابل، حذر موقع “kikar” الإسرائيلي في تقريرٍ سابق من خطورة نشوب حربٍ بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ ما سيحدث خلال الحرب الكبيرة ضد التنظيم اللبناني “مخيف جداً”.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إن “حرب تموز عام 2006 التي اندلعت بين لبنان وإسرائيل واستمرت لـ34 يوماً، قد تمّ اعتبارها حينها بمثابة هزيمة، فيما نتائجها لم تكن مُرضية للجمهور الإسرائيلي”.
وأردف: “عندما اندلعت الحرب الأخيرة يوم 7 تشرين الأول الماضي انطلاقاً من قطاع غزة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، أقدم حزب الله على رفع رأسه والإنخراط بالمعركة. وعليه، أصبح إطلاق النار على المستوطنات الشمالية المُحاذية للبنان أمراً عادياً”.
واعتبر التقرير أنه منذ انتهاء حرب تموز عام 2006، ظلت جبهة لبنان مُلتزمة الصمت من الناحية العسكرية، مشيراً إلى أن “الأمر كان خادعاً”، وربما كان حزب الله يستعد ليوم الحرب الكبيرة التي قد تحدث في أي لحظة، الآن أو اليوم.
وبحسب التقرير، فإنه مع بداية الحرب في غزة، كان هناك خوفٌ من أن يشن “حزب الله” هجوماً كبيراً ضد إسرائيل، لكن أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله تجنب ذلك، في حين أنه “لم يقف مكتوف الأيدي”، وأضاف: “منذ عدة أشهر، تمطر الصواريخ والطائرات بدون طيار على المستوطنات الشمالية. بحسب ما هو واضح الآن، فإن حرباً واسعة النطاق في لبنان، بما في ذلك دخول الجنود إلى لبنان، أمر لا مفر منه”.
وطرح التقرير التساؤل التالي: “ماذا ينتظر إسرائيل خلال الحرب ضد لبنان؟ ما هي قدرات حزب الله؟”، وأضاف: “في السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية عام 2006، لم ينم حزب الله. وعلى الرغم من تعرضه لضربة قوية، إلا أنه سارع إلى جمع أشلاءه، ويبدو أن هناك أيضاً بعض الدروس والاستنتاجات. بهدوء، ازدادت قوة حزب الله بعد الحرب، وبحسب تقديرات المسؤولين الأميركيين، يمتلك التنظيم الإرهابي ترسانة قوامها نحو 150 ألف صاروخ”.
وتابع: “هذا عدد كبير من الصواريخ. للمقارنة، في صباح يوم 7 تشرين الأول الماضي، تم إطلاق حوالى 3000 صاروخ على إسرائيل من غزة، وفي وقت لاحق من الحرب، تم إطلاق صواريخ أخرى، علماً أنه خلال حرب لبنان الثانية تم إطلاق ما مجموعه 4000 صاروخ”.
وأكمل: “فكروا ماذا سيحدث عندما يقرر حزب الله الاستفادة من كمية الذخيرة الكبيرة التي لديه وإطلاق الصواريخ دون رادع لفترة طويلة من الزمن. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب التقارير، يمتلك حزب الله صواريخ دقيقة، ذات ضرر أكبر بالطبع، بالإضافة إلى صواريخ يصل مداها إلى 400 كيلومتر جنوب البلاد. ووفقاً للتقديرات، في حالة نشوب حرب شاملة، سيطلق حزب الله 3000 صاروخ وقذائف دقيقة وبعيدة المدى كل يوم”.
وأردف: “في الوقت نفسه، سيطلق حزب الله مئات الطائرات الانتحارية من دون طيار، وصواريخ كروز من شأنها أن تلحق الضرر بنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، سيحاول ضرب إسرائيل وقواعد سلاح الجو من أجل عرقلة تنفيذ الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان. مع هذا، سيتولى مقاتلو الرضوان، قوة الكوماندوز التابعة للحزب، السيطرة على المستوطنات على الحدود وسيبقون قوات الجيش الإسرائيلي مشغولة لعدة أيام”.
وقال: “من الممكن أن يقع علينا هجوم سيبراني كبير، مما سيلحق الضرر بالبنى التحتية الأساسية مثل الاتصالات والنقل وغيرها، ويعطل الحياة اليومية. السيناريوهات تتحدث عن آلاف الخسائر في الجبهة الداخلية، وعشرات الآلاف من الجرحى، ودمار هائل في العديد من الساحات”.
وتابع: “إيران هي أم حزب الله كما نعلم. لقد انفصل الطفل اليوم قليلاً عن أمه ويعرف كيف يتصرف بشكل مستقل، بل ويتمرد إذا لزم الأمر، ومع ذلك فإن والدة تمطر ابنها بالحب دائماً. وهنا، فإن إيران قامت بتسليح حزب الله على مر السنين، وجعلته يمتلك صواريخ بعيدة المدى يمكنها الوصول إلى أماكن حساسة في إسرائيل”.
وختم: “في النهاية، يجب الوقوف عند قوة حزب الله البشرية. عدد جنود التنظيم هو بعشرات الآلاف، وبعض هؤلاء العناصر ليسوا نشطين ضمن خدمة مُنتظمة، لكنهم مستعدون ليوم الحرب وسوف يتم تجنيدهم عند الحاجة إليهم”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”