لبنان يترقب نتائج المفاوضات الجارية في شأن غزة والتي لن يكون بمنأى عنها وعن ارتداداتها الفورية على خاصرته الجنوبية حيث تتقاطع التقديرات على أن بلوغ هذه الصفقة ووقف الحرب في غزة، يُخرجان جبهة لبنان من دائرة التصعيد والاحتمالات الحربية بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي.
وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ”لبنان24″ ان المفاوضات الجارية سوف تنتهي بوقف اطلاق النار في غزة لا سيما وأن “حركة حماس” التي وافقت على مقترح وقف اطلاق النار تراجعت عن بعض مطالبها لكنها تلقت ضمانات سياسية من مصر وقطر، وهو قرار ابلغته الحركة لـ”حزب الله” . وطالبت حماس بوقف اطلاق للنار في غزة ستة اسابيع مع تبادل محدود للاسرى بين كتائب القسام واسرائيل على ان تتولى الولايات المتحدة في المرحلة الثانية المفاوضات تمهيدا للوصول الى اتفاق ينهي الحرب ويتم تحرير الاسرى الفلسطينيين بالكامل.
ومساء الخميس التقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفدا قياديا من حماس برئاسة الدكتور خليل الحية، جرى التباحث في آخر مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتشير المصادر الى أن الوضع في لبنان ذاهب نحو الحل على عكس ما اشيع في الاسابيع الماضية التي شهدت تصعيداً كبيراً، معتبرة أن وقف اطلاق النار في غزة سينعكس تهدئة في لبنان لتبدأ المرحلة التالية التي يعمل عليها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي يفترض ان يزور بيروت عندما يتوقف اطلاق النار.
وتقول المصادر ان واشنطن تسعى لبلورة حل سريع في لبنان لا سيما وانها ستنشغل في الاشهر المقبلة بانتخاباتها الرئاسية التي قد تنتهي الى فوز الرئيس السابق دونالد ترامب ولهذا السبب قد تنشغل ادارة الرئيس بايدن قبل اشهر لتحسين فرص الاخير للعودة مجددا الى البيت الابيض.
واعتبرت المصادر أن لقاء هوكشتاين – الموفد الفرنسي جان إيف لودريان كان ايجابياً فكلاهما يتحسس مخاطر المرحلة في لبنان وأهمية التوصل الى حلول وتسوية سريعة وكل ذلك يتطلب المزيد من الضغط على الاطراف المعنية لمنع تصعيد المواجهات.
وعلى وقع الترقب لمآل الاوضاع على المستوى الامني والعسكري، فإن الحركة السياسية على خط بكركي – حارة حريك ناشطة، حيث نجح الوسطاء في تهدئة الاجواء بين حزب الله والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي. وفيما لم يعلن حزب الله موعد اللقاء القريب بين مسؤولي الحزب وموفدي بكركي في دارة النائب فريد هيكل الخازن واكتفت مصادره بالقول انه بات قريباً، فإن بكركي ضمت المطران بولس عبد الساتر الى المسؤول الإعلامي في الصرح وليد غياض والنائب الخازن ليشارك في لقاءات لجنة الحوار مع الحزب.
وتقول مصادر معنية بهذا الملف لـ”لبنان24″ ان لا مصلحة لأحد ان يقاطع احداً وحزب الله لا يقاطع أحداً والامور كانت مع بكركي على السكة الصحيحة لكن كلام البطريرك المارون بشارة الراعي علق التواصل فترة الى أن توضحت الامور، من قِبل النائب فريد هيكل الخازن الذي بحث والبطريرك الراعي في ما قصده الاخير في كلامه والمسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، وبالتالي فإن الأمور سوف تعود الى طبيعتها. واعتبرت المصادر ان دور لجنة الحوار بين بكركي وحزب الله ليس محصوراً فقط بالملفات السياسية والانتخابات الرئاسية فهناك ملفات أخرى محل نقاش ومتابعة وتتصل بقضايا الناس واهمية التقارب الفكري، مع تشديد المصادر ان هناك تفاهما حصل بين الطرفين في الملف الرئاسي، وروحيته ان يوافق الحزب على الرئيس وان لا يكون الرئيس رئيس تحدي لأحد.
الى ذلك يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسةً عند السّاعة الثّالثة والنّصف من بعد ظهر يوم الثّلثاء المقبل ، في السّراي الحكومي، للبحث في البنود الثّلاثين المدرجة على جدول الأعمال.