نشرَ موقع “غلوبس” الإسرائيليّ تقريراً جديداً تطرّق إلى آخر الهجمات التي نفذها “حزب الله” مؤخراً ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، متحدثاً بشكل أساسي عمّا يمكن اكتشافه من تلك العمليات العسكرية والهجوميّة.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ “حزب الله” أطلق يوم أمس الخميس أكثر من 200 صاروخ وما يزيد عن 20 طائرة مُسيرة باتجاه مستوطنات إسرائيلية، مشيراً إلى أن صافرات الإنذار دوّت في مختلف المستوطنات الإسرائيلية الحدودية وصولاً إلى عكا، ويضيف: “السؤال الأساسي هنا: ما هو سبب الهجوم المكثف.. وهل هناك علاقة لهذه الضربات بالمفاوضات مع حماس بشأن وقف إطلاق النار؟”.
يلفت التقرير إلى أنّ أساس الهجمات الأخيرة هو عملية الإغتيال التي نفذتها إسرائيل يوم الأربعاء الماضي، حيث استهدفت قائد وحدة “عزيز” في “حزب الله” محمد نعمة ناصر (أبو نعمة)، وأضاف: “هذه الضربة تعدّ من الأهم التي توججها إسرائيل لحزب الله منذ اغتيال قائد وحدة نصر في الحزب طالب عبدالله (أبو طالب) خلال شهر حزيران الماضي، وقائد قوة الرضوان وسام الطويل خلال شهر كانون الثاني الماضي. إنّ رد الفعل على اغتيال أبو طالب كان موازياً لردة الفعل التي حصلت إزاء اغتيال أبو نعمة، وما حصل كان متوقعاً إلى حدّ كبير من الجانب الإسرائيلي”.
وأكمل التقرير: “على صعيد وحدة عزيز، فإنها مسؤولة عن منطقة القطاع الغربي في جنوب لبنان، وكان أبو نعمة قائداً مُخضرماً نشأ لسنواتٍ طويلة في كنف حزب الله، ويشير الضرر الذي لحق به، خصوصاً بعد اغتيال أبو طالب، إلى مدى جمع اسرائيل للمعلومات الاستخباراتية”.
كذلك، اعتبر التقرير أن “حزب الله يُدرك أنه يواجه صعوبة في الحفاظ على الأمن الميداني، وبالتالي فإنّ إسرائيل تمتلكُ قدرات تكنولوجية متقدمة للغاية”، وتابع: “إزاء ذلك، أمر الحزب سكان جنوب لبنان بالتوقف عن استخدام الهواتف الخليوية المحمولة، في حين أنّ التنظيم يُرسل رجاله تحت ستار المدنيين إلى قرى جنوب لبنان في محاولة للعثور على المتعاونين معه”.
وبحسب التقرير، فإنَّ التقديرات تشير إلى أنه لدى الحزب ترسانة تضمّ حوالى 150 ألف صاروخٍ وقذيفة، وقال: “يوم 7 تشرين الأول الماضي، شنّت حماس هجومها ضد إسرائيل بكمية غير مسبوقة من الصواريخ بلغت حوالى 3000 صاروخ وقذيفة هاون. أما بالنسبة لحزب الله، فإنه قادر على الحفاظ على معدل إطلاق الصواريخ هذا لمدة شهر ونصف الشهر تقريباً. وعلى سبيل المقارنة، فقد أطلق حزب الله خلال حرب تمّوز عام 2006 نحو 4000 صاروخٍ باتجاه إسرائيل، معظمها من طراز كاتيوشا ويصلُ مداها إلى 30 كيلومتراً”.
وعمّا يمكن تعلمه من أهداف هجمات “حزب الله”، يوضحُ التقرير قائلاً: “بحسب بيانات الحزب، فإنَّ الإستهدافات كانت تطالُ أهدافاً عسكرية، إلا أن منطقتي عين همفراتس وعكا على سبيل المثال، لا تتميزان بوجود قواعد عسكرية كبيرة، وهناك دوت صافرات الإنذار”.
وأكمل: “كذلك، يضاف الإنذار في منطقة مسكافعام إلى عمليات الإطلاق السابقة في منطقتي عكا وعين همفراتس، المتاخمة لمنشأة رافائيل الاستراتيجية الأخرى وهي معهد ديفيد. ومؤخراً، ادعى حزب الله أنه ضرب مصنع بيلسان في كيبوتس ساسا، القريب من الحدود اللبنانية. هذا مصنع ينتج دروعاً للمركبات العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، تم مؤخراً إطلاق عمليات إطلاق إلى المنطقة الواقعة جنوب كرميئيل، حيث توجد منشأة أخرى لرافائيل وهو معهد ليشم”.
وعمّا إذا كانت هناك علاقة بين المفاوضات مع “حماس” و”اليوم العاصف” لهجمات “حزب الله”، يتحدث الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي كارميت فالانسي لـ”غلوبس” عن الأمر المذكور، ويقول: “يمكن التقدير أن هناك صلة بين الساحتين، أي بين غزة وجنوب لبنان. وفي المقابل، يواصل الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، توضيح العلاقة بين قطاع غزة ولبنان، أنه عندما تتوقف النار في غزة – ستتوقف النار في جنوب لبنان”.
ويكمل: “بعد الهدوء النسبي على الجبهة، جاء القضاء على أبو نعمة، ويضيف: “هناك احتمالين رئيسيين لسبب حدوث ذلك في ظل تقدم الاتصالات مع حماس، الأول، وهو استغلال الفرص عملياً، على أساس أن إسرائيل تريد تحسين الواقع الأمني، وأبو نعمة كان شخصية مهمة. أما الخيار الثاني فهو أن تتجه إسرائيل نحو إنهاء الحرب والانخراط في الفصل الأخير منها. ليس من المستحيل استيعاب أنه قد يتم تقليص نطاق الحرب وبالتالي البحث عن نهاية لها. من السابق لأوانه الاعتقاد بأننا سنذهب إلى هذا الأمر، لكن هذا الإحتمال معقول”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”